
قصيدة جديدة للشاعر سعود الأسدي

عفواً…
بسوى هَـواكِ اليومَ لا أثقُ | |
فَدَعي سَنـاكِ عليَّ يندفقُ | |
حُـبِّيك ِ يزرعُ أضلعي حَبَقاً | |
فترفّقـي لايذْبُـلِ الحبقُ | |
أُصغي إليك كأنّ أغنيــةً | |
تنسابُ بي والسمعُ يُسْتَرَقُ | |
كاسٌ على شفتيَّ أرشفُهـا | |
ظَمَـأً علـى شفتيَّ تَنْدَلِقُ | |
إذا عَرَضْتِ ومالَ بي عُنُقي | |
ونأيْـتِ لا يَرْتَـدُّ لي عُنُقُ | |
أهـواكِ أفقاً ليس منتهياً | |
مثلي وأنتِ النجـمُ والأفُقُ | |
والأرضُ رَوْضٌ إنْ وَطِئْتِ على | |
أعشابِها فاحَ النّـدَى العَبِقُ | |
أنتِ الجمالُ وفيكِ غبطتُهُ | |
أما أنا فالليـــلُ والأََرَقُ | |
أنت الكمال وفيكِ هَدْأتُهُ | |
أمّـا أنا فالنقص والنّزَقُ | |
عَبَثاً ظنوني عنْكِ أحبسُها | |
تعـدو إليكِ تظـلُّ تَسْتَبِقُ | |
حسبي ولي في الحبِّ أشرعةٌ | |
هي جدولٌ والشّوقُ يَصْطَفِقُ | |
لولاكِ لم أظفــرْ بأخيلةٍ | |
هُـنّ الرُّؤَى والسِّحْرُ والألَقُ | |
وطني هواكِ وأنتِ لي وطنٌ | |
أهوى هواهُ إليـه أنطلقُ | |
لكنْ ، وذا بحــرٌ يفرّقُنا | |
كيفَ الوصولُ وزورقي وَرَقُ | |
يا ليت بحراً راحَ يُبعدُنا | |
عن بعضِنـا يجتـاحُهُ غَـرَقُ | |
أو يُبتلَى بجفافِـهِ لُجَجاً | |
أو مـاؤهُ بالنّـارِ يحتـرقُ | |
ويصيرُ دربي منهُ أقطعُهُ | |
حَبْـواً إليكِ وليس نفترقُ | |
ولقد نصيرُ غمامتينِ فلا | |
تَنْسَـدُّ دونَ مسيرِنا الطّرُقُ | |
أو نَسْمَتَيْ غابٍ يُؤَرجحُنا | |
غُصْـنٌ ولا خـوفٌ ولا قَلَقُ | |
ولقد نَمُوتُ ومَنْ سيخلفُنا | |
سيقولُ : هذا دربُ من عَشِقوا | |
عفواً وأرجو لا يَمُـرَّ بِهِ | |
مـن لا لَهُ شَبَـقٌ ولا عَبَـقُ |