
رُؤى ثقافيّة«216»

طقوس
1أَسْعِدْ صَباحَكِ، يا كأسَ النُّـهَى الـواريمِـزاجُـها وَلَــهٌ ، والخَـمْـرُ عَشْتـاريأَيْقَظْتِ ما خَبَّـأَتْ تحـتَ الرَّمادِ سِنِيـْـــنيْ المُمْحِـلاتُ ، وعـادَ الطِّـفْلُ للدَّارِفيكِ استَحمَّتْ حُروفـيْ كالحَمامِ شَذًىطَـارتْ على وَحْيِـهِ لِلغَـيْبِ أَشعـاري!2ضَاقَـتِ الأَرْضُـوْنَ عَنْ أَنـْـفاسِـيْواستَـشاظَ الكَـوْنُ مِنْ وَسْـواسِـيرُبَّـمـا لَـمْ يَــأْنِ مـا فـي رُوْحِـيأَجْـتَـوِيْـــهِ ، أو حَــواهُ راسِــيفالْـتَـمِسْ فـي التُّرْبِ رِيْشَ الفَـنِّ!وائْـتَـنِسْ في النَّاسِ ذِئْبَ النَّـاسِ!(*)3وَشَمْتُ على صَـدْرِ النُّجومِ قوافـيًا،وزِرْيَابُ يُصْغِيْ. ذابَ صَدْرًا وقافِيَةْ!ومـا الذَّهـَبُ الإِبْـرِيْـزُ إلَّا كنُـطْفَـةٍإلى بَحْرِ عِطْـرِيْ والمـَعـازِفُ غافِـيَـةْهُـوَ الشِّعْـرُ ، رَبٌّ للفُـنونِ مُـتَـوَّجٌ؛ولا سِـرَّ تُخفـيهِ على الرَّبِّ خافِيَـةْ!4يا ضَـبابَ الرُّوْحِ ، يا شَيْخَ الضَّبابْفيكَ شَمسُ الكَوْنِ عَيني في الوُجُـودْ!نَـشْـوَةٌ تَهمـي على الأرضِ الـيَـبـابْمِنْ سَحـابِ القَلْبِ هَدَّتْهـا الرُّعُـودْ!فَلْسَفَـتْ فَجـرَ المعـانـي في كِـتـابْوانْـبَرَتْ تُـمْلِـيْ مَبانِيهـا الشُّهُـودْ!عِـيْـدُها أَشْهَـى مِنَ الغِـيْـدِ الكِعَابْعَـنْـقَـدَتْ عِطْرَ الأَغانِـي في الوُرُوْدْ!5شَفتاكِ خارِطَـةُ الطَّرِيْقِ لمَوْطِـنِيْهاتيْ حليبَ الحُلْمِ مِنْ شَفتَيكِ!تَنثالُ في رَمليْ عَـبِـيْـرًا ، تَرْتَـوِيمِنْ أَخمصَيكِ مَرابِعِي ويَدَيْـكِ!لو صَلَّتِ الصُّمُّ الصِّلابُ لِشَادِنٍ،لجَـثا الجِبالُ الشَّامخـاتُ لَدَيْـكِ!6يا وَرْدَةَ المَطَرِ الشَّذِيِّ ، سَـلِيْ الهَوَىلِيُجيبَ عَنْ لَيـْـلِ الشِّـتاءِ بصَيْـفِهِلِـيُعِـيْـدَ أفـيـاءَ (الرُّصافةِ) للمَهـاويَحُـوْطَ أطرافَ (العِـراقِ) بسَيْفِـهِخُطُواتُـكِ الأُولَى بِكَوْكَبِ فُلْكِـهِرَسَمَتْ حُدُوْدَ نُضَـارِهِ مِنْ زَيْفـهِ!7الامـتِـلاءُ والفَـراغُ والـجَـوَىوداخِلٌ يُغْـوِي الطُّـيُورَ خَارِجَـهْجِسْـرٌ مِنَ الدُّخَانِ والدُّجَى رَوَىوأَعْـيُنٌ على الرَّحِـيْـلِ مـائِـجَـةْلا تسألي المعنَى عَنِ المعـنَى انهَـوَىولْتَسألي كَمْ في الحُروفِ خالِـجَهْ؟8فِطْـرٌ كفِطْرِ الأرضِ يَنْـبَثِـقُوالقَـلبُ مِنْهِ القَـلبُ يَنطلِـقُغَـنـَّى على اسمِ اللهِ أُغـنـيـةًمِنْهـا سَـماءُ العِطْـرِ تَـنْـدَفِـقُإِذْ يهطِـلُ العِـيْدُ الشَّهِـيُّ علىمَوْجِ العُيونِ فتُوْرِقُ الحَـدَقُ!9فِطْـرٌ مِنَ اللهِ ، لا فِطْـرًا سِـواهُ غَـداعِـيْدًا نمـيرًا، عـبيرًا، وارفًـا، غَـرِدا!رَفَّتْ قُلوبُ الثَّـرَى في فَجْـرِهِ طَـرَبًااللهُ أَنْشَرَهـا والمُصْطَـفَـى شَـهِـدالا عـادَ أعداءَها عِـيْـدٌ ، ولا لَبِسَتْثَوْبَ السَّماواتِ يَكْسُوْ أَرْضَهَا أَبَـدا!العِيْـدُ نَصْـرٌ مِنَ اللهِ العَزيزِ ، ومَـنْكـاللهِ مُنْـتَـصِرًا؟ تـاللهِ لا أَحَــدا!10حَـبيبتي في مَـوْجِ وَردِها الأُنـوثـيِّ تُحَـضِّرُ السِّـباعَ الضَّـارِيـَـةْفـصَخْرُ شامِـخٍ هَوَى يَهُـلُّ غَيْـــــمَةً، ودِيْـمَـةُ السَّـراةِ سَـارِيَـةْحَـضـارةٌ بـمـائـها ونـارِهــاتَسْقِيْ الثَّرَى حَليبَ سَاقٍ عارِيَةْ!11يـا زَهْـرَةَ الأُورْكِــيْــدَا(شَـامُ) الـشَّـذَا أَهْـداكِاسْـقِـيْ اليَـتامَى العِـيْدايَـرْتَـفُّ مِـنْ يُـمْــنَــاكِوارْوِيْ القُلُـوْبَ البِـيْـدامِـنْ عِـطْــرِ مَـنْ رَوَّاكِضُـمِّي العُيُـوْنَ الـسُّوْدَابـالحُـبِّ فـي مَـغْـنَــاكِهَنِّـيْ الشُّعُـوْبَ الصِّيْـدَابـالـنَّـصْـرِ فـي مَعْـنَـاكِعُـوْدِيْ لِـعَــادٍ هـُـوْدَاكَـمْ يَـسْرِقُوْنَ سَـمَـاكِ!سُـبـحانَ مَـنْ أَوْحَـاكِيـا زَهْـرَةَ الأُورْكِــيْـدَا!12طُهْرِيْ التي وَلَدَتْ مدايَ مَدينةً،مِنْ عِطْـرِها تَـتَـفَرْدَسُ البَـيْداءُ!فإذا تناهَى بِـيْ لعَصْفِ عَبيرِهاغَـيْمُ الغَرامِ تَسـاوتِ الأشـياءُلا شيءَ إلَّاها يَضُمُّ مَواجِـدِيويُعِـيْدُ رَسْمَ خَـرائطي ويَـشاءُهِيَ لا سِواها تَسْـتَـبِدُّ بأَمرِهـاوالكَـوْنُ وَهْـمٌ دُوْنَهـا وهَـبَـاءُ!13وإغمـاءةٍ فاضتْ حـريرًا ، تحـرَّرتْبها الآنُ مِنْ إِغماءةِ الرُّوحِ والجَـسَدْوهَبْتِ بها السَّاعاتِ ما ليس في النَّدَىولا في زُهـورِ الـنَّارِ منهُ مَـدَى الأَبَـدْصَهَرْتِ رِمالَ الوقتِ شَمسًا بساعتيوأَسقـيتِ منها والـدَ الجَمْـرِ ما وَلَـدْحَنانَيكِ ، هذِي مُهجتي ، فاشْرَبي بِهازماني، وهاتي مِنْ زَمـانَيكِ ما اتَّقَـدْ!14«ومِنْ نَكـدِ الدُّنيا على الحُـرِّ أنْ يَـرَىعَـدُوًّا لَـهُ ما مِـنْ» .. بُـنُـوَّتِـهِ بُـدُّعَـرَفْـتُ المَـودَّاتِ انـتِـعـالًا لِطِـيَّـةٍ،وكَـائِـنْ تَـرَى وُدًّا وفي طَـيِّـهِ الإِدُّبَـعيدةَ مهوَى النَّابِ في الناسِ. إِنَّـماعَـداوةُ ذاتِ القُرْبِ ما بَعْدَها بُعْـدُوما هـانَ في الدُّنيا شَـريفٌ كمَنْ غَـدَايُعَـوِّلُ في الحاجـاتِ والمُرتجَـى وَغْـدُفعِشْ واحدًا، فَرْدًا، قَصِيًّا عَنِ الوَرَى،إلى أنْ يجـيءَ اللهَ في المَحْـشَـرِ الفَـرْدُ!15سِـرٌّ ، سَرِيْـرٌ ، سُرُوْرٌ ، سُرَّةٌ فَـهَقَـتْمِنَ النَّـبِـيْـذِ ، وعَـرْشٌ راعِـشٌ شَـبِقُ!أَبْحَـرْتُ فيـهِ بِحِـبْريْ ، يَنْـتَشِـيْ ولَـهُرَيَّـا النُّـهُوْدِ وضَـوْءٌ هَجْسُـهُ عَـبِـقُ!في وَصْـلِ شامِـيَّـةِ الأَردانِ إذْ خَطَرَتْمَـعَ المسـاءِ مَـلاكًـا والمَـدَى حَـدَقُ!حَدَّقْتُ في صَوْتِها. مِنْ أَيْنَ يا قَـدَرِيْ؟صِرْفًا سَقَـتْنِيْ وكَـأْسُ العُمْـرِ يَأْتلِـقُوالتَـفَّتِ السَّاقُ بالسَّـاقِ. أَ تَلْثُـمُـنِيْ؟ثَـغْرِيْ اشْـتِهاءُ الذي يَسْتَكْنِـهُ الشَفَـقُبِـدايَــةً نُـعِـيَـتْ ، نِهـايـَـةً يَـنَـعَـتْ،ما لِـيْ وَثِقْتُ؟ ومَنْ في سارِقٍ يَـثِـقُ؟!هِـيَ الحـياةُ : بَـرِيْـقٌ راقَ مُـنْبـَـجِـسًافـي الصَّدْرِ آنـًا ، وآنـًا مُـوْحِـشٌ نَـزِقُلا تَـأْمَـنَّـنَّ صَـباحـًا رَفَّ مُـؤْتَـلِـقًـاعُـقْـباهُ طـارِقُ لَـيْـلٍ ، فَـجْـرُهُ أَلِــقُمِن ذا وذا رَعَفَتْ عُصْفُوْرَتِـيْ غَـدَهاواسْتَنْشَقَ الشَّرْقُ شَمْـسًا غَرْبُهـا شَـرِقُ!
(*) في هذه القِطعة (ذات الرقم 2) جَرَتْ عِلَّة (التشعيث)، وهي إسقاط أوّل الوتد المجموع من (فاعلن)، التي أصلها قبل عِلَّة (الحذف): (فاعلاتن)، فصارت (فاعلْ). وهي عِلَّة تجري مجرى الزِّحاف في عدم اللزوم في البحر (الخفيف) و(المجتثّ) و(المتدارك). ولم أقف على ورودها في (الرَّمَل)، الذي عليه هذه الأبيات.