الجمعة ٢٣ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم
وَصِــيَّــة من المرايا
وَصِــيَّــة
(اللهمّ اجعلهُ خيرا)
" لا يستطيع بنو البشر احتمال َ الكثير ِ من الواقعية و الحقيقة " ت.إس.إليوت
قال لي يوماً أبي:إلى ها هُنا رحلتي ...إلى اللا هنا !!الطريقُبلا نهاية ..والحقيقةُ ..تنتحل اللهفترشحُ من أوهامنا!*أسرَجتُ رحيلَه ،صنعتُ من درع "أخيلَ " اللجام!ألبستُهُ خلخالين:حمامةًوغصنَ زيتون .ثمّ حملتُه ,ومضيتْ ..مضيت ْ ...**همتُ على بطاح السؤال،أقيل ُ تحت ظلال ِ سراب ِ الطفولة ,غباش ِ النقاوة ِ,أنبش مقبرةَ الـ مَضى ،أعلل ُ بالغد نفْسي ،وأوغلُ في غياهب ِالأمل ْ..مضيت ْ ...**وعلى جسد اللجاة الحارّ ,اعوجّتْ زهرةٌ ..وحيدةً كانت ,تعدّ نجومَ الظهيرة ِ ،تشتُمُ الشمسَ ،وتنتظرُ الحافلة!همَسَتْ لي:لااااا متّسعَ لك ,.... حتّى و لو جئتَ وحدك .*من جيبي أناأخرجتُ الحقيقةَ،معدنياً كان بريقُها!أحكمت ُعليها ,ومضيتْ ..مضيت ْ ...**النبعُ،على حضنِ جرفٍ طازج،يقيلُ في ظلّ السماء ..يغني لامرأةٍ بدايةٍ ,لامرأةِ ماما قبلَ الحِمم ْ ...لا يقبّلُ عصفورةً ,لا يبكي على حضن ِ شجرة ْ,ولا يرتعشُ لظبيٍّيصلّي فوقَه .. و يبتهل ْ!يغنّي النبع ُ:أوووف ... أوووووووووووف ..الجرف ثقيل وساكنْلكنْ ...هل تراه الترابُتحتَه؟!همسَ نحوي:كسّرتُ كلَّ المرايا ..ولا أطيقإلّاي!*والحقيقةُ ..؟!أغمضَتْ على المدى عينيها ..ومضيتْ ..مضيت ْ ...**المَدى ,فسيحٌ ومقترِب ْ ..و المسافةُ وحشٌ يطارد أنثى ...تربّع على سُدّتها،نهلَمن حنجرتها..فتّش عن قلبهاحتى ابتلعه..بأظافرِه ِ .. بعينيه ِابتلعَه!ثم ملا وجهَهُ بالسماء,أذُناهإصبعان في قبضةِ رأسه,وافترَّ للشمس ْ!انتفضَت الظبيةُ،لَمَزَ لي:لا بد سينضب ..,لا بدَّ للدمّ ..و طاردها ..المدى بهيمٌ ومبتعدْ،والحقيقةُ حين نظرت ُ إليها ,تورّدتْ كبرتقالة!و مضيتْ ..مضيت ْ ...**صدى الليل في الغابةِ الغامضة ْتسعٌ وتسعون ...و تسعون .. و تسعون .. و تسعوووون ...وكهلٌ أبيضُيذرعُ صاعداًتسعاًويعود ..وتسعين!ثمانٍ و تسعون ..تسعٌ وتسعون .... و .._ كأنه لا يراني _تسعٌ وتسعون!والحقيقةزيتُ جبينه!مالحةً رأيتُها,ومضيتْ ..مضيت ْ ...**خلعَ البدرُ ...وأماطت الشمسُعن وجوهٍ أربعة ٍصيف ٍ ..و اثني عشر طقساً ...و عشرين جُثّة ً فاسخة ً,و قُبّة ِ ماء ٍ عماء ْ!فآبَ "كيوبيد",بلا جانحينإلى رَبْلة ساق "فينوس"!وخرّ قابيل ُيبكي على ضريح ْ ..وحوّاء ُجاءتْ تعقرُ بطنَها .. و لا تستريح ْ!وكان آدميصلّي حاسي َ العينينو الكفّينيُثقلُه ُ الزَرَد ْ!كانت ْ صامتةً الحقيقة ُ,بصقتُ في وجهها ..صفعتُها بنعلي َالمهترئِ الطويل ِ المُضنى ْ!فصارت ْ ندىً،ثم طيفاً .. يختال ُ أمامي!ركضتُ خلفَه ُ ..أُسرِعُفيسْرع ..أهادنُه ُفيسرع!وكلما فكّرتُ أن أعود ..._ " لماذا لا أعود ؟!" _يسحرُني رماداً !!شتمتهُ ..حاورتُهُ ..لاحقتهُ ..انقلبتُ عليه ...وما اعتقلتُإلا روحيَ فيه!صارحتني الحقيقة ُ أنّ بها بعضَ حاجة ٍثمّهبّتْ الشمسُ تعدو معي ...لَبِست ْ جِلدي ..امتطتْ قُبّةَ رأسي،أحصدتْ شَعري،وطهتْ تلافيفي!و الغيومُ تهدهدُ حمأتي تارة ً,و تارةًتبصِّقُ عليّ السّماء ْ!!وعلى اللازَوَردالعتيق ِ .. الرّفيق .._ بلا وصيّة ٍ _آمنتُ بالسماويةِ الرابعة,وعانقني أبي!!