الأحد ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٢٤
بقلم صباح بشير

نادي حيفا الثّقافيّ يحتفي برواية «عازفة البيكادلّي»

بتاريخ (15.2.2024) أقام نادي حيفا الثّقافي أمسية أدبيّة للرّوائيّ الجزائريّ الكبير د. واسيني الأعرج، وذلك لإشهار روايته "عازفة البيكادلّي".

افتتح الأمسية مرحّبا بالحضور والمشاركين على المنصّة رئيس النّادي المحامي فؤاد مفيد نقّارة، قدّم شكره للمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ على رعايته لأمسيات النادي الأسبوعيّة، وأعلن عن النّشاطات والأمسيات الثّقافيّة القادمة، داعيا الجميع لحضورها.

تولّى عرافة الأمسيّة بلباقة د. ماجد خمرة وقد افتتح تقديمه للأمسية بقصيدة "بلادُ العُربِ أوطاني".

قدّمت بعدها الكاتبة والنّاقدة صباح بشير مداخلة نقديّة جاء فيها: بواقعية مطعّمة بالخيال، تنسج هذه الرّواية خيوطها، لترسم لوحة أدبيّة تثير شغف القارئ، لقد نجح الكاتب في إيجاد التوازن بين الواقع والخيال، من خلال أسلوبِه السرديّ المُتقن وحواراته المُثيرة. تحدّث عن الوقائع التاريخيّة وتقاطعاتها وتأثيراتِها، باحثًا في الماضي لحماية الذّاكرة اللّبنانيّة من الضياع، تطرّق إلى قمع الحريات والفساد، في بلادٍ سكنتها الخيبة، والصراعات والحرائق والوجع، معبّرًا عنْ ألمه جرّاء ذلك.

هناك دلالات ومضامين، رفدت هذا العمل وأضفت إليه قوةً وعمقًا؛ لتتجلّى براعة السرد في استثمار هذه المضامين التي حملت رموزَها، وفتحت للقارئ آفاق التأمّل والتّفكير، وعبّرت عن واقع المجتمع وتأثيرِه على حياة أفراده، وكشفت تركيبة السلطة، وتأثير الأحداث السّياسيّة على حياة النّاس.

تلاها النّاقد د. نبيه القاسم بمداخلة نقديّة جاء فيها: يظلّ المكان الأساس والعامود الفقري في هذا البناء، لأنّه الباقي الحيُّ ولو دُمِّر وأُزيلَت أثارُه، فيظلّ في الذاكرة خالدا، وفي المشاعر راسخا ينتقل مع الأبناء والأحفاد من جيل إلى جيل، يُثير الحنينَ ويبعثُ الشوقَ ويشحنُ العواطف. بينما دائمُ التّغير، لا يثبتُ على حال، ومع تغيرّه يجلبُ الكوارثَ والمصائب، ويُبدّلُ حالَ الناس من حال إلى حال فتتقَطّعُ الأواصرُ، ونظلّ في خوف ممّا سيكون، كما ويُبعثر المكانَ الزمنُ، وقد يدمّره، وقد يؤدي إلى محو كلّ أثر له. أمّا الإنسانُ فهو الأضعفُ في هذا البناء لأنه يكون أسيرَ المكان وعبدَ الزمان، فالمكانُ يُقيّدُه والزمانُ يتلاعبُ به ويرميه من حالة إلى أخرى. لكنه رغم ذلك فهو الذي يُعطي للمكان دِفأه وقيمتَه وقدسيتَه وللزمان نكهتَه وشذاه ويجعلُه المِشْجَبَ الذي يُعلِّقُ عليه آمالَه.

في الختام أطلّ الأديب واسيني الأعرج على جمهوره عبر شاشة سكايب، شاكرا إدارة النّادي على هذه الأمسية الراقيّة، والضيوف على المنصة، تحدّث بإسهاب عن روايته وما واجهه من عوائق أثناء تأليفها، مؤكّدا على أهميّة توثيق الأحداث التاريخيّة لحماية الذّاكرة الجمعيّة، وعلى أهمية الرّواية في نقل التّاريخ للأجيال القادمة، وعلى دور الأدب في تعزيز الوعي الثّقافيّ والمعرفيّ، ومسؤولية الكاتب في التّوثيق وحماية الذّاكرة.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى