الليلُ في البيدر الشرقيّ / عُنقودُ رجاءْ
يرهقه التدلّي
وسحابة ُ الغرباءِ .. قافلة ُ وباءْ
تهتزُّ .. حين تمضغنا البُروقْ
فيصيرُ العارُ / جوعا
والأمطارُ / أسياخَ حديد
****
جهَشُ الشتاءُ .. بالبكاءْ
فصار النجمُ .. باروداً
وانتحبتْ ذنوب الساجدين
عند أعناق الكؤوس .. الفارغاتْ
كُسِر البريقْ
وانتفخت بطون الأمهات الجائعاتْ
****
سقط الظلامْ
وأنا / في مشتل الأفراح ِ .. نخلة ًتموتْ
شيعتها وحوش الفجيعة ْ
واللونُ والأبواقُ والجنودُ / تائهونْ
وصدرُ الشاطيءِالحزين / يخنقه الضجيجْ
نام الظلامْ ..
والبحرُ باعَ موجتهُ الأخيرة / ثم نامْ
كلّ شيءٍ ـ يا صديقي ـ
صارَ باروداً .. ونامْ
فلننم .. مثل العصافير الشقية ِ دون عُشٍّ
مثل نسرينة ٍ..
تنُزُّ من أعلى المزاريب الفقيرةِ .. قطرتها الأخيرة ْ
ثم تنام ..
ففي الأجراس ِ/ خيلٌ من رنينْ
تستجدي القِبابَ .. تأويل التجلّي
****
لننم ..
كيلا يصير بعض العُشبِ في أحداقنا العمياءُ / باروداً
تشبُّ في المدى المعطوبِ / ناراً
تحرق الجداولْ
لننم ..
لربما .. يشيخُ الجوعُ تحت سواعد الفقراءْ
وتنتقم من القحط المعاولْ
فالبحرُ ألقى زرقتهُ على جسد المدينةِ / ثم نامْ
ومدينتي .. طاحونةُ النيامْ !
****
سقط الظلامْ ..
وانكسر النهارُ ../ فانوساً بظلّي .
2004