مسلسل قادم من الخليج
ضمن هذا الازدحام الفضائي الأرضي العبثي، الإغراضي أحياناً، تجد من يتخذ البعد الإنساني، بوصلة لمزيد من استعادة اللحظة المتجذرة في الضوء، بعيداً عن الربحية وإفساد الجواني والفضاء على حد سواء.
ومن هؤلاء من لا ينزح عن الموضوع الهادف، المتكامل مع البنية الفنية، على كافة الأصعدة، من فضائية، أو شركة إنتاج، أو كاتب، أو ممثل، أو.. إلخ..
وأثبتت تجربة شركة "إيكوميديا"، أنها تسعى إلى تأسيس فعل درامي، جوهري، يستمر، فلا يستنفذ إمكاناته منذ البداية، بل يظل متجدداً، وهذا ما تفصح عنه عدة أعمال لإيكوميديا، موضحة نهجها الفلسفي الجاد، المؤثر، والنوعي، منها: مسلسل الأطفال "يوميات دينار"، ومسلسل الكبار "سقوط الخلافة"، الذي تجاذبته الفضائيات، ولفت اهتمام المشاهدين والنقاد والدراميين والمهتمين، وحصد العديد من الجوائز الفنية، مع احتمال دبلته قريباً إلى التركية، وليس أخيراً، مسلسل ملحمة الأمير الثائر "عربستان"، المأخوذ عن رواية سمو الشيخ الكاتب سلطان بن محمد القاسمي، وسيناريو وحوار الكاتب السوري د.رياض نعسان آغا، والذي تدور أحداثه في القرن الثامن عشر، في منطقة الخليج العربي، التي تحدت الظروف الصعبة، ونجحت في استعادة مكانتها على الصعيد المحلي، والعربي، والعالمي.
يركز المسلسل، وبشكل خاص، في ملحمته الدرامية، على الأمير "مهنا" حاكم منطقة "بندر الرق" وما حولها، وما مرت به من صراعات وتوترات عاصفة، محلية ودولية، إلى أن أثبتت كيف يصمد الفكر العربي الأصيل، وينتصر، ناهضاً بدولته المستقلة.
وليقترب العمل من الواقعية، سيبحث عن أماكن مناسبة للتصوير في الخليج العربي، وسوريا وتركيا والمغرب العربي.
نذكر أنه يتم التعاقد حالياً مع نجوم الدراما في سوريا والخليج، لتجسيد الأدوار بفنية عالية، وتشويق ممتع ومفيد.
وعن اختياره لهذا الأسلوب في انتقاء الأعمال، أكد مدير عام شركة إيكوميديا، خليل محمد، على ضرورة استعادة الفضاء الجاد إلى الفضائيات، وهذا ما حرصت عليه شركة إيكوميديا، منذ انطلاقتها، وستواصل فلسفتها الهادفة ليس إلى المتعة فقط، بل إلى تفاعلية التثقيف، التي طرفها الأساسي المشاهد، على اعتبار أن التلفاز صار أحد أهم الوسائل السريعة الجاذبية، والقريبة أكثر من الناس.
تستعد هذه الشركة الرائدة، المنطلقة من قطر، والممتدة بشعاعها إلى العالم، لعرض مسرحية "السقوط"، من بطولة "دريد لحام"، والتي تدور أحداثها حول الخلافات العربية، بطريقة كوميدية ساخرة.
حول المسلسل، سألت المبدع د.رياض نعسان آغا، ماذا تحدثنا عن تجربتك في هذا العمل الهام، فأجاب: الجديد في كوني أتعامل مع التاريخ، ومع رواية دقيقة له، قدمها صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، هو إضافة بعد ملحمي لسيرة بطل الرواية الأمير مهنا، والمرحلة شديدة التعقيد، والبطل شخصية إشكالية ، والبعد الملحمي يسمح للمخيلة الأدبية أن تكسو الأحداث برؤيتها، دون أن تغير شيئاً من هيكلية التاريخ، لقد أحببت الرواية لأنها تحكي قصة أهلنا في الخليج العربي في تلك الحقبة، التي رافقت بداية تكوّن الدول العربية المعاصرة المستقلة، والمتحررة من شبكة احتلالات في المنطقة، عبر وجود دولتين كبيرتين هما دولة الفرس، ودولة العثمانيين، وأرجو أن يقدم المسلسل للأجيال العربية الشابة، صورة من تاريخ الآباء والأجداد، ليعرفوا حجم المعاناة وحجم التضحيات التي قدموها من أجل بناء شخصية عربية ذات سيادة تتطلع إلى المستقبل مع التمسك بالهوية العربية، وأتوقع أن تأخذ كتابة السيناريو مدة ثلاثة شهور، وأن يبدأ التصوير في شهر أبريل القادم، وأن ينتهي المونتاج في أواخر يونيو حزيران 2011، والله الموفق .