في الغرفةِ الشاعرةِ الخرساء ِ
أسهرُ كلَّ ليلةٍ لعلَّ عينيكِ تطلان على دفاتري
في شرفةِ الغناءِ
لعلَّ عينيكِ تـُلامسان رَجفة ًعلى جبين ناي ٍ صامتٍ وساهر ِ
كي يَرحلَ الإحساسُ في مَراكبِ مجهولةِ الفضاءِ
نحوَ سماءٍ حُرّةِ الخواطر ِ
كيْ تـَنبضَ الأوراقُ تـُعطي عُرْيَها لأحْرُفٍ
مجنونةِ المشاعر ِ
** ** **
في الغرفةِ الشاعرةِ الخرساءِ
أشعرُ أنَّ الريحَ يا حبيبتي تـَجعلُ مِنْ ستائري
بساط َ ريح ٍ حالما ًبرحلةٍ قـَصِيّةٍ أبعدَ مِنْ وَهْمِيَ وادّعائي
اُحسّ ُ أنَّ الشوقَ يَسْتـَبيحُني ، يُرسِلُ لي قوافلا ًوحشيّة َالأظافر ِ
اُحسّ ُ أنَّ الحزنَ يا حبيبتي تـَعتادُني شفاهُهُ
يُحرقـُني مُدخـِّنا ، يَجعلـُني كالتبغ ِ في سجائر ِ
اُحسّ ُ أنَّ لهفة ًفي داخلي مَعتوهة َ النداءِ
تركضُ فوقَ أضلعي قاسية َالحوافر ِ
** ** **
في الغرفةِ الشاعرةِ الخرساءِ
أجمَعُ كلَّ ليلةٍ باقة َأصدقاء ِ
مِحبرة ًتـُبحِرُ في خليجها مَراكبُ الدفاتر ِ
وشوقَ حبٍ حائر ٍمغامر ِ
وشمعة ًمريضة َالضياءِ
لكنـّني بدون عينيكِ ــ أيا حبيبتي ــ ، بدون كنز ٍ رائع ِالجواهر ِ
بدون بحر ٍ مُدهش ٍ بكلِّ سحر ٍ زاخر ِ
أسهرُ ليلي كلـَّهُ بوحشةٍ قاتلةٍ
قيثارتي باكية ُالغناء ِ
تـَعبَثُ بي أصابعُ الشتاء ِ
في الغرفةِ الشاعرةِ الخرساءِ