الأحد ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
غيـــــــــــاب
يا غيابي... كم طال عنهُمْ غِيابي | |
ذِكْرَياتي والأَهْلِ والأَحبابِ! | |
تائِهاً سِرْتُ في اغْتِرابيِ وَحِيداً | |
ليتَ شِعْري فَكَمْ يَطُولُ اغْتِرابي؟ | |
أَتْبَعُ الحُزْنَ إذْ يَسِيرُ أمامي | |
حائِرَينِ، واليأْسُ في أَعْقابي | |
كَمْ خَيالٍ قَدْ داعَبَ الروحَ خَجْلانَ | |
وَذَرَّ الدموعَ في أَهْدابي! | |
أنتَ ما أنتَ؟ أيُّها الطَّيْفُ مَهْلاً | |
وتَرَفَّقْ، رُحْماكَ، بالأعْصابِ | |
أنتَ يا مَنْ رافَقْتَ خَطْوي على شُطْـ | |
ـآنِ عُمْري، وسِرتَ فوقَ العُبابِ | |
كَمْ تَجَوَّلْتَ في مَساحاتِ روحي | |
كَسَحابٍ قدْ مَرَّ فوقَ اليَبابِ | |
أنتَ ما أنتَ؟ أنتَ أجْمَلُ لَحْنٍ | |
عَرَفَتْهُ مَزارِعُ العُنّابِ | |
أنتَ أحْلى قصيدةٍ قَرَأَتْها | |
شَفَتايَ ما أُبْصِرَتْ في كِتابِ | |
حَدَّثَتْني هَمْساتُ عَيْنَيْكَ عَنِّي | |
ورَوَتْ لِي طُفولَتي وشَبابي | |
حَدَّثَتْني عَنِ الهَوى عابِراً بي | |
كلَّ حِيْنٍ بَحْرَ الأماني العِذابِ | |
حَدَّثَتْني مِنْ بينِ ما حَدَّثَتْني | |
عَنْ لَيالي السُّمّارِ والأصْحابِ | |
حُلْوةٌ تِلْكُمُ الليالي ولَكِنْ | |
كُلُّها غادَرَتْ كَبَعْضِ سَرابِ | |
ساءَلَتْني الأطيارُ عنْ مانِحِ الزَّهْـ | |
ـرِ شَذاهُ وعنْ رَبيعِ الرَّوابي | |
ساءَلَتْني عَنْ صَوْتِها العَذْبِ، عنْ تِلْـ | |
ـكَ السماءِ، عَنِ المَدَى والسَّحابِ | |
ساءَلَتْني عَنْ لَوْنِها اللازَوَرْدِيْ | |
أينَ أَضْحى، وكَانَ يَطْرُقُ بابي؟ | |
ساءَلَتْني عَنِ انتِظاري وصَمْتي | |
وشُرودي بِمَوْعِدٍ كَذّابِ | |
ساءَلَتْني عَنْها وعنكَ، فماذا | |
أُخْبِرُ الطَّيْرَ؟ ما يكونُ جَوابي؟ | |
مُفْرِحٌ وَجْهُكَ الحبيبُ ولكنْ | |
مُرْعِبٌ أنْ يَضيعَ وَسْطَ الضَّبابِ |