الأحد ١٨ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم لطفي خلف

مع الفجر

رحى الوقتِ تطحنُ حبَّ الثواني 
تلوكُ الدقائقَ تلوَ الدقائق  
 عند تفاصيل ذاك الصباح 
 تعوَّد عدنانُ أن يستفيقَ 
من النومِ في السادسةْ ْ
يرنّ قطيعٌ الشياه ِ 
مع الفجرِ أجراسَه في الأزقَةِ 
لكنَّ عدنانَ  
يسبقُ باصَ القطيع ِنهوضاً 
كعادتِهِ  
كي يلملمَ أوراقَ أحوالِهِ البائِسةْ 
 يرتّب فوضى برامج ألعابِهِ  
دون أنْ ينعفَ الوقتَ 
مثلَ شعيرِ الحمامِ 
على السطح،  
 أو كي يجزّأهُ بالتساوي 
كما جزّأ اليومَ  
ذاكَ الرّغيفَ الوحيدَ  
 – الذي قد تبقّى لاخوانه- 
ليمتصّ اسفنَجُه ماءَ صمتِ المكانِ ِ
 ويرسم عدنانُ  
في الذهن ِلائحة للذرائع ِ 
عند الغيابِ  
لتسردَها عنه للأمّ جدّتُهُ العابِسةْ 
 فجدّتُهُ أوْرَثَتْهُ  
جدالَ النضال ِمع الاحتلال ِ 
ليرشقَ منْ منحوهُ الشقاءَ  
حجارةَ نقّيفةٍ في الصباح ِ  
وعندَ المساء ِ وفي كلِّ حينْ  
 فقد خَلََعوا عنْه ثوبَ الهناء ِ  
وقدْ سلَبوهُ ببلدوزر ِ الحقد ِ 
ذاتَ مساء 
بساتينَ لوزٍ وخوخ ٍ وتينْ  
 وكوخاً صغيراً بناهُ أبوهُ 
ليمنحَهُ الدفءَ عند الشتاء ِ 
ويوم تطلُ  
مخالبُ برد ِ الضمير ِ 
 ودمع التماسيح  
ممن تقمَََصَ سرَا  
قناعَ صديقٍ وفيّ ٍ أمينْ  

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى