

أطلال ناجي مازالت خالدة

الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي يعد علامة متميزة في تاريخ الشعر العري وعند منتصف الليلة التى صافح فيها عام 1898 عام 1899 مودعا كان مولده وسجل من مواليد عام 1898 وهنا بدأت حالة الظلم فى حياته فسويعات قليلة أضافت إلى عمره سنة كاملة لكن غالبية المراجع والمؤرخين يعتبرونه من مواليد 1899
الأبوان كانا على قدر كبير من الثقافة والحب والثراء .. الأب رجل عصامى يحب العمل ويعشق الثقافة والفكر ويتحدث عدة لغات أجنبية مما جعله يطلع على الأدب العالمى والثقافى بشكل عام ومن الطبيعى أن يرث الطفل الصغير إبراهيم حب الثقافة من والده أما الأم فكانت سيدة بسيطة محبة للحياة والفكاهة كما اشتهرت بكرمها وإنسانيتها وقد حدث أن أصيب طاهى البيت بمرض فى رئته فاستقبلته فى بيتهم بقية حياته وظلت تخدمه وتطعمه دون أن يعمل وقد ورث الطفل إبراهيم ناجي هذا الحب الكبير للإنسان والحياة عن أمه وعام 1904 التحق إبراهيم ناجي بدار حضانة ثم بمدرسة باب الشعرية الابتدائية وفيها بدأ نبوغه يظهر ويتفوق على زملائه ويقبل على العلم عندما وعندما حصل إبراهيم على الشهادة الابتدائية سأله والده عن الهدية التى يريدها فأجابه : كتابا .. سعد الوالد وتهلل وجهه فرحا واصطحبه إلى إحدى مكتبات شبرا واشترى له قصة دافيد كوبر فيلد وأغرم الطفل بالقصة ومؤلفها تشارلز ديكنز وقرأها أكثر من مرة وبدأت إرهاصات الشعر تظهر على الطفل ابراهيم ناجى فى المدرسة وعمره حوالى عشر سنوات وكانت البداية التقليد والمحاكاة فكان يقلد الشريف الرضي الذى حفظ ديوانه وأعجب به.
التحق إبراهيم ناجي بالمدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا وتخصص فى القسم الأدبى لعشقه الأدب وحبه للثقافة لكن القدر أرسل له مدرسا سوريا اكتشف استعداده العلمى وتفوقه فيه فاهتم به اهتماما خاصا وكان يعطيه واجبا خاصا بجانب واجبات المدرسة وكان هذا المدرس طيب القلب ومع ذلك كان جادا فى تعامله مع تلاميذه وأظهر إبراهيم ناجى تفوقا فى العلم دفعه على الالتحاق بكلية الطب بعد ذلك ولم تبعده دراسة الطب عن الاطلاع والقراءة فى الشعر والأدب فنهل من الشعر والأدب وعام 1922 تخرج إبراهيم ناجي فى مدرسة الطب السلطانية وهى كلية الطب الحالية وعمل فى وظيفة طبية فى مصلحة السكك الحديدية ثم انتقل بعدها إلى سوهاج ثم المنيا ثم إلى المنصورة التى استقر فيها بعض الوقت والتقى بالشاعر صالح جودت وعلى محمود طه المهندس وكانوا يجلسوا على شاطئ النيل عند صخرة الملتقي وكتب إبراهيم ناجى قصيدة باسم الصخرة وبعث بها إلى مجلة السياسة الاسبوعية الشهيرة التى احتفت بالقصيدة ونشرتها فى مكان بارز
حضر الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي إلى القاهرة والتقى بأمير الشعراء أحمد شوقى وتصادق معه كما كون عدة صداقات أخرى بالمشاهير وعندما قامت جمعية أبولو للشعراء سنة 1932 انضم لها إبراهيم ناجي وأصبح وكيلا للجمعية وإبراهيم ناجى كان شاعرا مطبوعا غزير الإنتاج تلقائى اللحظة ويقول نعمان عاشور فى كتابه.. (مع الرواد).. كنا نجلس فى مقهي، وطال بنا الجلوس حتى أغلق المقهى أبوابه علينا وبدأ زكى مبارك يتحرش بناجى فى الشعر، فطالبه لمطارحته على أن يقول كل منهما بيتا فسارع الآخر بالرد عليه من آخر حرف فى آخر كلمة فيه.. وبشرط أن يكون من تأليفه على غير العادة فى مطارحات الشعر وعلى الرغم من عبقرية الشاعر الدكتور إبراهيم ناجى الشعرية وغزارة انتاجه إلا أنه لم يكن يحفظ اشعاره أو يكتبها وكان الإلهام يهبط عليه فى أى وقت وأى مكان فيكتب أبياتا من الشعر فى روشتات المرض مع الدواء ورآه بعض الأشخاص يركب الترام ويكتب شعره فى كم قميصه وهكذا
لم يهتم إبراهيم ناجى بالشعر فحسب بل ترجم إلى العربية أعمال: الجريمة والعقاب لديستوفسكى عن الانجليزية وعن الايطالية الموت فى إجازة وقدم دراسة عن شكسبير ولم ينس أنه طبيب أيضا فأصدر مجلة حكيم البيت ومدينة الأحلام وفى مجال الشعر صدر للشاعر الدكتور إبراهيم ناجي خمسة دواوين هي: وراء الغمام وضم 54 قصيدة وليالى القاهرة وضم 70 قصيدة والطائر الجريح وضم 56 قصيدة وقصائد من ديوان ناجي وضم 32 قصيدة وقصائد مجهولة وضم مائة قصيدة وقصيدة وقد كتب الشاعر الدكتور إبراهيم ناجى 317 قصيدة فى كل أنواع الشعر الوطنى والعاطفى والوصفى والرثاء ويوم 24 مارس عام 1953 توفى الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي وبعد رحيله صدرت عنه عدة دراسات أدبية بالإضافة إلى الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه .
غنائيات ناجي
أوتار نخبة من الملحنين عزفت أشعار العديد من أشعار الدكتور إبراهيم ناجي وغردت بها مجموعة من الأصوات الغنائية الأصيلة ومنها:
القيثارة
الموسيقار محمد عبد الوهاب قرأ ديوان ليالي القاهرة للشاعر الدكتور إبراهيم ناجي وأختار من قصيدة الخريف ثلاثة مقاطع ولحنها وغناها بعنوان القيثارة سنة 1954 أي بعد رحيل إبراهيم ناجي بعام واحد ونذكر منها:
أي سرّ إني لست أدري
كل ما فيك من الأسرار يغري
خطر ينساب من مفترّ ثغر
زورق يسبحُ في موجة عطر
في عباب غامض التيّار يجري
واصلا ما بين عينيك وعمري
رفرف الصمت ولكن هاهنا
كل ما فيك من الحسن يغني
لست أنساكي
الملحن والمطرب محمد صادق أختارمن قصيدة الاطلال للشاعر الدكتور إبراهيم ناجي رباعتين ولحن الكلمات قبل وفاته بأشهر وغناها الفنان كارم محمود عام ١٩٦٥ أي قبل أن تغنيها أم كلثوم حيث أن الموسيقاررياض السنباطي لحن ٨ رباعيات من أصل ٣٣ رباعية والفنان كارم محمود غنى لست أنساكي أما كوكب الشرق قالت : لست أنساك
الوداع
الفنانة نجاة علي غنت أبياتا من قصيدة الوداع للشاعر الدكتور إبراهيم ناجي بألحان الموسيقار محمد فوزي في 7 مارس عام 1954 قبيل مرور الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي
الأطلال
لم تغن أم كلثوم قصيدة الأطلال في حياة كاتبها الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي حيث قد عرضها عليها لكن اندلاع ثورة يوليو 23 يوليو عام 1952 أوقف هذا العمل.
قصيدة الأطلال المغنّاة 32 بيتًا منها 25 من قصيدة الأطلال الموجودة في ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي وقوامها 134 بيتًا والأبيات السبعة الأخرى من قصيدة الوداع الموجودة في ديوان وراء الغمام
تردد أن الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي كان يحب إحدى الفنانات ولكن نقول أنه لم يحبّ أية ممثلة وهو كان طبيب نقابة الموسيقيين وعندما كانت الفنانات يذهبن إليهِ للكشفِ من الطبيعي أن تسأله كلّ منهن : ألم تكتبْ فيَّ شعرًا ؟ فيسحب ورقة الروشتة ويكتب لها ماتجود به قريحته الشعرية وعندما غنت أم كلثوم قصيدة الأطلال وأحدثت جماهيرية غير مسبوقة طلعت كلّ الزوزوات لإعلان أنهن الملهمات !!! لكن الملهمة الوحيدة للدكتور إبراهيم ناجي هى ( ع م ط ) وكانت إحدى قريباته وحبّه الأول ولم تنتظر حتى يتخرّج وتزوجت فظل يبكيها في كلّ قصائده وكان يراها في كلّ جميلة يشاهدها !! ونجد في ديوانه تكرارًا إلى من ( ن ) إلى ( ع ).
الأطلال كتبها الشاعر إبراهيم ناجي عندما فارقته حبيبته فقد غادر إبراهيم ناجي لدراسة الطب وعندما عاد علم أن حبيبته تزوجت وذات ليلة سمع طرقًا شديدًا على باب منزله فقام من سريره ليعرف من الطارق فكان رجلا يريد طبيبًا لمساعدة زوجته التي كانت في حالة ولادة متعسرة فأخذ ناجي حقيبته الطبية وذهب مع الرجل إلى بيته حيث كانت زوجته بوضع صعب .. اقترب منها الدكتور إبراهيم ناجي ليجدها حبيبته وهنا كتب قصيدة الأطلال.
في عام 1962 أثارت قصيدة الأطلال اهتمام كوكب الشرق أم كلثوم وطلبت حينها من السنباطي أن يساعدها في اختيار الأبيات المناسبة من القصيدة ثم قامت بإضافة أبيات أخرى من قصيدة الوداع للشاعر نفسه وهو الدكتور إبراهيم ناجي.
وبعد أن أخذ الموسيقار رياض السنباطي القصيدة وانتهى من لحنها وجاء وقت تدريب أم كلثوم على الأغنية وفي المقطع الأخير من القصيدة وهو (لا تقل شئنا فإن الحظ شاء) طلبت
ثم أجريت تجهيزات الحفلة التي كانت من المفترض أن تقام في شهر أكتوبر عام 1963 وبدأ الجمهور بالاتصال لحجز تذاكر الحفلة إلى أن حدث بين أم كلثوم ورياض السنباطي الخلاف حول كيفية أداء المقطع الأخير من الأغنية وغضب السنباطي ولم تفلح كل محاولات الصلح بينهما إلا بعد مضي وقت طويل ولذا كان هذا الخلاف السبب في تأخير غناء أم كلثوم لقصيدة الأطلال حيث غنتها لأول مرة في حفلها الذي أقيم في سينما قصر النيل يوم 7 أبريل عام 1966 لمدة 84 دقيقة وعند غناء أم كلثوم للمقطع الأخير الذي كان سببًا في الخلاف مع رياض السنباطي اشتعل المسرح بالتصفيق المدوي والمتواصل وبعد الانتهاء من الحفلة لم تذهب أم كلثوم لبيتها كما تعودت بل ذهبت إلى بيت رياض السنباطي وهى تبكي وتعلن عن أسفها في أنها كانت سببًا في عدم خروج الأطلال للنور منذ 4 سنوات.
أم كلثوم غنت قصيدة الأطلال بعد وفاة كاتبها الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي وقد غاب العود عن موسيقى هذا اللحن حيث رحل محمد القصبجى.
أم كلثوم قالت عن قصيدة الأطلال إنها أرهقتها كما لم ترهقها أغنية في حياتها.
غنت أم كلثوم قصيدة الأطلال في 14 حفلًا في مصر وأدت من بين تلك الحفلات 2 تبرعًا منها كما غنتها في كل الدول التي زارتها وفي عام 2000 صنفت الأطلال ضمن قائمة أفضل 100 عمل فني عالمي لــ 100 عام وتقول القصيدة :
يا فُؤَادِي لا تسلْ أين الهَوَى .. كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى ؟
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ .. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَرًا .. وَحَدِيْثًا مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى ؟
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
وبريقٍ يَظْمَاُ السَّاري لَهُ أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
يَاحَبِيْبًا زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ فِيْهِ عِزٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ ؟
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكًا ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى ؟
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
هلْ رأى الحبُّ سُكارى مِثلنا كمْ بَنَيْنا من خيالٍ حولنا ؟
ومَشَيْنَا في طريقٍ مُقمرٍ تَثِبُ الفرحةُ فيه قَبْلَنَا
وضَحِكْنا ضِحْكَ طِفْلَينِ معًا وَعَدَوْنَا فَسَبَقْنَا ظِلَّنَا
وانتبهنا بعدَ ما زالَ الرحيق وأفقنا ليتَ أنَّا لا نفيقْ
يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكَرَى وتولَّى الّليلُ واللَّيْلُ صَدِيقْ
وإذا النُّورُ نَذِيرٌ طَالعٌ وإِذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحَرِيقْ
وإذا الدُّنيا كما نعرفُها وإذَا الأحْبَابُ كلٌّ في طَريق
أَيُّهَا السّاهرُ تَغْفو تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ لاَ تَقُلْ شِئْنَا فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
قصيدة مصر
بدأ الشعور الوطني لدى أم كلثوم منذ صغرها فعند وفاة الزعيم سعد زغلول عام 1927 انقطعت عن الغناء مشاركة في أحزان الشعب وعندما قامت ثورة يوليو عام 1952 انفعلت مع الأحداث وعندما حدثت نكسة 1967 غنت في الدول العربية وجعلت إيرادات حفلاتها لأجل المجهود الحربي وعقب وفاة الزعيم جمال عبد الناصر غنت عندي خطاب عاجل إليك كلمات نزار قباني والحان رياض السنباطي وكلمات قصيدة مصر للشاعر إبراهيم ناجي والحان رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم عام 1969 م ونذكر منها:
أَجلْ إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا
فمصر هي المحرابُ والجنةُ الكبرى
إنتظار
من أشعار الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي أختار الموسيقار رياض السنباطي قصيدة انتظار ولحنها وكان من المقرر أن تغنيها كوكب الشرق أم كلثوم ولكن القدر لم يمهلها وفي يوم من الأيام كانت الفنانة سعاد محمد عند الموسيقار رياض السنباطي فقال لها : عندي لك مفاجأة ؟ فقال : خير .. قال : قصيدة انتظار كانت ستغنيها أم كلثوم الله يرحمها وأنا أخترك لتغنيها .. فرحبت بكل حب الفنانة سعاد محمد وغنتها في أواخر السبعينيات وبعد وفاة أم كلثوم كما غنتها في أكثر من حفلة من حفلة أقيمت في قرطاج بتونس
الناي المحترق
من أشعار الدكتور إبراهيم ناجي غنى الفنان محرم فؤاد الناي المحترق لحن الموسيقار مدحت عاصم وتقول القصيدة:
كم مرَّة يا حبيبي والليل يغشى البرايا
أهيم وحدي وما في الـ ـظلامِ شاكٍ سوايا
أصيِّرُ الدمعَ لحنًا وأجعَلُ الشعرَ نايا!
وهل يلبِّي حطام أشعلته بجوايا؟
النار توغل فيه والريحُ تذرو البقايا
ما أتعسَ الناي بين الـ ـمنى وبين المنايا
يشدو ويشدو حزينًا مرجعًا شكوايا
مستعطفًا مَنْ طوينا على هواه الطوايا
حتى يلوح خيالٌ عرفته في صبايا
يدنو إليَّ وتدنو من ثغره شفتايا
إذا بحملي تلاشى واستيقظت عينايا
ورحت أصغي، وأصغي لَم أُلْفِ إلاَّ صدايا
رحمة الله على روح شاعر الأطلال الدكتور إبراهيم ناجي .