السبت ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٤
في رحابِ الإبداع:
بقلم ميادة مهنا سليمان

فاطمة سليطين

في رحابِ الإبداع:

يسعدني أن أستهلّ أول جزء من هذه السّلسلة الثّقافيّة، بالحديث عن الشّاعرة السّوريّة فاطمة سليطين،
وأنوّه أنّ هذه السّلسلة ستُعرّف القرّاء بمبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربيّ، زيادةً في نشر الثّقافة، والأدب، والعلم، وباقتراحٍ جميل من الأستاذ عادل سالم رئيس تحرير موقع ديوان العرب، لتكون هذه السّلسلة رافدة للحوارات الأدبيّة الّتي أجريها للموقع، وكي ننوّعَ في أشكال نشر الثّقافة، ولأنّ بعض الأصدقاء المبدعين لا يحبّون الحوارات، عدا عن ذلك ستكون لي تقارير صحفيّة مقبلة سأبدأ أحدها منتصف الشّهر المقبل بإذن الله.

في رحاب الإبداع اليوم الشّاعرة فاطمة محمود سليطين:

دبلوم تأهيل تربوي
تفضّل الشّعر الموزون، عمودًا، وتفعيلةً
نالت مراكز متقدّمة في مسابقات عديدة، أهمّها:
مهرجان همسة الدّوليّ، جائزة الجولان للإبداع الأدبيّ.
شاركت في دواوين مشتركة منها:
موسوعة الشّعر النّسائيّ
موسوعة الشّعراء الألف
ديوان حديث الياسمين
ديوان سورية في عيون الشّعراء
ديوان فلسطين في عيون الشّعراء
ديوان لمّة شمل
ديوان صليل الحروف
ديوان الحلم العربيّ
ديوان في رحاب فاطمة بوهراكة.
وكان لشعرها حضور في بعض كتب النّقد، مثل:
(أريج الذّاكرة في حدائق الإبداع).
عشق الشّاعرة للقصيدة العموديّة ، لم يمنعها من خوض تجارب الشّعر الحديث، فكتبت قصيدة التّفعيلة، وهذا ممّا اخترته لكم من إحدى قصائدها:

قد نلتقي
ونضيء أقبية العقول المغلقة
ونزيل آثار الضّلال عن العيون الضّيّقة
ونخيط جرحًا كافرًا
نكأتهُ – إذ نعقت- غرابيبُ عليلة
وبقبحها راحت تبارك نزفَه أيدٍ دخيلة

كما أنَّ الشّاعرة -رغم عشقها للموزون- إلَّا أنَّها لم تتهيّب خوض غمار قصيدة النّثر، بل جعلت قلمها ينبري ليعبّر في قصيدة اخترت لكم هذا المقطع منها، وهو من قصيدتها (على ذمّة الشّهيق):
في حضرة الحبّ الدّامع على خدّ
الغياب
وفي أمداء اللهفة
يعزف النّبض نوتة يخضور لم
ينطفئ هديله
يطلق شهقة اشتياق
هاربة من سنابك الجراح

كما كتبت سليطين المجزوءة، و المتلازمة، والومضة، وهذه الومضة من روائعها، بل إنَّها تحكي واقعًا بائسًا عشناه، ونعيشه، ولا نعلم إلى متى تحيط بنا الذّئاب!
تآمُر
استدارتِ الطّاولةُ؛ تربّعَ الذّئابُ.
وكشاعرةٍ تحمل الهمَ الوطنيّ، والعربيّ، كانَ لقلمها صرختهُ حينَ نزفت سورية الحبيبة، وارتصفت جراحُها جسورًا توصل العابرين إلى مجد الخلود، وكان للشّام وياسمينها نصيبها من حروف الشّاعرة، تقول في قصيدة(عاشق):
يا شام إنّي عاشقٌ ومتيّمُ
وبحضنك الدّافئ تحطّ الأنجمُ

ولعنقك الدّامي نسجتُ قلائدًا
من درّ أرواحٍ فيها البلسمُ

ولم تكن سليطين ممّن نذروا قلمهم لسورية فقط، بل انبرت تدافع عن فلسطين وقضيّتها بفكرها وقلمها:

اخترت لكم من مشاركة الشّاعرة في ديوان (فلسطين في عيون الشّعراء) ما يلي:

أنا أدعى فلسطين الأبيّة
وأحسابي تفصّلها الهويّة
ووجهي تحلف القسماتُ فيه
بأنّي نسل أمٍّ يعربيّة

ومن قصيدة أسطورة الصّقور:
لأنّه الصّقر لم يألف سوى القمم
أمّا الوهاد فللحافي من الشّمم

تحت جناح أساطير يخبّئها
من البطولة والإيمان بالقيمِ

يقارع الجحفل الباغي بلا مددٍ
من أمّة خنعت مهزولة الهممِ

وفي قصيدة (طوفان البطولة) تقول:
طوفانٌ لكن من البشر
غمرَ الأقصى وبلا مطر

وغزيرًا فاض ليغسله
من عدوانٍ لم يعتبر

فانقضَّ يصولُ كعاصفةٍ
هبّت لم تُبقِ ولم تذرْ

وأختم ببعض أبيات من قصيدتها الجديدة(عنقاء أنتِ)، تساءلت بها الشّاعرة:

إلى متى هذا الخنوع، وهذه الخيانة، وهذا التّعامي عن دماء إخوة لنا في فلسطين، وبيروت، وتؤكّد لبيروتَ من خلالها أنّ دمشق كعاصمة لسورية الحبيبة، تمدّ يدها لتمسح دمعها، وتصرخ أنَّنا مع الحقّ دومًا، وأبدًا:

أبيروتُ كنتِ ومازلتِ شوكًا
بدربِ غَصوبٍ عليكِ وثبْ

وفيكِ زئيرُ الأسودِ تجلّى
مخارزَ تفقأ عينَ الوصَبْ

وهذي دمشقُ بكفٍّ حنونٍ
تكفكفُ دمعكِ رغمَ التّعبْ

فلا تستكيني وهبّي كطيرٍ
ينفضُ عنهُ رمادَ الحِقبْ

فعنقاءُ أنتِ وكلّ احتراقٍ
تعودُ ويلمعُ فيها الذّهبْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى