

عودة
لم يكن يدرك أن ثمة تطورات هائلة قد حدثت لمدينته أثناء غيابه، فظلت السيارة التى استأجرها منذ وصوله إلى أرض الوطن، تجوب به شوارع المدينة دون أن تهتدى لمكان بيته القديم الذى تركه منذ عشرة أعوام:
ـ إلى متى سنظل تائهين هكذا يا سيدى؟!
ـ من فضلك توقف عند أحد المحلات واسأله عن بيت الحاج مسعود الأزعر
أخفى السائق ابتسامته، ونفذ ما طلب...
ـ سلام عليكم... ألا تدلنى كرماً منك على بيت الحاج مسعود الأزعر؟
ـ مسعووود... آه رحمة الله عليه
ـ هل هو مات؟!... قالها السائق وهو يلتفت بدهشة نحو الجالس فى السيارة، ليتأكد من وجوده على قيد الحياة!
ـ نعم مات وشبع موت... لكن ربنا بيحبه، لأنه مات ودُفن فى أطهر أرض
ـ هو كان فى السعودية؟!
ـ تمام الله ينور عليك...
ـ أنا أسأل عن بيته...
ـ بيته وقع فى الزلزال، وماتت زوجته وأولاده... وتم مكانه بناء ملجأ للأيتام
عاد السائق بـ(المرحوم) إلى المطار، مشيعاً إياه بالدموع والألم....