

مالا تعرفه عن الزعيم جمال عبد الناصر

الزعيم جمال عبد الناصر رحل إلى دار الخلود يوم 28 سبتمبر عام 1970 ولكن سيرته سوف تظل مابقيت الحياة لأنهم عمل لأجل مصر الحبيبة والأمة العربية وهناك جواني عديدة لايعلمها السواد الأعظم من سكان المعمورة ومنها نذكر في عام ١٩٥٧ الشيخ صباح الصباح أمير دولة الكويت مَنَحَ الرئيس جمال عبد الناصر أموالاً لأجل بناء قصراً يليق بالزعيم جمال عبد الناصر بدلاً من شقته المُتواضعة التى يقطُن بها هو وأسرته في منشية البكرى بمحافظة القاهرة وبعد سنوات قام الشيخ صباح بزيارة مصر سأل الرئيس جمال عبد الناصر عن القصر الذى بناه؟ فأخذه جمال عبد الناصر فى رحلة إلى أحد المصانع وقال له: هذا هو قصرى يا شيخ صباح الذى فضلتُ أن يقطُنه مئات العُمال من أبناء مصر على أن أقطُن فيه وأسرتى.. وقد وجد الشيخ صباح الصباح أمير دولة الكويت لافتة مكتوب عليها (هدية من أمير الكويت المُفدى الشيخ صباح الصباح إلى عُمال مصر) وفي فترة الخمسينيات كان مرض شلل الأطفال منتشرا بين أطفال مصر وفي عام 1961 تولى الدكتور النبوي المهندس وزارة الصحة وكان من أهم أهدافه إدخال لقاح سولك الواقي من الإصابة بمرض شلل الأطفال في مصر وهذا اللقاح كان مرتفع الثمن جدا وفي يوم ذهب السفير الأمريكي إلى الرئيس جمال عبد الناصر وأهدى إليه كمية من اللقاح لتحصين أولاده فسأل عبد الناصر السفير : هل يمكن توفير كمية كافية لوقاية أطفال مصر من شلل الأطفال؟
فقال: هذا متعذر لأنه مرتفع الثمن جدا وهنا أعاد الرئيس الهدية إلى السفير وقال له: لايمكنني أن أحمي أطفالي من مرض لايستطيع غيري من الآباء المصريين أن يحموا أطفالهم منه ونذكر أيضا أن الزعيم جمال عبد الناصر كان يستقل القطار في طريقه إلى أسوان وتجمعت الملايين على جوانب السكة الحديد وأثناء مروره أمام إحدى محافظات الصعيد إذ بعامل من عمال الترحيلات يلقي منديلا به قطعة خبز وبصلة فالتقطه الرئيس وعندما فتحه ووجد مابه قال له: رسالتك وصلت وعندما وصل إلى أسوان أعلن في خطابة زيادة أجر عمال الترحيلات واليومية بل جعل من حقهم العلاج في التأمين الصحي وأيضا ذات مرة كان يستقل سيارة ومعه بعض ضباط الثورة ورفاق الكفاح وبعد عبوره نفق العباسة المار أمام جامعة عين شمس شاهد بعض المواطنين يجلسون بملابس رثة .. فقال عبد الناصر لمن معه: عندما تختفي هذه المشاهد فأعلموا أن ثورتنا قد نجحت.

نذكر أيضا أن ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺗﺤﻴﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ أرسلت الطباخ لشراء كيلو سمك وعندما ذهب إلى بائع السمك الذي يعرف أنه طباخ الرئيس جمال عبد الناصر ضحك بائع السمك وقال للطباخ: ﻫﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﺰومه ﻟﻴﺄﺧﺬ كيلو سمك؟ وكان جمال عبد الناصر ﻳﺼﺮﻑ ﻣن راتبه الشهري ﻭﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻥ جمال ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﺼﻄﺤﺒﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻜﻲ ﻳُﻮﻓّﺮ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭأيضا ﻳُﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﻮ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻭﻓﺮﺵ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﻭذات مرة ﺯﺍﺭﻩ ﺃﻣﻴﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓاﺻﻄﺤﺒﻪ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ جمال عبد الناصر ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ جمال ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﻓﺮﺵ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﺃﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺷﻴﻚ ﺑﺈﺳﻢ جمال ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﻤﺒﻠﻎ ١٠ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻃﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ لجمال عبد الناصر ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﻚ مع ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺃﻣﺮ الزعيم جمال عبد الناصر ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺸﻴﻚ ﻓﻲ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺘﺼﺮﻑ جمال ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻر وفي يوم من الأيام اتصل سامي شرف سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر بالدكتور حسن عباس ذكى وزير المالية ورئيس بنك مصر الأسبق وطلب منه الحضور لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر فذهب وهو يقول لنفسه لماذا يطلب الرئيس جمال عبد الناصر مقابلتى شخصيا!! وعندما دخل المكتبه لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر لأول مرة فى حياته وجد فى عينيه بريقاً لم يجده عند أى إنسان وله شخصية قوية وقال الرئيس جمال عبد الناصر: اجلس يا حسن فجلس وقال: خير يا ريس؟ فقال: خير يا حسن ثم سأله لو موظف كبير فى الدولة أراد أن يعمل سلفة أي قرض من البنك ماهى هى الإجراءات؟ فقال حسن عباس ذكي: يا ريس مين ده الموظف اللى سيادتك جايبنى هنا وبتوصى عليه شخصيا أكيد شخص يهمك ؟ ففوجئ بقول الرئيس جمال عبد الناصر: أنا ! فقال له: سيادتك يا ريس؟ فقال له: أيوه مش أنا موظف فى الدولة وباخد 500 جنيه مرتب فقال حسن عباس ذكي: حاضر يا ريس وحسب له القرض طلع 7200 جنيه فقال له: بس أنا عاوز 10000 جنيه علشان هاجوز بنتى وفيه أشياء أخرى تحتاجها عائلتى .. فقال له: ممكن لما يبقى الشخص مضمون نرفع مبلغ القرض وسيادتك رئيس الجمهورية ثم طلب من جمال عبد الناصر صورة البطاقة العائلية واستمارة طلب قرض موقع منه فأمر جمال عبد الناصر بإحضار المطلوب من السكرتارية ثم وقّع على استمارة طلب القرض شخصياً فأخذ حسن الأوراق وانصرف وذهب للبنك وثانى يوم عند الظهر كانت الفلوس جاهزة وتوجه حسن بها لمكتب سامى شرف وجلس لحظات فى مكتبه ثم فوجئ بقدوم المشير عبد الحكيم عامر وكان يعرف حسن شخصياً فقال له: حسن زكى؟ بتعمل إيه هنا؟ فاضطر أن يقول له القصة باختصار فهاج عبد الحكيم عامر وقال له: ناصر يستلف! ده أنا عندى ميزانية فى الجيش مفتوحة أعطيه منها ما يريد ودخل عبد الحكيم عامر عند الرئيس جمال عبد الناصر وحسن واقف ينتظر ما يسفر عنه لقاؤهما ثم أطل الرئيس جمال عبد الناصر من فتحة الباب وأشار إلى حسن وقال: تعال يا حسن .. وهنا اتضح أنه قد رفض عرض عبد الحكيم عامر فدخل حسن عباس ذكي وأعطى المبلغ ومعه استمارة تسلم النقدية ووقع عليها الرئيس جمال عبد الناصر وسط ذهول عبد الحكيم عامر ثم انصرف حسن بعد أن شكره الرئيس جمال عبد الناصر.
أيضا قال عبد الرحمن الجيار مدير مكتب جمال عبدالناصر فى الخمسينات في مذكراته : فلاح مصرى بسيط وضع فى صندوق مسجد الحسين رسالة أنه يحتاج 200 جنيه لأجل جهاز ابنته وكتب اسمه وعنوانه في الرسالة وكان الرئيس جمال عبد الناصر يأمر بفتح هذا الصندوق وقراءة ما فيه لمعرفته بأن بسطاء الشعب يرسلون شكواهم للحسين فى هذا الوقت وعندما قرأ رسالة الفلاح البسيط أمر بإرسال 100 جنيه من رئاسة الجمهورية وعندما وصل المبلغ إلى الفلاح وقالوا له : هذا المبلغ من جمال عبد الناصر ردا على رسالتك للحسين وبعد أسبوع قرأ الزعيم جمال عبد الناصر خطاب أخر من نفس الرجل يخبر الحسين أن وصلته 100 جنيه فقط وجمال عبد الناصر أخذ 100 جنيه لنفسه وطالب أن يرسل له باقى المبلف مع حد تانى غير جمال عبد الناصر وعندما قرأ الزعيم جمال عبد الناصر هذا الكلام ضحك بصوت عالى و أمر بإرسال 100 جنيه إلى الفلاح البسيط.
أيذاغ نذكر أن الفنان حافظ مظهر الشهير بأحمد مظهر كانت تربطه علاقة زمالة وصداقة بجمال عبد الناصر فبعد أن رشحه يوسف السباعي للقيام بدور البرنس علاء في فيلم رد قلبي وكان قد سبقه بمشاركته فى فيلم ظهور الإسلام وأثناء التصوير رفض الجيش إعطاء أحمد مظهر تصريحاً لاستكمال الفيلم فذهب يشكو لزميله وصديق السلاح الرئيس جمال عبد الناصر الذي نصح أحمد مظهر بأن يتفرغ للتمثيل لأنه يرى أن دوره كممثل لا يقل أهمية عن وجوده بين صفوف القوات المسلحة في هذه المرحلة واقتنع أحمد مظهر بكلامه وفي هذا الصدد قال أحمد مظهر: ذهبت أطلب من جمال عبد الناصر تصريح فأقنعني بالتسريح وبالفعل تفرغ للتمثيل وخرجت للمعاش برتبة عقيد ونذكر أيضا عندما قرر زملاء دفعة عام 1938 من الكلية الحربية أن يحتفلوا بمرور 27 عاماً على تخرجهم أقاموا حفلا ودعوا إليه زميل دفعتهم جمال عبد الناصر وعندما حضر صافح زملاء دفعته القدامى وحين جاء الدور على الفنان أحمد مظهر وكان هو في قمة نجوميته في ذلك الوقت حياه جمال عبد الناصر وقال له: إنت اللي فلحت فينا يا مظهر .. فضحك الجميع .
لقد بلينا في زماننا هذا بالناقمين الذين يبثوا كتاباتهم عن جهل لفترة لم يعاصرونها ولكن نقول أيضا لمن لايعلم أنه في أوائل الستينيات ظهرت طبعة مذهبة من المصحف ذات ورق فاخر وإخراج أنيق بها تحريفات مقصودة لبعض آياته فاستُنفِرت وزارة الأوقاف والشئون الإجتماعية لتتدارك هذا العدوان الأثيم على كتاب الله تمخضت الجهود عن تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري على أسطوانات توزع نسخ منه على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي وكافة المراكز الإسلامية في العالم باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه وكان هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابي له في عهد الخلافة الراشدة هذه الوسيلة لم تكن فعالة نظرًا لعجز القدرات والإمكانات المادية في الدول الإسلامية في ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبي فضلًا عن عدم توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لها بحكم الوضع الذي كانت عليه دول العالم الإسلامي في أوائل الستينيات ونتيجة لما سبق انتهى الرأي من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومي المسئولة عن الإعلام في ذلك الوقت وعلى رأسها الإعلامي الدكتور محمد عبد القادر حاتم إلى اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وبدأ إرسال إذاعة القرآن الكريم بقرار من الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1383هـ الموافق 25 مارس لسنة 1964م وتعد الإذاعة الأقدم على مستوى العالم بين إذاعات القرآن الكريم أو الإذاعات الدينية بشكل عام كما تكشف عن الدور الحضاري والثقافي لمصر في محيطها العربي الإسلامي وإرسال إذاعة القرآن الكريم يصل إلى الملايين من المسلمين في الدول العربية والإسلامية للحفاظ على القرآن الكريم والسنة النبوية والقيم الإسلامية والأخلاقية وقد تولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم نخبة من الإذاعيين هم : كامل البوهي وعادل القاضي ومحمد الشناوي وعطية السيد وعبد الصمد الدسوقي وهاجر سعد الدين وإبراهيم مجاهد ومحمد عويضة والسيد صالح وحسن علي سليمان وحسن مدني ورضا عبد السلام وإسماعيل دويدار.