لماذا تُصِرُّ الرياحُ الغواني على هَدْمِ بيتي؟
و يَنْصَبُّ مَوْجُ الهواجس حقداً لحكمٍ قضيتِ؟
لماذا يَشُبُّ حَريقُ الوَدَاعِ إذا ما ارتضيتِ؟
و يُلصقُ وجهُكِ في مُقْلَتَيَّ إذا ما مضيْتِ؟
لماذا أَرَى في دُمُوعي دُمُوعَكِ يومَ الرَّحيلْ؟
و إِنْ طَلَّ وَجْهُكِ فَوْقَ رُبَايَ يُجَزُّ النَّخِيلْ؟
لماذا إذا ما رَسَمْتِ ابْتِسَاماً بِوَجْهِ العَلِيْلْ؟
تُدَقُّ طُبُولُ العُبُوسِ علينا و يَعْلُو العَوِيلْ؟
لماذا إذا ما نَدِمْنَا نَدِمنَا لِأَنَّا نَدِمْنَا؟
و إِنْ جَفَّ كَأْسُ العَذَابِ بِفِينَا مَلأناهُ مِنَّا؟
كَأَنَّا إلى المَوْتِ نَعْدُو سَوِيَّاً و مِنْهُ قَدِمْنَا!
ونَجْهَلُ قهراً دُرُوبَ الحَيَاةِ و كُنَّا عَلِمْنَا؟
لماذا نبيعُ شَذَا نَصْرِنا في بِلادِ النِّكَايَةْ؟
و إِنَّا عَشِقْنَا و خُضْنَا غَرَامَاً عَلَى أَلْفِ رَايَةْ؟
لماذا انْتَهَتْ قَبْلَ أَنْ تَسْتَهِلَّ السُّطُورُ الحِكَايَةْ؟
نَمُوتُ سَوِيَّاً كَأَنَّا خُلِقْنَا لِتِلْكَ النِّهَايَةْ؟
لماذا أُحِبُّكِ مَحْظِيَّةً مِلءَ قلبي الرَّقُوبْ؟
و أَنتِ كَكُلِّ السِّنينِ جَوَارٍ عَدِيْمِي القُلُوبْ!
و أُقْسِمُ ألَّا أُحِبُّكِ . . . أُقْسِمُ أَلَّا أَؤُوبْ. .
كَعَاصٍ هُدِيْتُ وَ أَقْسَمْتُ قَبْلاً بِأَلَّا أَتُوبْ!!
لماذا أَرَاكِ لِجَنَّةِ خُلدي مَلاكَاً وَدِيعَا ؟
و قَدْ صَيَّرَتْك السنواتُ جُرْمَاً و ذَنْبَاً وَضِيْعَا
وأَبْنِي حَوَالَيْكِ سَدَّاً عَظِيْمَاً وَ حِصْنَاً مَنِيعَا
كَأَنِّي أُحِيْطُ عَلَى ضُوءِ شَمْسٍ لِألَّا يَضِيْعَ!
ولِمَْْ لا تَكُونينَ جُرْحَاً عَمِيقَاً و أغدُو الجَرِيحْ؟
ولِمْ لا تكونينَ فوقَ شِرَاعِي أَعَاصِيرَ رِيحْ؟
ولِمْ لا تكونينَ سَيْفَاً بَطِيئَاً و أغدو الذَّبِيحْ؟
ولِمْ لا تكونينَ أَنْتِ كأنتِ هلاكِي المُرِيحْ؟
لماذا تَظَلِّينَ شَيْطَانَةً في رِدَائِكِ هَذَا؟
و أَبْقَى نَبِيَّاً بِغَيْرِ كِتَابٍ. . إِلَيْكِ اسْتَعَاذَ!
لماذا . . سُؤَالٌ إلامَ سَنُبْقِيهِ مِنَّا المَلاذَ؟
لماذا؟ سَلِي..حَاوِلِي.. و اعْرِفِي.. و اخْبِرِيني.. لماذا؟!!