الأربعاء ١٧ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم
عازف النّاي
تحت شجرة الزّيتون كانا يلتقيان، يحلمان،ينثران جسميهما على تراب الأرض كما ينثرالخريف على الثّرى أوراقه.. يخرج نايه منحقيبته كما يخرج شيخ ورع سجّاده للصّلاة،يعزف لحبيبة قلبه أعذب الألحان بصدقالبرهان، معزوفة للحبّ و الحياة، يعزفحتّى تكاد تخرج روحه عبر ثقوب نايه.. تتداخلالأشياء، وتتحدّ رويدا رويدا، تحت الشّجرةنفسها يرسمان الشّمس و القمر، يخطّانالحياة بخطوط خضراء موغلة في الحسن،ويطيران نحو السّماء في مشهد نورانيّ يكاديضيء.. كانت تنظره وتحاوره، أمّا هوفيستمرّ في العزف، بعمق، بقوّة، بحبّ، كانيعزف حتّى يستدعي الرّوح النّورانية فيها..على أنغام معزوفته الجميلة صرخت حبيبتهطبيعيّة، لأوّل مرّة كما لم تكن يوما، صرختكما لو استخرج من قلبها جنيّا جثم علىقلبها، فتلوّن بالسّواد.. سبحا في فضاءالله.. سألته إن كان سيطول بهما المقام فيسماء الرّب فاشتدّ عزفه، قالت بأنّها تشعربالجوع فتوقّف عن العزف، وقال: الآن ياحبيبتي حان وقت العودة.. قالت: ما هذاالرّماد الذيّ يلفّ الجوّ؟، قال عازفالنّاي: إنّها بداية خلقنا من جديد، الآناتّحدت أرواحنا وانتهى العزف