الفنان المفكر
يوم الثلاثاء 29 أكتوبر ودعنا الفنان المحبوب حسن يوسف ولكن هناك جوانب في حياته يجب أن نتوقف عندها لنتعلم منها كيف يكون الفكر الرشيد والقرار المناسب في وقته المناسب فالذي اكتشفه فنيا الفنان القدير حسين رياض وقدمه كوجه جديد في فيلم أنا حرة ونذكر أيضا عندما وقع عليه الاختيار ليكون الأخ للعندليب عبد الحليم حافظ في فيلم الخطايا اقترب جدا من عبد الحليم وتصادق معه وجلس معه في شقته لقراءة سيناريو الفيلم السيناريو بل قاما بعمل بروفات قبل الاستوديو وجلس مع عبد الحليم لمدة أسبوع وأثناء تصوير الفيلم دعى عبد الحليم للعشاء وقال له: هات معك كل من تريد وفوجئ بحضوره ومعه أصدقائه من أكبر الصحفيين والكتاب ومنهم مصطفى أمين وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس ومحمد بديع سرابية وسعيد فريحة وموسى صبرى وأحمد رجب ومصطفى حسين وبسبب تلك المعايشة والصداقة الطيبة حقق فيلم الخطايا جماهيرية كبيرة وقد شارك الفنان حسن يوسف فى 4 أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام ١٩٩٦ وهى : أنا حرة 1959 وفى بيتنا رجل 1961 والخطايا 1962 وأم العروسة 1963
نذكر أيضا قبل ارتباطه بالفنانة شمس البارودي جمعته مشادة كلامية معها أثناء تصوير أحد الأفلام معًا نتيجة تأخرها عن ميعاد التصوير حيث رن عليها وقال: إنت فين يا شمس؟ فقالت: وأنت مالك لو سمحت اللي يقولي كده الأستاذ المخرج مش إنت
بعد ذلك سافرا معا لعمل فيلم في سوريا وتعرف على عائلتها وأعجب بشخصيتها ولذا تقدم لوالدها وتم الزواج وشكلا معا ثنائيا فنيا متميزا وكان المثال للحياة الزوجية السعيدة.
نذكر أيضا أن الفنان حسن يوسف عندما التقى بفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ارتبط به وسأله عن رأيه فى الفن وهل حلال أم حرام؟! فقال له: الكوب ناس تشرب به ماء وناس تشرب خمر ولكن لاذنب للكوب ثم نصحه بتقديم أعمال فنية عن الأئمة وهنا اقترح عليه الفنان حسن يوسف أن يقدم عملا فنيا عن السيرة الذاتية له فوافق الشيخ الشعراوي ولكن بعد رحيله وفي عام 1990 قرر حسن يوسف اعتزال التمثيل ثم عاد عام 2002 ليقدم مسلسل إمام الدعاة الذي جسد فيه السيرة الذاتية للإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان واحدا من أهم أسباب عودته.
أوصى الفنان حسن يوسف بأن تُخط نفس الآيات القرآنية المكتوبة على قبر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله على قبره وهى من سورة الأنبياء: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ، لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).