الجمعة ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم
في حضرة الكلمات
تَتَلَهَّفُ النَّفْسُ وَيَنْزِعُ القَلْبُ،وَيَتُوْقُ الرُّوْحُ وَتَنْجَذِبُ الجَوَاْرِحُ،وَيَزْدَاْدُ شَوْقِيْ،لِتعرِفَ الدّنيا اسمَ حبيبتيوتقرأَ قصائدي الممهورةَ بختمِ قلبها.في عينيها رأيتُ سماواتٍ لم يَرَها مخلوقٌ قبلي.في وجنتيها قرأتُ تاريخَ الشَّفقِ في أزهى عصورهِ.في ثغرِها تذكّرتُ مراحلَ تكوُّني، مرحلةً مرحلة.أتوقُ لاختصارِ زمنِ تَوَحُّدي فيها..لتعرفَ الورودُ والأزهارُ حكايتي معها.أتوقُ إلى مناقشة السُّحبِ بشؤونِ حبيبتيبدلالها الآسرِوصبيانيَّتِها البريئةِبطُهرِها..بطُهرِ ممشاها ومسعاهاطُهرِ قمرِها ونجومِهاوطهرِ قلمها ودفترها وكتابها.بنقاءِ حياتها، وبهاءِ آمالهاوصفاءِ وجودها.أتوقُ لأسكبَهَا عطراً على جسدي..وماءً كوثريّاً في روحي..لأفكّ طلاسمَ عينيهالأدركَ سرَّ جوهرِهِمَا.لأتماهى في صورتهالتكونَ ذرَّتيوأكونَ ذرَّتهالأهبطَ مَعَ شلالِ شعرِها النَّازلِمن سماواتِ العشقِ، إلى فراديسِ التَّوقْ.أتوقُ لإخبارِ الدُّنياعنْ مملكةِ الياسمينِ بينَ عينيها..عنْ حدائقِ الشّفقِ على وجنتيها..عنْ روايةِ الفرحِ في ثغرِها.وعن خواتيمِ تحوُّلها المستمِرِّ في جسدي،وحلولِ روحِهَا في روحي.في حضرةِ كلماتهاأكتبُ كيمياءَ سعادتيوأخطُّ ميثولوجيا وَلَهِيْ..وأنقشُ عبقريةَ الألمِ الوجودي في بُعدي عنها.معبدُ أبعادِها على بُعْدِ بارقةٍوعلى مسافةِ ذائقة.زمانُهُ لا محدودٌمتداخلةٌ آفاقهُ في الأشياءِ.ومن محرابهِ الأولِ والأخيرِتنطلقُ الأنوارُ لتفرشَ صعيدَ الوجودِ،فتتَّحدُ الطّبيعةُ بالطّبيعةِ،والسّماءُ بالأرضِ،والأرضُ بالرّحمِ، والرّحمُ بالرّوحْ.