

سوق الشوام في حيفا
سوق الشوام في حيفا يلخص الحال الطبيعية التي تقول بأن حيفا ودمشق شقيقتان وتوأمان من جسدٍ واحدٍ. كان هذا السوق واقعاً قرب حارة الكنائس، وبالقرب من ساحة الجرينة، مقابل الجامع الكبير (جامع الاستقلال الذي كان يخطب فيه الشهيد عز الدين القسام) في قلب مدينة حيفا، وقد غلب عليه حضور ووجود التجار الدمشقيين من أبناء مدينة دمشق، الذين امتدت محالهم التجارية داخل السوق، فيما اختص السوق ببيع المنسوجات والأقمشة المختلفة والقطنيات والمناشف والبرانص والملابس الداخلية، اضافة للأحذية وغالبيتها من صناعة دمشقية. ومن بين تلك المحلات كانت محلات تعود للعائلات الدمشقية التالية (ملط، ملص، تابري، حجار، حجازي، نارتو، الملقي، حوتري، حوارنة، فواز، كشورة، السروجي، الكناني، أصفر، الزعيم، الخطيب، مظفر الحموي، المهايني، دوماني، آغا، عنبري، العسلي، النجار، أبو نعيم العسل …) ومن المحال التجارية الشهيرة في سوق الشوام كان محل أبو معروف الشامي صاحب حانوت (العشرة بقرش) الشهير في سوق الشوام في حيفا.
في سوق الشوام كنت تجد كل شيء تقريباً، حيث كنتَ تجد فيه من المرَق حتَّى الورَق والعَلَق، ومن الحامض إلى الحلو، ومن الإبرة حتَّى الوِزرة.
مواطنة فلسطينية من جداتنا من جيل ماقبل النكبة، مازالت على قيد الحياة، تستحضر عبر ذاكرتها الحية سوق الشوام في حيفا قبل النكبة، فتقول:
وسوق الشوام عالدوام بافخر القماش ملياناحسن جهاز للعرايس وبدلات جوخ للعرسانواحذيه اخر موديل وجميع انواع الاكسسوارومحل الصايغ قطوف فيه طلبات العروسمحل الصايغ العجمي معامله حسنه و مشهور
وفي سوق الشوام في حيفا وبالقرب منه، كنت تجد أيضاً محلات تجارية لتجار من مدينة نابلس، منها محلات عائلة الخروف وستيتية وملحيس … وفي سوق الشوام أيضاَ محل ابو معروف اللبناني من عائلة كساب، وهو محل تجاري انشهر جدا في حيفا قبل سقوطها، اضافة لمحال المثلجات، التي تقول فيها جميلة جهشان:
ما احلى ايام زمان لما كنا اولاد صغارنسكن بحارة الكنائس كانت احلى ايامجارتنا ماري غوروس مشهوره بعمل البالوظهتسكبها بصدر نحاس ملونه بكل الالوانبماء الزهر مطعمه وبالمكسرات مزينهنشتري منها كبار وصغار تسترزق وترجع عالداروكل يوم تعمل صدر بالوظه طازه وتبيع حتى في يوم العيدو مابننسا بوظة جارنا محمود اطيب بوظه بالوجودكان ينادي ويقول حليب وإيما يا بوظه ثلاث الوان الفوركيتهنتجمع كل اولاد الحي ونشتري من محمود بوظهاجود بوظه حيفاويه طعمتها بالمستكا شهيه وبالفستق الحلبي غنيهافضل بوظه بحر الصيف بتتقدم لاعظم ضيفشو شربنا شراب جلاب يا زبيب فيه صنوبر مع زبيبوشراب التمر هندي بتقدم للافنديوشراب العرق سو س بالكاسات الفضيهمنعش وطعمه لذيذ
مشاركة منتدى
16 حزيران (يونيو) 2018, 19:36, بقلم دكتورة روزلاند كريم دعيم من حيفا
جميلة جهشان تكون خالتي أخت والدتي وقد نشرتُ هذه القصيدة بعد إذنها بدراساتي حول الذاكرة الشعبية.
ويسعدني أن أقرأها بهذا الموقع لأهميتها الحضارية.
مع خالص الودّ
د. روزلاند دعيم
باحثة في الثقافة الشعبية وناقدة أدبية.