الأحد ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٤
مسقط - عمان ـ من معن نداف:

شجرة كل المواسم في سلطنة عمان

"الفافاي".. سيقان عارية وإحساس مرهف

تعتبر السلطنة من البلدان الغنية بمختلف أنواع النباتات بسبب اتساع رقعة أراضيها واختلاف تضاريسها، ورغم المنظر القاحل الذي تبدو عليه معظم الأراضي العمانية إلا ان هذه الأراضي تضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والأشجار والمحاصيل المختلفة والتي تختلف من منطقة لأخرى حسب طبيعة كل منطقة ومناخها وتضاريسها.

ومن أشجار الفاكهة التي تتواجد في السلطنة شجرة “الفافاي” وهي عبارة عن فاكهة استوائية يكثر تواجدها وزراعتها في محافظة ظفار وتعتبر أهم الزراعات والمنتجات بعد الموز والنارجيل. وهي من حيث الشكل واللون وا! لطعم قريبة أو أشبه بحبة “مانجو” ضخمة. وكان معروفاً منذ القدم ان شجرة الفافاي تُهدى ولا تباع، وكان هذا العرف منتشراً عند مزارعي المنطقة الجنوبية أو محافظة ظفار، لكن الأمور تغيرت بعد ذلك وأصبحت النظرة لهذه الشجرة وثمارها نظرة تجارية وأصبحت تدر ثمارها أرباحاً على المزارعين وأصحاب البساتين الذين لديهم هذه الأشجار.

والفافاي من الأشجار التي لا تحتاج الى عناية مستمرة ومتابعة دائمة، وهناك من يقول “اترك البذرة وتعال بعد فترة لتجني الثمار” فهذا دليل على عدم حاجتها للعناية وقدرتها على النمو وحدها شرط ان تكون البذرة ! في أرض خصبة فيها طمي محلي أحمر وسماد، وتتوافر فيه مكونات الغذاء اللازمة لنمو الشجرة.

ويعتبر فصل الخريف أفضل الفصول لزراعة وغرس “الفافاي” لأن الجو يكون مناسباً من حيث درجة الحرارة، وتزرع هذه الشجرة أحياناً بين أشجار الموز والنارجيل ولكن من الأفضل زراعتها منفردة ولغرس شجرة يتم حفر حفر! ة عمقها 15 سنتيمتراً في مكان ملائم قريب من الماء وبعد وضع الشتلة فيه تترك حتى تنمو وتكبر. ويتراوح طول شجرة الفافاي من مترين الى خمسة أمتار. وتبدأ بإعطاء ثمارها عندما يصل عمرها الى حوالي ما بين ستة أشهر وسنة.

والشجرة المؤنثة هي التي تثمر وتكون عناقيدها قصيرة وأحادية الزهرة عكس الشجر المذكر الذي لا يثمر وعناقيده طويلة ولكل منها عدة أزهار وهي أي شجرة الفافاي دائمة الخضرة طوال العام وساقها طويلة وعارية وتحمل في أعلاها مجموعة من الأوراق المفصصة وأعناقها طويلة تتصل بالساق مباشرة وتحمل الأزهار والثمار.

وشجرة الفافاي حساسة لتأثير الرياح التي تستطيع تمزيق أوراقها، ولهذا السبب فقد يلجأ بعض المزارعين الى زراعة الفافاي بجانب أشجار النارجيل التي تقوم بحمايتها.

وشجرة الفافاي تتميز بأنها شجرة كل المواسم كما يقال لأنها من الأشجار ذات الاثمار المستمر وغير المحدد بأي فصل من فصول السنة.

وتتنوع ثمار الفافاي بين المستطيلة والمستديرة والكمثرية والثمار المستطيلة الأقل بذوراً والأكثر حلاوة. وقد دخلت السلطنة العديد من الأنواع المستوردة ذات الثمار الأكبر حجماً وان كانت أقل عدداً وأقل حلاوة وليونة من النوع المحلي. وعندما تبدأ ثمرة الفافاي بالنضوج فإن لونها يميل الى الاصفرار كما يحدث عند ثمار الموز، وتزداد حلاوتها ويصبح داخلها أو لحمها كما يطلق عليه أصفر أو برتقالياً به عدد من البذور السوداء التي كلما زاد عددها كانت ثمرة الفافاي أحلى مذاقاً.

ويتم قطف الثمار عندما تبدأ بالاصفرار أو عندما تنضج، في حين يتم قطف بعض الثمار قبل نضجها في حال سيتم ارسالها لمناطق بعيدة أو تصديرها. لهذا يتم تفضيل الثمار غير الناضجة أو التي ما زالت خضراء.

ويصل عمر شجرة الفافاي الى أربع أو خمس سنوات.

فوائد: كغيرها من الأشجار التي تجود بها الطبيعة وتقدم ثماراً لذيذة. فإن فوائد الفافاي كثيرة. وتركز معظمها في الجانب الطبي، حيث يعيد الكثيرون لثمار الفافاي فوائد طبية منها ازالة الصفراء وعلاج بعض حالات الأمراض العصبية وفتح الشهية، كذلك فهي مدرة للبول وتساعد على التخلص من الحصى الموجودة في المسالك البولية. ويقول البعض ان تناول ثمار الفافاي يمنع البدانة ويشفي كثيراً من أمراض الجلد.

وبما ان الفافاي ثمرة تلعب الطبيعة دوراً كبيراً في نموها وحياتها فإن ثمارها غنية جداً بالفيتامينات. وتساعد على الهضم وتليين المعدة، ويقال ان ثمارها مفيدة لمرضى السكري. وهي غنية ببعض المواد الكربوهيدراتية والعناصر المعدنية الضرورية للجسم.

كما ان تناولها يفيد في معالجة وتجنب قرحة المعدة لاحتوائها على أنزيم “اليابين” ذي القدرة على هضم مختلف البروتينات وتستخدم خميرته لسرعة انضاج لحوم الذبائح الكبيرة السن القاسية.

وللفافاي استعمالات كثيرة وفي شتى المجالات المتعلقة بالطعام وثمارها تؤكل اما طازجة مثلجة كالشمام والجح والبطيخ. وقد تطبخ مثل القرع العسلي مع إضافة السكر اليها، وتدخل ثمرة الفافاي في صناعة الفطائر والحلويات كما تدخل ثمارها الخضراء غير الناضجة بشكل كامل في صنع بعض أنواع السَلَطات، أما ثمارها الخضراء بالكامل والصغيرة الحجم والتي تكون في بداية نموها فإنها تستخدم في صناعة المخللات.

ويقول أحد العمال في محل للعصائر: الطلب على الفافاي مقبول والناس أصبحوا يتقبلونه كعصير بارد مثل المانجو خاصة ان الفافاي يشبه المانجو سواء في اللون أو حتى في الطعم كما انه يتوافر بشكل مستمر على مدار العام، وان هناك بعض الوافدين يحبذون هذه الفاكهة وبالتحديد عصيرها.

اما حفيظ الذي يعمل في محل لبيع الخضار والفواكه فقال: ان الطلب على الفافاي مقبول فهو ليس كبيراً كما هي حالة المانجو ولكنه جيد. والبعض يطلب ثماراً عدة والأكثرية تطلب ثمرة واحدة، كونها كبيرة وتكفي أكثر من شخص.

أما بالنسبة لنوع الفافاي المطلوب فقال حفيظ: الفافاي جميعه يأتي من صلالة حيث يزرع هناك ويتواجد بكثرة وأسعاره مقبولة وبمتناول الجميع. ومعظم الذين يشترونه يبحثون عن الثمرة الصفراء الناضجة وقليل من الزبائن من يطلب بعض الثمار غير الطازجة الخضراء ولكن لا أدري لماذا تستخدم وان سمعت ان البعض يحبذ تناولها خضراء أو قليلة النضج

"الفافاي".. سيقان عارية وإحساس مرهف

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى