
تحولات

دخلت زينة الأرملة منزلها وأوصدت خلفها الباب. وضعت سلة السوق على طاولة المطبخ ثم وقفت عدة دقائق تتفحص بيديها ما جلبته وفكرت: "البطاطا أفضل مما كانت عليه العام المنصرم، جيدة ونظيفة.. لو تظل هكذا دائما!". ثم تمتمت وهي عائدة إلى السلة بعد (…)
دخلت زينة الأرملة منزلها وأوصدت خلفها الباب. وضعت سلة السوق على طاولة المطبخ ثم وقفت عدة دقائق تتفحص بيديها ما جلبته وفكرت: "البطاطا أفضل مما كانت عليه العام المنصرم، جيدة ونظيفة.. لو تظل هكذا دائما!". ثم تمتمت وهي عائدة إلى السلة بعد (…)
يتلمس طريقه في الظلام الحالك، وهو يتذكر كم مر بهذا الطريق أياما وليالي. ينحني عند بعض المنعطفات ليلمس هذه النبتة أو يتعرف على ذلك الحجر، ومع كل انحناءة يستنشق بمليء رئتيه عبير أرض افتقدها وافتقدته . ثمة شعور طاغ يغمره ويكاد يجعله يقفز (…)
(١)
كنت قد انهدمتُ ، دفعة واحدة ، لم يحدث الأمر بالتدريج ، أو لعلني هكذا شعرت . صحوت على وخزات الترميم ، لا أعرف كيف لحجر أن يشعر ، لكنها لم تكن وخزات ألم . كنت قد فقدت الإحساس بالألم منذ مدى . تركتهم يعبثون في أطرافي ، بعضهم زين له (…)
لبيتنا بوابة حديدية كبيرة سوداء ، معلق بها من أعلى جنزير صدئ غليظ ، في طرفه قفل نحاسي ضخم جداً . أبي يقول أنه يكره هذا القفل لأنه لا يمكن كسره . " هل يريد ابى ذلك حقا ؟ ". لو وضع جدي يده على كتفك بحنان ، مكلما إياك بصوت ودود لضربتك (…)
يتطلع لكفه، بعد أن ملّ الجدران .. كفه متسخ، لا يذكر متي غسله آخر مرة زفر بحنق "اف لا أدري ماذا أفعل أيضا" كان قد انتهي من عد ذرات الشمس المتدفقة داخل هذا الشعاع الرفيع.. كما ملّ التطلع من نافذته الضيقة.. وصديقته النملة لم تخرج اليوم (…)
حيثُ كانتْ أصابِعُها تتعانقُ حزناً في حذاءِ الفضاءِ الضيقِِ، محاولةً أن تبتلعَ بأظافرها حباتِ النجومِ الفضيةِ. كانَ هو الواقفُ فوقَ عتباتِ ظلالِ حضنها العظيمْ وحيداً يصارعَ الحياةَ، يبتلعُ الوقتَ الثقيلَ ليخلقُ الصبرَ، تتلاعبُ به (…)
يقول نيلسون مانديلا « لا يسلب السجن حرية الإنسان وحسب، بل يحاول أن ينتزع إنسانيته، فكل واحد من السجناء يرتدي ملابس من الطابع نفسه، ويأكل الطعام نفسه، ويتبع الجدول اليومي نفسه من العمل والروتين، إضافة إلى كبت الحرية، فالسجن نظام استبدادي (…)