الجدار

في قريتنا دواة خاصة بي وحبر أسقي به عطش الورق، وجلباب لجدتي، تتنفس في طياته غابات من زيتون ودفلى.
ها أنا مرة اخرى في قريتنا، وتحت شجرة التين العجوز. من هنا كنت أسمع حكايا الشوق، أطول الحكايا في حياتي، أكلت مني كل شيء، ولم تبق فيّ أي شيء. قبيل ولادتي بقرن كانت قريتنا جنة عدن، بيادر من زهور اقحوان وشقائق نعمان، لكن اليوم أحسّ بالقهر والذل، تجتاح جسدي الفائر روائح العبيد والمستضعفين.