

وطن واحد وكل لغات
عد إليها وحبِّر النغمات | هاك لحني وآخر الكلمات |
عد ورتل توَجّـُداً وهُياما | عُد فؤادي وواصل الوصلات |
عد فؤادي ولسته ُ حين تأبى | تنثر العشق روْحتي وحياتي |
فأنا العاشق المتيم صبرا | ولتـُقِـلْ عاذل الهوى عَثراتي |
مثلكم أهوى مثل كل سليم ٍ | قلبه رغم لوعـتي وهنـَاتي |
رغم آه الجراح رغم جواها | في نوى السر لم تـَبــِدْ لهفاتي |
لهف قلبي وكل لومي هواها | غائر في الملام أرسم ذاتي |
وخزُ سيفي يرد بعض ضناها | ودم الجرح كل حبر دواتي |
أيْ نعم لهفي ثم لهفي عليها | هكذا الحب لا هوى السكرات |
ليس كل الهوى مديحا فيتلى | ليس كل الأريج فوح شداة |
كم مديح يباع جهرا ويشرى | في حياة وينجلي بممات |
كم شداة حول البلاط تهادوا | للهدايا وهرولوا لفـُتات |
فإذا أعطوها رضوا وإذا ما | مُنِعوها تحزبوا لعصاة |
كم وكم فاتخذ لحبك قدرا | أو أمِتـْهُ و ردد الصلوات |
ما يفيد الثنا ولوعك قلبي | مدنف و الدواء بالقطرات |
قم و قل من جميع بحرك شعرا | طِرْ طليقا في القافيات وهات |
أي فؤادي هلا ركبت شذاها | وأفانينها لدى العرصات |
هل تغنيت بالسجام إذا ما | جاءك العُود يذرف العبرات |
هل تغنيت بالنصال إذا ما | نصل الغدر يكشف العورات |
أم أردت النشيد رقصة نشو | لصفيق ولذة الصرخات |
هكذا الحب حبها فاغتنمه | إن أبيت الخنا وخذ بعظاتي |
أي فؤادي لا تسألنْ عن سواها | هي مثل السنا تروح وتاتي |
ليس يجفوها غير كل لئيم | فاحذر اللؤم واحذر الهفوات |
إنها إن عزمت يوما قرانا | ولك المَهر أنسبُ الزوجات |
هي أرضٌ بعَرْضها و بطول | تلج القلب فادعها بأناة |
هي عِرض ولا يغازل عِرضا | مِن شُداة الغرام غير حُمَاة |
هي قدس وغزة وجنين | هي بيروت يقظتي وسباتي |
هي قرطاج والرباط ومصر | هي ماء الخليج صنو فرات |
هي بغداد غصتي وصداها | ضج أذني مستنكرا لسكاتي |
هي تركيّة ٌ تعيد بهاها | لم تعر ثوبها لشر عراة |
هي طهران أخت وهران لما | مزقت حبل مقصل بثبات |
هي كشمير تستغيث وبورما | وسراييفو من وجوم شتات |
هي دارفور أخت صومال لما | لم تصغر خدودها لبغاة |
هي كابول والخليل ويافا | ودموع ذرفتها بـحَـمَاة |
هي كل الربى وأنـّا تعالى | همس تهليل وصدح دعاة |
هي كل البلاد دون حدود | وطن واحد وكل لغات |