على أمل صحوة

هيه......استفيقوا واخرجوا من غيابت الجب ، تحرروا من كبريائكم الذي صنعه مجدكم السالف ،وانظروا أين أصبحتم بين الأمم ..اتركوا حصنكم الذي كان على قمة جبل فأصبح في عمق اليم ،وأنقذوا ما تبقى لكم من أشلاء كرامة ..اغسلوا وجوهكم ،عل لون البؤس تجليه المياه ،وانفضوا عن كسوتكم ذلك الصمت البليد ،كفاكم صراخا واستغاثة بصلاح الدين..الذي تركتموه هناك منذ أيام حطين..وهلموا شمروا عن سواعدكم واحملوا فؤوسكم ،أما سئمتم من صدى كلماتكم المترددة في جدران السماء؟..حطين ولت ،أتسمعون؟.....ولن تعيدها نظرات البؤس في مقلكم و صرخاتكم الخرساء ،إنما ستعيدها سواعد قوية وجباه شماء تصنع حاضرها من وحي ماضيها ،وتجبل لبنات بيتها من تراث الماضي وفعال اليوم وبريق أمل المستقبل .

استفيقوا ،فأصحاب الكهف ولوا وانتم نائمون والشمس ملت الاستيقاظ كل يوم على أمة نيام فغلبها اليأس وقيدها الظلم ...الدهر قد انقضى ولن يعود يوم قد مضى ،كفوا عن الاستغاثة بمن واراه التراب و انظروا إلى الأرحام بدل النظر إلى القبور ..انظروا إلى جيل بزغ وربوهم على التقى والصلاح،اسقوهم الإيمان وأطعموهم مكارم الخصال ..أرضعوهم حب مسجدنا الأقصى وازرعوهم في تراب فلسطين وأحكموا وثاقهم إلى الأرض ،غذوا أفئدتهم بتاريخ أمتنا وعبقرية قادتنا ..وعلموهم كيف تكون عزة المسلم والإسلام وكيف أن عبد الله ذو رفعة لا يهان .

واستفيقوا..فليس الجهاد دما وجثثا فحسب، بل بذور وجذور ..بذور تغرس في تربة تغذى وتسقى وتخصب لتنجب نباتا ينمو ويشتد عوده فيكون دعامة لمنبعه ،وجذور هي الأصل ومنها تنشأ الفروع .احسنوا سقياهم ولا تبخلوا عليهم بعطر الشهادة ..واحرصوا أن لا يصابوا بداء ،استأصلوا بؤر الفساد وكل بذرة فاسدة ،قوموهم بالعصي والدعائم ،عندها ستحصدون طيبا كما زرعتم وأنشأتم ،عندها صافحوهم ،قبلوهم وشدوا الحطة على جبينهم والسيف إلى خاصرتهم ..و.إقرأوا معهم القرءان على أرواحهم التي وهبت للأرض قبل أن تتنفس ..وذكروهم بأن صلاح الدين الذي قرر أن يكون درع الإسلام وسيفه الذي لا يغمد لا يزال هناك يرى ثمرة جهده ،وقد سرتم على نهجه وكففتم عن مناداته وأنتم قعود ..عندها سيعود صلاح الدين بل من هو خير منه ليقود جموعا عطشى لإحدى الحسنيين ،جموعاً تسابق لورود الكوثر والاتكاء على الأرائك ..عندها تكونون قد استفقتم وعندها سينعم صلاح الدين في جدثه.