نزعت عنك البتلات واحدة بعد الأخرى
(1) إلي السيدة عجالة
إذا أسرعتِفإن الزمن سيطير من بين يديكِمثل فراشةٍ طائرةإن تمهلتِفإنّ الزمنَ سوف يمشي خلفكِمثل ثورٍ مطيع
(2) أنا
أنا لستُ أناإنني هوالذي يمشي بجانبي دون أن أراهوالذي أكاد – أحيانا – أراهوالذي أنساه مرات عديدةوالذي يصمتُ عندما أتكلموالذي يغفر ، يا حلوتي، عندما أكرهوالذي يمشي عندما أتوقفوالذي سوف يظل واقفًاعندما أموت.
(3) نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى
نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرىوكأنك كنتِ وردةأبحثُ عن روحهافلم أجد شيئًالكنني نظرتُ إلى تلك الأشياء التي حولها- أفق السماء والمحيطات –واللا منتهيفوجدتُها تحمل عطرًاهائلا ًوحيًّا
***
الشاعر في سطور:
ولد الشاعر خوان رامون خيمينيث في جنوب إسبانيا عام 1881، ودرس الفنون الجميلة في جامعة اشبيلية قبل أن يتفرغ للكتابة. أشترك مع زنوبيا كمبروبي في ترجمة الشاعر الهندي طاغور إلى الأسبانية... زنوبيا التي تصبح زوجته بعد أن تندلع الحرب الأهلية الأسبانية عام 1936 فيسافرا معًا إلى الولايات المتحدة ، وعندما تسيطر قوات فرانكو على الحكم في أسبانيا يفقد خيمينيث أمل العودة إلى الوطن الأم فيقرر الهجرة إلى بورتوريكو ، ويعيش هناك حتى موته.
*****
عُرف الشاعرُ بصحته المتدهورة حيث عاني من الاكتئاب طوال فتراتِ حياته ... بداية من موت أبيه في صباه حتي موت زنوبيا في شيخوخته... زنوبيا التي أحبها الشاعرُ حبًّا عظيمًا والتي كانت على فراش الموتِ عندما تحصل على جائزة نوبل عام 1956. وكتب الشاعر بعد موتها قصيدته المشهورة " نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى.."
*****
كان الشاعرُ يبحث دون توقفٍ عن تلك الصور الخفية التي تقبع في الأشياء ، وكان (مثل ماشادو) دائم التأمل، فسيطرت الطبيعة على جزءٍ كبير من شعره وكتاباته.... كتبَ في سنواته الأخيرة شيئًا مثل هذا:
"كل ما يتخيل الإنسانُ هو في الواقع صور موجودة في داخله ، أو لنقل أشياء خارجية تزداد جمالا حينما تدخله... إنها تلك الأشياء التي يحسها بجسده وأيضًا بحواسه المفعمةِ بما هو روحاني."