الثلاثاء ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٠
بقلم جميلة شحادة

لا أوصيكُم بشيء

دَعُوني أرحلُ بهدوء.
لا أوصيكُم بشيء
لأنَّ الوَصايا تثْقبُ عباءةَ إخوتي
وتُزيلُ الكُحلَ مِنْ عيْنِ شقيقتي
دعوني أسيرُ الى مدينةِ الأطفالِ
أشاركهُم اللعبَ وما تبقَّى منْ براءتِهم.
هناك؛ سأدفنُ كوابيسَ المُدُن
هناك؛ سأنامُ حيثُ لا يَقْوى أن يسرقَ النفاقُ مخدتي
هناك؛ سأسهرُ ليلتي حتى انبلاج الفجرِ
مع العصافير والأرواحِ الطاهرة.
لا أسلحة معي أصدُّ بها الريحَ العاتية
ولا غطاء يَقيني مَطَر الجبالِ الشاهقة
ربّما؛ أغلّفُ جسدي بورقةِ سيلوفان صفراء
وأحدّقُ في عيْنِ الشّمسِ
فتكشفُ لي حقيقةَ القمر
لن أكشفَ لقطّاعِ الطريقِ ما تخبرني بهِ الشمس
لنْ أُفشي السِرَّ الذي بيْني وبيْنها
فقط، سأخبر زارعي بذورَ الحكمةِ في أرض اللهِ
عنْ عدالةِ الشمسِ في توزيع نورِها.
لنْ أشي بسارق المعبدِ
لن أحرضّ الفقراء على تمزيق دمىً من ورقِ
لن أرتقَ الثقوبَ في ثوبِ المنافقِ
فقطْ، أريدُ أن أحملَ كتابي بيَدي
وأرحلُ بهدوء


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى