السبت ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٣

لبنى الزبال..مغربية حصدت النجومية

أداء دور الفتاة اليهودية لم يغير مواقفي القومية تجاه فلسطين

باريس: أسماء رمضاني

تنحدر النجمة السينمائية والمسرحية لبنى الزبال من عائلة عربية مهاجرة من أصل مغربي، ولدت ونشأت في بلجيكا، وتقيم حالياً في باريس، وهي لم تدخل عالم التمثيل صدفة، ولم يسطع نجمها حالياً على الساحة السينمائية والمسرحية في باريس إلا بعد سنوات طويلة من العمل الفني الدؤوب، حيث درست التمثيل والغناء في كونسرفاتوار بروكسل.

شاركت لبنى أثناء دراستها بالكونسرفاتوار، في عدد من الأفلام الروائية القصيرة ببلجيكا، إلا أن بروز نجمها بدأ جدياً بعد النجاح الذي حققته من خلال فيلم "بعيد" للمخرج الفرنسي الكبير أندريه تيشينيه، قبل عامين، وحالياً تقف على خشبة مسرح "لورامبوان" الباريسي، كل مساء لتلعب الدور الرئيسي في مسرحية جديدة تحمل عنوان "ليلة عربية".

سيدتي التقت لبنى الزبال بعد العرض المسرحي الأول وسألتها:

 عرفناك نجمة سينمائية، فهل هذه أول تجربة لك في المسرح؟

لا، هذه أول تجربة مسرحية لي في باريس، لكن سبق لي أن شاركت في العديد من الأعمال المسرحية في بلجيكا، وأهمها مسرحية بعنوان "الساعة والصحراء"، مقتبسة من رواية "رجال في الشمس" للروائي الشهير غسان كنفاني، كما مثلت دوراً مهماً أيضاً في مسرحية بعنوان "أربع ساعات في صبران وشاتيلا"، وهذه أول مرة أقف فيها على خشبة المسرح في باريس، لتقديم مسرحية "ليلة عربية"، وميزة هذا العرض أنه يتم أمام جمهور مزدوج، فرنسي وعربي في الوقت نفسه، وأنا سعيدة جداً بهذه التجربة، لأن باريس تعتبر من أبرز العواصم وأكثرها عراقة في مجال الفن المسرحي، وأكبر مسرحيي العالم نشأوا وكبروا في هذه البيئة الباريسية.

 من الواضح في الأدوار التي تؤدينها، سواء في المسرح أو السينما، إنك تحملين هماً قومياً عربياً، هل تعترضك مصاعب في التعبير عن هذا الهم فنياً، خاصة أنك في بيئة أوروبية؟

طبعاً، لا يمكن أن نتقمص دوراً، مهما كان، دون أن نكون مقتنعين به، ونعبر من خلاله عن موقف أو فكرة معينة، لكنني لا أريد أن أضع نفسي في خانة الممثلين الملتزمين فقط بالتعبير عن قضايا سياسية، أنا ممثلة وفنانة قبل كل شيء، وسواء تعلق الأمر بالسينما أو المسرح، فإن ما يهمني أساساً هو الفكرة الجيدة والنص المكتوب بذكاء، والبعيد عن كل ما هو سطحي أو تهريجي. وبهذه الطريقة فقط يمكن أن نضمن أن الرسالة أو الهم الذي نود التعبير عنه يصل جيداً ودون مصاعب الى الجمهور المتلقي.

 في فيلم "بعيد"، لأندريه تيشينيه تقمصت دور فتاة يهودية، رغم أنك من عائلة مسلمة، ألم يكن هذا الدور صعباً بالنسبة لك؟

كل دور فني له خصوصياته وصعوباته، والممثل الجيد هو الذي ينجح في تجاوز خصوصياته الشخصية، سواء الدينية منها أو الاجتماعية أو اللغوية، لتقمص الدور الفني المطلوب منه على الوجه الأمثل. أنا مسلمة وفخورة بذلك، ولكن هذا لا يمنعني من تقمص دور تلك الفتاة اليهودية، خاصة أنها تعيش في البلد نفسه الذي ولدت فيه وأنتمي اليه.

بالتالي فهناك عدة عوامل أو انشغالات تجمع بيني وبينها، وهناك بالطبع فروق ثقافية ودينية كثيرة، فمن أجل تقمص ذلك الدور اصتلت برجل دين يهودي، وتعلمت منه كيف تقام الصلوات والتقاليد الدينية عند اليهود، وتعاملت مع هذا الدور، كما أتعامل مع أي دور آخر قد يطلب مني أن أتقمص فيه شخصيات تختلف كثيراً عن طباعي أو ميولي أو عاداتي في الحياة. فنحن لا يمكن أن نلعب دوماً أدواراً فنية تتعلق بشخصيات تشبهنا أو نتعاطف معها. لذا سخرت كل إمكانياتي الفنية في فيلم "بعيد" من أجل تقديم دوري على الوجه الأمثل ولأبرهن للآخرين أن الفروق الدينية بيني وبين الشخصية التي أقدمها على الشاشة لا تشكل حاجزاً يعوق قدراتي الفنية. وفي رأيي أن مواقفي السياسية لا تتحدد وفقاً لقبولي بتأدية دور فتاة يهودية أم لا، بل حسب مواقفي المعروفة في ما يتعلق بالنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي.

 هل تشعرين كفتاة عربية ولدت ونشأت في الغرب أن ما يحدث في فلسطين يعنيك بشكل مباشر؟

طبعاً، طبعاً، بالتأكيد.

 وهل لعروبتك علاقة في دورك الجديد في مسرحية "ليلة عربية"؟

هنا، أقوم بدور فتاة اسمها "فاطمة": نجهل في المسرحية كل شيء عن ماضيها وحاضرها. كل ما يهمها هو أن تلتقي حبيبها "رفيق" الذي تعودت على رؤيته كل مساء. هذا اللقاء اليومي أصبح بالنسبة لهما نوعاً من العادات الثابتة، حيث يقضيان الليلة في تبادل الأحاديث دون توقف، ومن خلال تلك الأحاديث نكتشف تدريجياً بعض تفاصيل حياتهما. هذه الشخصية التي أجسدها شخصية غامضة، والمسرحية بشكل عام تعبر عن الوحدة والضياع الذي يشعر به أي شخص في مرحلة ما من مراحل حياته أو بعبارة أخرى تعبر عن الحلقة المفرغة التي هي الحياة، حيث أننا دون أن ندري أو نقصد نعود دائماً من نقطة الانطلاق ذاتها.

 هذا يعني أن أحداث المسرحية لا علاقة لها باسمها لأن الأحداث يمكن أن تدور في أي مكان عبر العالم؟

المسرحية هي في الأصل نص مسرحي ألماني. والنص الأصلي عنوانه "ليلة عربية"، لكن أحداثه تدور في تركيا، ولا علاقة لقصة المسرحية بما يحدث في المجتمع العربي تحديداً، بل هي مسرحية خيالية محبوكة على طريقة قصص ألف ليلة وليلة، لكنها بالفعل يمكن أن تدور في أي مجتمع آخر.

 أشاد النقاد الذين شاهدوا المسرحية بأنك تتميزين بخفة الحركة على خشبة المسرح لدرجة مدهشة، ما سر هذه الخفة؟

إضافة الى التدريب المسرحي الجيد الذي حصلت عليه من الكونسرفاتوار في بروكسل، تابعت دورة دراسية في مدرسة متخصصة في التعبير الجسدي، وهذا في رأيي شيء مهم جداً في التمثيل المسرحي.

 أنت من أصل مغربي، فهل لك علاقات فنية في المغرب، وهل تزورينه؟

نعم، أزور المغرب كلما سنحت لي الفرصة بذلك، ولدي عدد من الأصدقاء هناك.

 وماذا عن بلجيكا؟

لقد تركتها وانتقلت للعيش في باريس منذ سنتين، لأسباب مهنية مرتبطة بالتزاماتي الفنية، ثم إن باريس عاصمة مفتوحة وكبيرة، وأنا أحب المدن الكبيرة التي نكتشف كل يوم شيئاً جديداً فيها أو جزءاً رائعاً آخر منها. باريس بالنسبة لي من أكثر العواصم التي تغني من يعيش فيها إنسانياً وثقافياً وفنياً.

 ما هي مشاريعك المقبلة في المسرح والسينما؟

هناك عدة مشاريع مهمة في السينما والمسرح، ولكن لا يمكنني الحديث عنها حالياً، لأنها لا تزال في مرحلة التحضيرات.

اسماء رمضاني ـ عن سيدتي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى