

كم تكالبنا عليها
طفلة بجانب والدها بالمسجد أثناء صلاة الجمعة تتفرس في وجوه المصلين. تقابلت عيناها بعيني فقالت لي بصمت: كلهم أعرفهم إلا أنت. هذا سبق أن لمسني خلسة وهذا قبلني في غياب أبي وهذا تبرك بصدري وهذا وضع قبلات حارة على شفتي وهذا، وكان ضيفا على العائلة، طلب مني التعري في شرفة أحلامه. كلهم فعلوا بي ما فعلوه وأنا في الرابعة من عمري. حتى أنت أيها السيد المحترم فعلت في العجب العجاب لكني، يا عمو، لم أعذ أتذكر اسمك فبالله قل لي من أنت؟ هل أنت عمي أم خالي أم جارنا المحترم؟ هل أنت معلمي أم فقيه الحي التائه؟
لم أجبها لأن من لغا لا جمعة له. وتفاديا لمعصية لا تغفر، غادرت المسجد والإمام لازال لم يكمل بعد خطبته حول الأخلاق الحميدة التي على المؤمنين التحلي بها.