الأربعاء ٢٣ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم جريس فضل دبيات

ليلى

لليلاكَ وردٌ ،
يدللّها ما يشاء الهوى
لِليلايَ شوكٌ ،
يمزّقها ما يشاء النوى
لليلاك ليلُ الفلاة الجميلْ
وخِدرٌ عريقٌ
وثوب انيقٌ
وعيش رقيقٌ
وزوج اصيلْ
لليلاي ليلُ الطغاةِ
ووأدُ الحياة ِ
وكوخ عَديمٌ
وثوب رميمٌ
وعيش سقيمٌ
وعِلْجٌ ثقيلْ
لليلاك عطرُ القوافل ِ
دَفْق النوافل ِ
لطف الجواري
لليلاي ريحُ الفَناء ِ
ودَفق الدماء ِ
ولؤم الحصار
وليلاك – يا قَيسُ – في الحفظ والصون ِ
مَن لا تمسُّ اليدانْ
ومن لا يزّل اللسانْ ،
وعرض بني عامر ٍ لا يُهان !
وليلاي – يا قيسُ –
بين الأيادي التي لا تصونْ
وكلْم ِ اللسان ولَمْز العيونْ
وتأبى سوايَ ، وآبى سواها
نكونُ معاً ، او معاً لا نكونْ
***
وليلاي ليلٌ طويلٌ طويلْ
فلا نومَ فيه ولا نور فيه ِ
وإنْ كنتُ اهمس في أذْنها ،
أنْ سيأتي الصباحْ
تخاف عليّ فترضى بوعدي
وتعرف " سيني " السنينَ الثِّقالْ
وتعرف " سَوْفي " العقودَ الطِّوال
وما مِنْ صياح ٍ
وما من صَباح ٍ
ويخفت همسي
ويمتدّ صوت الكلام المُباحْ
***
لليلاي موتٌ
جنين يغادر قبل حليب الرضاعْ
ومهد يُبادرُ مَن يبتدي بالوداعْ
وقُدس يصلّي وما من مُجيبْ
وجَدٌّ رمانا لدرب الضياعْ
لليلاك قبرٌ لدى حَيِّها
ودمع المُحِبِّ وشعر الحبيبْ
لليلاي دَمٌّ يَمورُ
وقَبرٌ يَغورُ
وَمَيْتٌ بِلا اسم ٍ ،
وما من وداع ٍ
وما من صلاة ٍ
وما من قريب ٍ
وما من رقيبْ
***
لليلاك – قيسُ – ممات وحيدْ
وبعد الممات انبعاثُ الحروف ِ
وعُرس القصيدْ
لليلاي موت وموت جديدْ
وفي كلِّ يوم شهيدٌ يحلِِّق خلف الشهيدْ
فلِلموت فينا خميسٌ مُقيمْ
وايَّام صبر ٍ
على حرف ِ نصر ٍ
الى ان يعود الشهيدُ الوليدْ
مع الفجر عيداً على كلِّ عيدْ
***
لليلى التي في دمي عاشقونْ
ولستُ اغارُ ، وليست تخونْ
وليلى عيوني
وليلى ظنوني
وليلى جنوني
وإنّي اخاف عليها الظنونْ
وإنّي اخاف عليَّ الجنونْ
***
لليلاك موتٌ
لليلى التي في جَناني
وفوق لساني
وتحت عِياني . . .
البقاءْ
لليلاك ، بعد الممات ِ ، خلود الكتابْ
لليلاي ، قبل الممات ويوم الممات ِ
وبين الممات ِ وبعث الحياةِ ، امتداد النَّماءْ
وليلاي تعرف كيف تجدِّد ثوب الشبابْ
وتعرف كيف يكون الوصول الى سُلّم المجدِ
من كلِّ بابْ
وتعرف ان سبيل الخلاص ِ
كدرب الصليبْ
شهيدٌ يموت ويُبْعَثُ حَيَّا
ويَنفُخُ في البوق : يا قومُ هيَّا
لنا البيتُ والدربُ ،
يجمع كلَّ الدروبْ
لنا القدسُ ،
يرجع بعد الشتات ِ الغريبْ
***
ستَسلَم ليلى
وتكبَر ليلى
وتصبح زينة كلِّ البناتْ
وتُصبح قِبلة كلِّ الجهاتْ
وتصبح آية كلّ اللغاتْ
وتسعَدُ ليلى بِحُلم ٍ قديمْ
وتنعَم ليلى بيوم ٍ عظيمْ
اراها عروساً
فيفرح قلبي
وأهمسُ لابني ،
يتابُع دربي
واخلو لِذاتي
أذوقُ حياتي
أُلَمْلِمُ أَيَّاميَ الباقياتْ .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى