الاثنين ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم
قم يا مصري
الفجر يهرع عبر السماءفي لهفة كعريسعلى موعد لعناق حبيبتهوعروسه مصرية سمراءتنام بحجرتها الحجريةعلى بابها ألف حرس قديموأحجبة سحريةوأقمطة سوداءتعاني من قلة الزاد والماءوفساد الهواءفتسقط في إعياءوالفجر يهرع في لهفة كعريسفيسقط منه شعاععلى وجههافتفيق بغير درايةوتنهض من نومهاتفوح برائحة الأرض والوردمثل إيزيستنهض من نوم مائة جيل وجيلوتلقي ببرقعها في النيلوتقول : كفاية !مللت من الليل والموتسئمت من الخوف والصمتومن أوجه الحراسومن مخبرين بغير نهايةتنهض مصرية سمراءتخلع عنها حرير الأساطيروتطلع من ليلها كالنهارتمر على الحقلتقطف فاكهة الفجريقطر من راحتيها النديوتبرق في وجنتيها الحياةويسطع نور الجبين كآيةفيؤمن من يتملآها باللهويراها الفتي المتلهفيعشقها في الحالويبكي من الحبيتبعها للتلاليقول: اجذبيني وراءك نجريإلى بلد لا تجور عليناولا تئد القلب في الصحراءولا تسحق الفقراءولا تمنع الشعر والشعراءإجذبيني لنجريإلى بلد لا تحرّم خيرا علينالا تحرّم نورا علينالا تحرّم حبّ المحبّين والأصدقاءيقول: اجذبيني لنجري ...ويسقط من لهفة وعناءفتقول له :قم يا مصريحلال عليك الندىوالمدىوالفضاءحلال عليك المحبةوالحرية البيضاءحلال عليك البلاد الجميلةوالأرضوالنهروالماءتنهض مصرية سمراءلكي تتحدث عن نفسهاوتقول: أنهضوا واتبعونيإلى الغديبرق عبر السماءنغني أناشيدناونبني مدائننا الخضراءوارفعوا للمسرةوالحبوالحق رايةوارفعوا صوتكموقولوا لمن منعوكمومن حرموكمومن عذبوكمكفاية!قم يا مصري لعرسكوأدفع مهر العروسإنها في انتظاركمخلصة للنهاية.