هوّمَت في الضُحى وملّت سُهادا
بعد أعــوام لن تذوق رُقــــــادا
لم تكن غير برهـــةٍ ثم عــــادت
تملأ الكون َ بالضــــياء اتقـــــــادا
وترى الناس بين قاصٍ ودانٍ
وقــفوا يرقبون حيـــــرى فُرادى
كلّهم يعشقــــــــــون بنتَ ذُكــاءٍ
فأراعَ الكســوفُ منهم فـــــؤادا
ما دعاها لغفلةٍ عن هــــــــواها
فأستحال الهوى لديها رمـــــــادا
ما هو السرُّ حين أرخَت خمــارا
أسودَ اللون ثم شطّت بعـــــــادا
أهو العمرُ بعد حينٍ ســـــيفـنى
وارتأت أنـنـــا نصـــوغ الحِــــدادا
أم رأت تُعجز العالمــــــين بآيٍ
عَجْزِنا أن نكفّ الرَدى عنــــــادا
وتباهت بقدرة المتحــــــــــــدّي
للقوى الخارقات تُسبي العبــــادا
أذهل الناسَ سرُ تلك العوالي
والبديعُ القديرُ كيف أجـــــــادا
إن دنى الخطبُ لا المدافعُ تُجدي
لا ولاالطائــرات غارت حـِـــرادا
والأساطيلُ كلُهــــا واهـــــياتٍ
إن طغى البحـرُ واعتلى الأطوادا
كيف إن هُــزّت العوالم ُهَـــزّا
واستحالتْ جبالُها أوهـــــــــــادا
لا أرى في الكسوف غير نذيـــر
من كُوى الغيب قد أطلّ ونادى
إنكم عاجزون ردّ البلايــــــــا
وامتلاكَ الحياة صرحا مُشادا
كلُ ما في الوجود لا بدّ يفنى
وطويل الأعمار يهوي نفادا
وعلومُ الحياة مهما تســـامتْ
لن تحولَ الكسوف ان يُستعادا
والنجومُ البِعاد يُطبقنَ ســّراً
والســــماواتُ للعليِّ انقـــيادا
وَهَنَ الفكرُ عن تَقصّي الخفايا
واعتلى الهمُّ حين لجّت ومادا
علّمتنا الحـــــــياة نِــــــزرا قليلا
والكثير انطوى وغــــار ابتعادا
سوف يبقى سرّ الوجودِ دفيـــنا
وجنودُ الرّحمانِ تبقى شِـــــــدادا