مجلة دبي الثقافية تحاور الإدارة في العالم الثالث

صدر العدد (130) من مجلة دبي الثقافية الشهرية عن دار الصدى للصحافة والنشر والطباعة في دبي، متضمناً العديد من المواضيع الهامة والإشكالية في عالم الأدب والفن والفكر، وأولها ما كتبه الشاعر سيف المري المدير العام رئيس التحرير في (أجراس)، بعنوان: (العالم الثالث والإدارة)، كاشفاً عن مفارقات الإدارة بين نموذجين، أحدهما يقود إلى النجاح، وثانيهما يقود إلى الهاوية، شارحاً الأسباب المنطقية والواقعية، وأولها: (من المضحك المبكي في العالم الثالث، أنهم يستبدلون بالموظف الفاشل موظفاً فاشلاً آخر)، وثانيها: (لأن من حزمة المعايير المستخدمة عند التعيين في الوظيفة العامة، عنصر الثقة والمعرفة الشخصية المقدم على عنصر الخبرة والمعرفة العلمية، فتكون النتيجة سوء اختيار يقود إلى الفشل والسقوط)، وثالثها جملة من الأسباب متشاكلة يصل إليها القارئ للافتتاحية التي تختتم كلماتها بتأكيدها على ما تسلكه الإمارات العربية المتحدة من طريق ضوئي مختلف: (ولعله من نافلة القول أن الإدارة في الإمارات نجحت إلى حد بعيد في تجاوز هذه الممارسات وأسست لواقع إداري جديد، حيث أدركت أن العلاج يكون في تطوير أساليب الاختيار، فطبقت مبدأ تكافؤ الفرص ولم تميز بين الجنسين).

أمّا عناوين الغلاف، فكانت: قاعة خليفة بن زايد جوهرة قصر نابليون الثالث، مكتبة محمد بن راشد تنطلق من دبي نحو العالم، بيتر هاندكه يمارس لعبة الزمن واقتفاء آثر المكان، يوسف القعيد: فاجأني السيسي بتعييني نائباً في البرلمان، دبي الثقافية تحتفي بالفائزين وتكرم المبدعين، رحيل ميشيل تورنييه عاشق الأساطير، مؤتمر التطرف الفكري يراهن على المثقف العربي، بول كلي رسام وشاعر تلاعب على الواقع، وإحدى لوحاته كانت غلاف العدد.
كما نقرأ في الأبواب الثابتة والمتحركة عناوين جاذبة لاهتمام القارئ العربي من الماء إلى الماء، ومنها: كفرشيما بلدة الأسماء المتألقة في عالم الإبداع، فاطمة المرنيسي شهرزاد المغربية المعاصرة، مارغريت ميتشيل خلدت أدبياً برواية واحدة، ثقافة الطفل والموروث الشعبي، دور المؤسسات التكاملي في التواصل والتشارك، بريطانيا تحتفي بشكسبير حول العالم، فيلم ساعي بريد نيرودا يصور تجربة المنفى، سحر خليفة تكشف الغموض: هدروا دمي ودبي الثقافية أنصفتني، عماد براكة: الإبداع تراجع كحال الوطن، البيت برنامج ثقافي يوثق وسائل التواصل، إبراهيم بريمو كائناته تتحرك في ظلمة الحياة، منير مراد موسيقي البهجة والاستعراض، السيمفونية الثالثة جسر بين مرحلتين ومسعى فني، الأعمال الكاملة للشاعر عصام محفوظ، نوتارباروتو وعصايته ينفذون أكبر سرقة ماس في العالم، رحيل نجم الدراما اليمنية محمد قاسم، سمير عبد الغني: الكاريكاتير أحد أسباب ثورة يناير، سميراميس أسطورة النساء والملكات، السفر في الزمن.

وتختتم العدد رفة جناح الكاتب نواف يونس مدير التحرير: (عودة العسكري الأشقر)، ومنها نقرأ: (انصرف الجميع وظل في وسط غرفته ساكناً يتمتع بحالة من الانفراد مع نفسه يحدثها، الحلم الذي راودني طويلاً أوشك على التحول إلى واقع).
وإضافة إلى مقالات كتّاب المجلة والأبواب الأخرى: أجنحة الخيال، دنيا الكتب، نادي الأقلام، تهديكم المجلة مع عددها كتابين: الأول (نهد الأرض/ أحمد برقاوي)، والكتاب الثاني: (رؤيا حكيم محزون/ جابر عصفور)، وهو (قراءات في شعر صلاح عبد الصبور)، تتسم بتأملات مختلفة مثقفة، تناقش تجربة عبد الصبور من خلال شبكة من العلائق النفسية والزمنية والتاريخية والحياتية والمشهدية والذاكرتية والمخيلتية وما يشير إليه الخط البياني المنطلق من الذات إلى المجتمع، والمنبني على فلسفة ما، تنبع من عنوان فرعي في الكتاب: (تأملات حكيم محزون).