السبت ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم محمود محمد سليمان

يغنى الصغارُ لبيـروتَ جهراً

مـفـتـــتـــح
وصوب نـارىَّ
لم تكن الحربُ.. لا
ولا ورقُ الفقـرِ
كان ماءُ بيروتِ
يهربُ
بين همس البنات
وتحت الشظايا
فكيف أؤجـج نـاراً
بمــاءٍ
وكيف أشد بنار الفرات
يــديَّ ؟
كلنا في الصباح يسافرُ
كم وردةٍ سوف تنمـو
وكم طفلةٍ قـد تغــادر ؟
تلك بيروتُ
آخـر سرب الصبايا
وأحلى البناتِ
هنــالك
تحت السماءِ غريبٌ
الغريب دخـــانُ وتحت
تـلك بيروت ُ تبكى
.وأبكــى
وحيــدٌ كلانــا
بلا أصدقـــــاء ْ .
القصيــــيدة
قال الصغـيرُ لجـَدهِ
يا جـدُ
بيروتُ تبكى
والقناديلُ المضاءةُ
فوق تلّ الكـرم
والأشياءُ يا جدي
ونافـذتي
فقال الجد يا ولدى
إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ
فلا تقنـع بمـا دون النجوم
فطعم الموت في أمر ٍ حقير
كطعم الموت في أمرٍ عظيم [1]
ترى طعمٌ لتلِّ الكرمِ
للأشياءِ يا جـدي
لنافذتي ومكتبتي
ترى تمضى بنا الأيامُ
من حربٍ إلى حربِ
ومن وطنٍ إلى لا شيء
 
****
هنا سينام بعض الوقت
أصحابي
ولا أحلام يا جدي
ولا وقـت
( الغَوَر ْدل) [2] هنا يبقى
هامسا ً بالليلِ
منكسراً كمحمومٍ
يباغت ضـوء مصباحٍ
وفى كلتا اليدين الحربْ
 
****
خذ التاريخَ يا جـدي
فقد يطـأ الكروم
الجـندُ
قد ينتابني فزعٌ
ويرسمني الطريقُ
كوردةٍ محمومةٍ
وكخيمةِ البدوي
لا الأوطان يملكها
ولا الأرض
 
****
كل ما حولي نُثَـار
الأرضُ
والبنتُ الجميلةُ
والطريقُ السهلُ
كلما أوغلت نحو الباب
أو أمسكتُ ذاكرتي
يطل الوعـلُ
أو تبكى القناديلُ المضاءةُ
فوق تلِّ الكرم
 
****
بيروتُ يا بلدي البعيدةَ
يا عناويني الصغيرة...
في كتاب الدرس
لا زلت أتبع كل قافلةٍ
أُشكَِّـل ملح ذاكرتي
لأترك خلف هذى الحرب

[1البيتان من شعر المتنبي

[2التسمية المحلية لشجر الغار في لبنان


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى