رشاد ابو شاور (ابو الطيب)...
من تجليات القدر وارتسماته أن يرحل الاديب الفلسطيني الألمعي في حضوره ودوره عبر سنواتٍ طويلة من عمر الكفاح الفلسطيني المعاصر، الملتزم، الصديق رشاد أبو شاور (ابو الطيب) في ذات يوم استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله...
أبو الطيب الذي ناله المرض وتفاقم. لكن معنوياته زادت ارتفاعاً وتألقاً مع صمود شعبنا في عموم فلسطين. وصمود لبنان وشعبه. وهو المحب للبنان الوطني ومقاومته...
رحل رشاد أبو شاور (ابو الطيب) في ذات يوم رحيل واستشهاد من كان يعشق روحه الكفاحيه، ويعتبر مصدراً من مصادر الإلهام بالنسبة لقضيته الوطنية الفلسطينية...
ابو الطيب عاش ردحاً طويلاً من الزمن في مخيمات بيروت. وفي مخيم اليرموك الذي أقام به سنوات طويلة فعشق كل شيء به كما عشق دمشق و (حي جوبر)، دمشق التي انتمى أثناء ولوجه اليها أواسط ستينيات القرن الماضي الى الجبهة الشعبية/القيادة العامة...
كانت نشأة وولادة ابو الطيب في فلسطين. وقد لجأ من قرية (ذكرين) المحتلة عام ١٩٤٨ قضاء الخليل. واقامت عائلتهم في مخيم الدهيشة... لذلك كانت الجملة المُحببة عنده عندما نطلقها عليه ( رشاد الدهشاوي)...
كان قي سيرة حياته في مخيم الدهيشة يدوّن ويكتب كأنه يكتب عني في سيرتي في مخيم اليرموك، من يوميات طفولة اللجوء ومدارس الأونروا ومستوصفاتها وإشاتها وحليبها ..الخ... فتراجيديا النكبة وحدتنا جميعاً في مخيمات اللجوء والشتات...
من طرائف رشاد ابو شاور (ابو الطيب) أن وقف مُقاطعاً قائد فلسطيني أثناء القاء القائد المعني محاضرة سياسية، وكانت القاعة تغص بالحضور (قاعة اليونسكو) في بيروت ايام الانقسام الفلسطيني الفلسطيني عام ١٩٧٤ بين (جبهة رفض وجبهة التسوية). قاطعه قائلاً موجهاً سؤاله للجميع قائلاً : وين كامل ياجماعة... وين كامل...كامل وينو...؟
بدأ الحضور بالتلفت يمين ويسار ليتعرفوا على كامل... ومن يكون كامل واين هو ...
لكن كامل المقصود بكلام ابو الطيب أنَّ القائد الفلسطيني المومأ اليه قال جملة وكرر إعادتها : تحرير التراب الفلسطيني مُسقطا كلمة (كامل) منها بدلاً من قوله كامل التراب الوطني الفلسطيني...
هذا هو ديدن الصديق الوفي والمخلص ابو الطيب رشاد ابو شاور الذي جمعتني معه قيم الصداقة والإخوة والرفاقية. والذي كان من بدايات (ج ش ق ع). وانتقل عام ١٩٧٦ الى (ج ت ف)...
رحمه الله. رحل في يوم شهادة سماحة السيد. لتبقى ذكراه راسخة في سجل شعبنا...
التقينا معاً اخر مرة عندما ودعنا بعضنا قبل شهرين تقريباً في جلسة بإحدى مطاعم دمشق في (شارع الطريق المستقيم) أثناء قدوم الامين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين مراد السوداني والوفد المرافق لدمشق... وكان ابو الطيب يتكأ على عكازه وهو الذي كان شعلة في التوهج النشاط عندما تعرفت عليه وكنت في حداثة عمر الفتوة...
رشاد ابو شاور (ابو الطيب) من أصحاب القامات الثقافية في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة وروادها... كان أثناء حصار بيروت منهمكاً بإصدار المطبوعة اليومية الى جانب فريق العمل المطبوعة المعنونة بـــ (صدى المعركة). مثل الشهيد علي فوده (من مخيم نور شمس قرب طولكم وبالأساس لاجىء من قرية قنير قضاء حيفا) في مطبوعة (الرصيف) التي كان يوزعها على المقاتلين في خطوط القتال أثناء معركة بيروت. وهو صاحب كلمات اغنية (إني اخترتك ياوطني)....
وداعا ابو الطيب رشاد ابو شاور رجل القيم والمبادىء...