مبللة بالاشتياق
كَانَ الفَصلُ شَغَفًا
وَكَانتِ السَّاعةُ
مُتجمِّدةَ عقاربِ العِناقِ
نوافذُ القلبِ خلَّعَتْها
أعَاصِيرُ اللوعَةِ
سَتائرُ الرُّوحِ
مِن دانتيلَ مُنقَّطٍ بِالخَيبةِ
وَسَماءُ اللهفَةِ
تُمطِرُ القُبُلاتِ بِحَرارةٍ
لمْ أكُنْ أحمِلُ مِظَلَّةً تَقِيْني
وابِلَ سِحرِكَ..
لمْ أكُنْ ألبَسُ مِعطفًا
يرُدُّ عنِّي زَمهرِيرَ الدَّهشةِ
لمْ أكُنْ أنتعِلُ سِوى
حِذاءِ الوقتِ المَثقوبِ!
وَهُناكَ...
عَلى قَارعةِ الانتِظارِ
كُنتُ أرتجِفُ عِشقًا
كُنتُ أقفُ مُبلَّلةً بِالاشتياقِ
لا شَيءَ..
لا صَوتَ..
سِوَى زخَّاتِ نَبضٍ يَروي
ظَمَأَ الرُّوحِ القَاحلةِ
مُنذُ عَهدِ المَجَاعةِ إلى الحُبِّ..
قَوسُ قُزحِ بَهائِكَ
هزَمَ عَتمةَ وحدَتِي
جسَدَانِ..
جسَدَانِ يُشعِلانِ حَطَبَ الوِصَالِ
حتَّى انطِفاءِ لَهبِ الرَّغبةِ..
فنجَانانِ مِن قَهوةِ الحُبِّ
وبعضٌ مِن كَستَناءِ الفرَحِ
زَادُ عاشِقَينِ
حتَّى إشعارٍ آخرَ مِنَ العِنَاقِ!
وَأمضِي..
أتوكَّأُ حُزنِي
رعدٌ.. وَبرقٌ.. وَليلٌ..
يتكسَّرُ حِذائيَ البَلورِيَّ
وأتعثَّرُ في خُطواتِ ظِلِّكَ المُسافرِ
إلى محطَّاتِ الرَّجاءِ
مطرٌ.. مطرٌ
تتبلَّلُ أرصِفةَ الوَجدِ
تنهمِرُ مزَاريبُ الذَّاكرةِ
فَيهذي القلبُ:
"كَانتْ لحظَاتٍ مِن يَاسمين
لا يشمُّ عِطرَهَا
إلَّا بُستانيٌّ بَارِعٌ فِي تَشذِيبِ الأمَانِي"
مطَرٌ.. مطَرٌ
سَنواتٌ مرَّتْ
وأنا أعقِدُ رَبطةَ عُنُقِ الوقتِ
أكوِي الأمَلَ المُجَعَّدَ
وأزَرِّرُ قُمصَانَ غِيابِك
سَنَواتٌ مَرَّتْ..
وَأنَا أُطعِمُ عَصَافيرَ قَلبِي
مِن قَمحِ الصَّبرِ
وَأُهرِّبُ إليهَا
الماءَ الصَّالِحَ لِلحُبِّ
سنواتٌ مرَّتْ..
وأنَا أُزركِشُ فَسَاتينَ قَصَائدي
بِفَرَاشَاتِ الوَعدِ
وأزرَعُ لهَا
الوَردَ المُعرِّشَ عَلى جُدرَانِ رُوحِي
سَنواتٌ مرَّتْ..
ومَازَالتِ الذَاكِرةُ مُصَابةً
بِحُمَّى عِشقِكَ!
سَنواتٌ مَرَّتْ..
ومَازالتِ الرُّوحُ تتذَكَّرُ
أَنَّهَا التَقَتكَ
عِندمَا كُنتَ تَعبُرُ
إلَى الضِّفَّةِ الأُخرَى
مِنَ الشِّعرِ!
مشاركة منتدى
6 نيسان (أبريل), 10:23, بقلم ليلى اورفه لي
قصيدة وارفة بالبهاء، حافلة بصور غاية الروعة يقال فيها الكثير من الجمال. دام إبداعك