

كَوْنِـيَّةُ امرأة!
غَــنَّـتْ بِـغُـرَّتِهــا ذُرَى الأَقـْـلامِوتَراقَـصَتْ طَـرَبًـا بِكَـأْسِ أُوَامِــيهِـيَ لَـوْ تَـرُوْمُ: (كَأَنْ تُـدِيْـرُ بِـعِطْرِهاشُـهُـبَ النُّـجُـوْمِ)، لَـدُرْنَ عِطْرَ مَرَامِرَقَّـتْ، وجَـلَّـتْ، واسْتَطَـارَ أُوَارُهـا؛فَـهِـيَ النَّمِـيْـرُ وثَــوْرَةُ الأَنـْـغَـامِ!* * *قالَتْ: عَـرِقْتُ بِمِسْكِ أَمْسِكَ في دَمِيْوشَرِبْـتُ مِـنْـكَ قَصَائِـدِيْ بِـقَوامِيإِنِّـيْ الوُقُوْفُ الحُـرُّ في بـابِ الشَّذَىأُلْـقِـيْ مَفـاتِـيْـحَ الـرُّؤَى لِـغَـمَامِـيأَرْنُـوْ بِنَـاهِـدَةِ الهَـوَى فَـتَـضُمُّـنِـيأَضْـوَاءُ مُـقْـمِـرِهـا بِـفَجْـرِ هُـيَـامِوأَنـَامُ فـي بَـالِ الحـَرِيْـرِ فـيَـشْتَهِـيصَحْوِيْ الحـَرِيْـرُ، فأَيْنَ مِنْـهُ مَنَامِـي؟كَعْـبِيْ كَمِثْلِ النَّـايِ في شَفَـةِ الـثَّرَىأَنَّـى مَشَـيْتُ يَضِـجُّ فِـيْـهِ مَـقَـامِـيمُـتَـوَثِّـبٌ مَـائِـيْ على الـماءِ انْطَـوَىكُـلُّ الوُجُـوْدِ بِخُطْوَتِـيْ ومُـقَـامِـيمِنْ عَـيْـنِـيَ الأَشْجَـارُ تَنْـبُتُ واللُّغَىكَمْ بَرْعَمَتْ بالكُحْـلِ مِنْ إِلهـَامِـي!* * *يا نَـادِلَ الأَشْوَاقِ، مَـخْدَعُـنا ارْتَـوَىمِنْ كَـرْمَـةِ الشَّـفَـتَـيْنِ .. نَهْـرَ ضِـرَامِهَـبَّ الضَّـبابُ بِكُلِّ غُصْنٍ مُشْـرِعًـارِئَــةَ الـرَّبِـيْـعِ بِغُـلْـمَـةِ الأَكْـمَـامِوحَـلِيْبُ غَانِـيَـةِ الخُلُـوْدِ يَرُوْضُ فيشَـــفَــةِ الـرَّضِـيْـعِ بَـرَاءَةَ الآرَامِمُـهْـرِيْ يُـثِـيْرُ الأرضَ مِنْ أَقطَارِهـالِـيَـبُـوْءَ فِـيَّ بِـثَـغْـرِيَ الـمُـتـَرامِـيْشَـعْـرِيْ كَـصَدْرِيْ آيـَـةٌ كَـوْنِـيَّــةٌجِـبْرِيْـلُ نَـاءَ بِـوَحْـيِـها المـُـتَـهَامِـيذَهَـبِـيَّـةُ التِّـيْـجَـانِ في رَأْدِ الضُّحَىومَـسـاؤُهـا (دَجْـنُ ابْـنُ أُمِّ ظَــلامِ)وإذا- على كَفِّ النَّهارِ- هَـمَتْ يَدِي،شَرِقَـتْ بِـطِـيْبِ أَنامِـلِـيْ وسَلامِـي!* * *لا تَـلْـبَـسَـنَّ قِـنَـاعَ حُـبِّـيْ ؛ إِنَّـنِـيفـي الحُـبِّ أَهْـتِـكُ عِـفَّـةَ الأَصْنَـامِالحُـبُّ فِـقْـهٌ ، ليـسَ يَـفْـقَـهَـهُ الذيعَبَدَ القَـبِـيْـلَـةَ، وازْدَرَى (ابْنَ حِـزَامِ)مَنْ لا يَـرَى بِذُرَى الأُنـُـوْثَـةِ غَـيْرَ مارَأَتِ الـذُّكُـوْرَةُ فـي ثَـرَى الأَنـْـعَـامِمُـتَـزَنِّــرًا بِـفُـحُــوْلَــةٍ حَـيَـوانَــةٍعَـقُـمَـتْ بِهـا بَشَـرِيَّــةُ الأَرْحـَـامِيَـطَـأُ النِّـسـاءَ جَـوارِيـًـا وضَوارِيـًاويَـطَــأْنـَــهُ بِـزَرائِـــبِ الآطَـــامِبِـئْـسَ الرُّجُـوْلَـةُ لا تَـرَى فيها خَـلَابَـيْـضَ «الرُّؤُوْلَـةِ» تَحْتَ فَحْلِ نَـعَـامِ!* * *فـي شَاطِـئِ الرَّمْـلِ المُـلَـبَّدِ، يا فَـتَى،فـي مُقْـلَـتَـيْـكَ ، مَراكِـبِـيْ وخِـيامِيأَنا بِنْتُ عَيْنِ الشَّمْسِ، أُبْحِرُ- إِنْ تَشَأْ،وإذا أَبـَـيْـتَ - مَـوَانِـئِـيْ أَحـلامِـيأَدْرِيْ بِـأَنـَّـكَ مِـنْ ضَحَـايـَا أُمـَّـةٍمَـضْـرُوْبَــةٍ بِـصَحَـائِـحِ الأَسـقَــامِوبِـأَنَّ أُمَّـكَ أَنـْتَ عَـاشَـتْ نَخْـلَـةًمَــوْءُوْدَةً مِـنْ سَــــيِّـدِ الأَقـْــزَامِوبِـأَنَّ أُخْـتَـكَ فـي الصَّغَارِ تَسَامَأَتْفجُـعِـلْـتَ دُوْنَ سَمائِـهـا كالحَـامِـيو«الأُمُّ مَـدْرَسَـةٌ» ، إذا أَفْـسَـدَتْهــا،أَفْـسَـدَتْ أُمَّ الشَّـعْـبِ والحـُـكَّـامِفـتَـرَى الفَـسَادَ مُـبَرْقَـعًـا بِعُـرُوْبَـةٍومُـبَـهْـرَجًـا فـي «مِشْلَحِ» الإِسـلامِأُلْـعُـوْبَـةٌ، مَنْ شَـاءَ عَـرَّبَ أَعْجَـمًا،وإذا يَـشَـاءُ، يُـؤَسْـلِـمُ (ابْنَ خُـذَامِ)!* *لَنْ يُفْـلِحَ العَـرَبُ، المـَدارِسُ فِـيْـهِـمُدَرَسَـتْ مَعَارِفَـهـا عُـصُـوْرُ رَغَــامِلَنْ يُفْـلِحَ العَـرَبُ، المـَدارِسُ فِـيْـهِـمُخِـرِّيجُـهـا ذِئْــبٌ وضَـبْـعُ رِجَـــامِلا يُـنْـتِـجُوْنَ سِوَى الفَـنَاءِ صِنَاعَـةًمَلَـؤُوا العَواصِـمَ بِالفَـرَاغِ الدَّامِـيمُتَـصَعْلِكِـيْنَ تَـأَبَّـطُـوا بِـشُـرُوْرِهِمْمُـذْ كـانَ أَوَّلُـهُمْ فَـتَـى الإِجْــرَامِلَنْ يُفْلِحُوا، أَبـَدًا، وقد خَتَـنُوا النُّـهَىوخَـصَـوا لِـسَـانَ كَـرَائِـمٍ بِـكِـرَامِ!* * *لا، لم أَعُـدْ تِلْـكَ التي جَـمْرُ الغَضَىفـي أَخْـمَـصَـيْها الـثَّـلْـجُ لِلأَقْــدَامِتَـسْرِيْ لِـمَـرْضاةِ المُحِبِّ، وإِنْ طَغَى،وتـَخُـوْضُ في لُجـَجِ الدُّمَـى بِلِـجَـامِأَنـَا حُـرَّةٌ ، رَأْسِـيْ بِـرَأْسِـكَ ، عِـزَّةً،وطَـمَاحَــةً ، وجَـسَارَةً ، وتَـسَـامِـيأُعْطِـيْ كما تُـعْـطِـيْ السَّماءُ نَـعِيْـمَهاوهَـزِيْمَـهـا ، بِصَواعِـقِـيْ ورِهَـامِـيولِـيَ الإِرادةُ فـي المـَـواسِمِ كُـلِّـهـاكَـسِـجَـارَتِـي بَـيْنَ البَـنَـانِ غَـرَامِـيفـأُعَـنْـقِـدُ الإِغْـوَاءَ، إِمَّـا أَشْـتَـهِـي،وأَكُـفُّ كَـفَّ مَـسَـرَّتِـيْ لِـغُـلامِـيلا تَـنْـتَـظِـرْ سُـرِّيَّـةً ، فـي جِـلْـدِهـاتَضْحَـى وتَخْصَـرُ، واستَـفِقْ لِكَلامِي!زَمَـنِـيْ تَـغَـيَّـرَ واقِـعًـا ومَـواقِعًـا،أَ تُـرَى ستَـبْـقَى كالجِـدَارِ أَمَامِـي؟!* * *صَبَّحْـتُ وَجْهَـكَ بِالأُنـُـوْثَةِ، تَجْتَلـِيصَـرْحَ الجـَـمالِ مَـعَ الجـَـلالِ يَـمَامِـيمـاذا تَـقُـوْلُ ، وقَدْ أَتـَـتْـكَ بِـغَضِّهاوغَضِيْضِهـا، كالشَّمْـسِ غِبَّ قَـتَـامِ؟سَـمَكُ اللُّـدُوْنَـةِ في حُـرُوْفِ سَمائِـهاوبِـشُـرْفَـتَـيْـها هَـمْـزَةُ اِسْـتِـفْـهَـامِتَـدْعُـوْكَ لِلإِبْـحَـارِ في شَفَـقِ الهَوَىكَـيْ تُـبْـحِـرَ الأَحْــلامُ بِالأَحْــلامِ!* * *سأَقُـوْلُ : طِـيْرِيْ يـا سَـفِـيْنُ إلى التيتَـهَبُ القَـوافِـيَ نَـبْـضَهـا بِعِـظَامِـيوأَقُـوْلُ : دُوْنَـكِ ضَـارِيَـاتٍ ، طـالَـماافْـتَـرَسَـتْ بِـيَ الأَخْـوَالَ بِـالأَعـمامِقُـزَحٌ يُـغَـنِّي فـي هُطُـوْلِكِ قَـوْسَـهُ؛لِـيَـعُـلَّ هَــتَّـانَ الحـَـيَـا بِـحِـمامِــي:... ... ... ... ... ... ... ... ... ...... ... ... ... ... ... ... ... ... ...هـاتـِيْ لِسَانَكِ، كَـيْ أَنـَامَ بِـجَفْنـِهِ،وأَدُوْخَ فِـيْـكِ بِـيَـقْظَـتِـيْ ومَـنَامِـي!
واقرأ للشاعر:
الصورة البَصَريَّة في شِعر العميان (دراسة نقديَّة في الخيال والإبداع)، (الرياض: النادي الأدبي، 1996). [أصله: رسالة دكتوراه، 1993].