قصائد حب إلى جيومار
(1)لم أعرفإن كان الذي تحملين في يدك ِليمونةً صفراءأم خيط َ نهاريا جيومارفي خيوطِ الذهبِرأيتُ شفتيك تبتسمان ليماذا تعطيني؟ سألتهاأالزمن في فاكهة ٍتقطفها يدك ِمن نضرةِ البستان؟أزمن العشياتِ الساكنةِ الفارغةأم الغياب الذهبي؟أم لعلها صورة في المياهِ الراكدة؟أمن جبل ٍ لآخر محترق ٍيرحل النهار؟هل يكسر الحبّ ُفي المرايا الباهتةخيوط َ الغسق؟(2)رأيتكِ في المنام ، يا جيوماروأنت ِ في بستانكمن تحتك ِ الأنهاركنت ِ في بستانك ِ الذيمن زمن ٍ تحيط به قضبانٌ باردةرأيتُ عصفورًايغني في العطش وحيدًابنعومة على شجرة "الميس"عند النهر المقدس ،حيث العطش وحيث النبعفي ذلك البستان ِ ، ياجيوماريولد بستانٌ آخرمن إتحادِ قلبينافتذوب أوقاتنا بعضها في بعضونعصر معًاعناقيد الحلم ِفي أقداحنا النقيةفننسى حكاياتنا المزدوجة(الأولى عن رجل ٍ وأمرأةٍهما كالغزالة والأسد... جاءا يشربان معًاوالأخرى تقول :ليس الحبّ ُ سعيدَ الحظ ّإنه وحشتان في وحشةٍ واحدة )يفكر الشاعرُ فيك يا جيوماروالمسافة بيننا من ليمون ٍ ومن بنفسجوالحقول لم تزل خضراءتعالي مع ، يا جيومارسوف يلتهمنا الجبل ُمن الأيكة إلى بستان السنديانيتعب في مشيته النهارُ ، وقطارنا يمضييلتهم سكته مع النهارويتحرك الرتم إلى الظلِّويفقد "الخوادامارا" لونه الذهبيلأن أميرة ً وعاشقها يهربان معًاوخلفهما يلهث القمرُويختفي القطارُ ويدويفي جسدِ الجبل ِالأرضُ عاقرٌ ، والسماءُ عاليةخلف جبال ِ الجرانيتوجبال ِ البازلتها هو البحر واللا منتهى...فنرحل معًا ...إنها الحرية(3)أكتبُ لك من عربةِ القطارفي ساعةِ اللقاء الوهميحين يكسر المنحدرُ قوسَ القزح في الريحويتصدع حزنه على ظهر الجبل ِالشمسُ والأجراسُ في أبراجها القديمةفيا لهذه العشية الهادئة والمنعشةويا لهذا المساء الطفولي الذي أحبه شاعركويا لهذا النهار... نهار الصباأيام كنت ِ جسدًابلون الوردِ على الشاطئ...
الشاعر في سطور:
– ولد الشاعر الأسباني أنطونيو ماشادو في إشبيليا عام 1875 وترعرع في بيت كبير كان يملكه أبوه المدرس وجامع التراث
– أصدر الشاعر أول دواوينه عام 1903 وكان بعنوان “الوحشة” والذي كان تحولاً مهماً في مسيرة الشعر الأسباني في ذلك الوقت
– في عام 1906 عمل مدرساً في اللغة الفرنسية في إحدى مدارس سريا ، وكانت سريا مدينة صغيرة تقع على مرتفع بالقرب من جبال أراجون . قابل ماشادو في تلك المدينة امرأة تدعى ليونور فتزوجها قبل أن يسافر معها إلى باريس للدراسة في السربون ، لكنه سرعان ما يعود إلى سريا بعد أن تمرض ليونور مرضاً خطيراً لتموت بعدها بأسابيع فيقرر ماشادو العودة إلى الأندلس ، وتعود ليونور كثيراً في شعر ماشادو تحت اسم جيومار
– في الأندلس يكتب الشاعر ديوانه الثاني “كاستيليا” ليصبح بعدها عضواً في جيل 1898 ، الجيل الذي ضم مفكري أسبانيا الكبار مثل خوان رامون خيمينيز وميخيل دو أوناميو وفاسنتي أليكسندر ولوركا ، وكان ذلك الجيل يحاول وقف الهزيمة التي لحقت بالأدب الأسباني منذ نكسة أسبانيا في حربها ضد أمريكا
– في عام 1924 أصدر ديوان ” أغاني جديدة”، وفي عام 1926 ديوان “الأغاني” وفيه يظهر ماشادو في عنفوان آخر يتغني فيه بالحب والغيرة والربيع… وبجيومار
– في عام 1927 يصبح الشاعر عضواً في الأكاديمية الأسبانية حتى الحرب الأهلية ، ففي شتاء 1939 يرفض الشاعر الهزيمة فيقرر السفر إلى فرنسا عبر الجبال ليموت بعد وصوله هناك بأيام
– تأثر الشاعر أنطونيو ماشادو بالشعر العربي الأندلسي وبكتابات ابن عربي وأثر هو في كثير من الشعراء العرب من بينهم الشاعر عبد الوهاب البياتي