سرقة مخطوطات "داود" فتحت ملف الآثار اليهودية
يبدو أن مخطوطات "مزامير داود" ستظل على غموضها القديم حتى نهاية الزمان، ولكن غموض هذه الأيام يكمن في تعرضها للسرقة منذ عدة أسابيع، ثم العثور عليها في ظروف مثيرة، ولأن مصر تمتلك ثروات أثرية أخرى غير "المزامير" مثل لوحة خروج بني إسرائيل، فإن ما حدث مع "المزامير" الأسطورية ربما يتكرر مع مخطوطات أثرية أخرى لا سيما ما يتعلق بآثار اليهود القديمة. أصابع الاتهام تشير دائماً الى اليهود والإهمال في متاحفنا، وإذا كانت الظروف قد أتاحت لا استعادة "مزامير" السحر والتنجيم، فإن الأمر ربما لا يسلم في المرات القادمة، خاصة أن اليهود يتحرقون شوقاً لسرقة هذه المخطوطات الثمينة، ولكن ما حكاية "مزامير داود" الساحرة والغامضة؟!
كان غريباً أن نسأل الدكتور حجاجي إبراهيم، أستاذ ورئيس قسم الآثار بآداب طنطا وكفر الشيخ وعضو مجلس إدارة المتحف القبطي سابقاً، عن مزامير داود فيرد بالحديث عن أهل الثقة والخبرة والاهمال الذي يؤلمه كثيراً، إذ قال: "قبل الحديث عن سرقة المزامير أو عدم سرقتها لا بد أن نعترف بأن سبب ما يحدث هم أهل الثقة وليس الخبرة بمعنى أن المسؤول عن حماية التراث أو قطاعات من الآثار لا بد أن يكون "خفيف الظل" ولا يهم أن يهتم برعاية ما يكلف به من آثار باعتبار أنه راع، وكل راع مسؤول عن رعيته.
والمزامير التي عادت هي سفر الزبور المنسوب الى داود عليه السلام وهو عبارة عن مائة وخمسين قطعة والنسخة القبطية تزيد واحدة فيكون العدد مائة وإحدى وخمسين والمزمور الزائد هو أقوى المزامير ويستخدم في السحر كما يقولون وجميع المزامير مترجمة الى اللغة العربية والزبور موجود في "الكتاب المقدس" وهو يشتمل على التوراة والزبور والإنجيل ولكنه لا يشتمل على المزمور رقم 151 الذي يبدأ "صغيراً كنت في إخوتي وحدثا في بيت أبي. . ونزعت العار عن بني إسرائيل هللويا".
ويضيف د. حجاجي أنه يجب الاهتمام بشكل واسع النطاق بمثل تلك المخطوطات لأنها مستهدفة من جانب اليهود خاصة إذا علمنا إن وثائق "الجنيزة" خاصة بتراث اليهود في مصر، تم العثور عليها في حوش، مقبرة – بمنطقة البساتين وأعتقد أن اليهود كان لهم يد في سرقتها لأنهم يحاولون تجميع وسرقة كل ما يؤكد حقوقهم التاريخية ويدمرون كل ما يدين إسرائيل ويدينهم مثل لوحة السبي البابلي التي سرقوها من متحف بغداد بعد انتهاء الحرب على العراق، ولوحة السبي البابلي تحكي قصة الملك نبوخذنصر ملك بابل الذي دخل القدس بجيش عظيم وهزم اليهود هزيمة منكرة وساق أعيائهم وكبراءهم وعلماءهم أسرى الى بابل عام 586 قبل الميلاد.
ويتساءل الدكتور حجاجي عن كيفية فتح "الفاترينة" الزجاج المعروض فيها نسخة المزامير لكي تضيع ثم يتم العثور عليها خاصة أن فتحها لا يتم إلا بمعرفة لجنة ومحضر رسمي. ويطلق صرخة تحذير قوية للمحافظة على لوحة الحدود المسماة خطأ لوحة خروج بني إسرائيل وهي مشرحة للسرقة، من وجهة نظره. وكذلك الحفاظ على مزمور الخروج وهو موجود في مقابر البجوات في واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، لأنه قد يأتي من يطمس جدارياتها لصعوبة نقلها وسرقتها وهي مهمة أهمية مخطوطات نجع حمادي التي بها جزء من التوراة حيث سرق منها جزء وحرق آخر وتم التحفظ على الباقي في المتحف القبطي ووثائق الجنيزة والمزامير.
السحر اليهودي
وأضاف د. حجاجي أن مزامير داود النبي عليه السلام، يستخدمها اليهود في السحر منذ زمن بعيد والتاريخ يذكر أن علماء بني إسرائيل عندما رجعوا من أرض بابل، السبي البابلي، بعد مائة عام كما في القرآن الكريم أو بعد سبعين عاماً كما في تواريخ بني إسرائيل لم يكفوا عن استخدام المزامير في السحر وألفوا فيها كتباً منها كتاب "التلمود" لدرجة أن "العالم" منهم كان يدخل على المريض بأي مرض فيجزم على الجان ويبخر ويقرأ بعض الآيات وينظر في النجوم ويكتب بزعفران وماء ورد كتابة على قطعة جلد أو إناء ماء ويأمر المريض بتعليق المكتوب عليى ثيابه أو يشرب الماء ويتفل فيه موهماً أنه حوى عليه، ويصب ماء على تراب صانعاً طينا ويطلي به موضع الجرب أو الحكة ووجع العين والأذن، وأي منطقة مصابة في الجسد فإن شفي المريض بإذن الله قال: لقد شفى ببركة عملي. وإن لم يشف: لأنه قليل الإيمان لم يؤثر عملي فيه.
والسحر اشتهر به اليهود رغم أنه منهى عنه في التوراة حيث يقول الله جل وعلا لبني إسرائيل على لسان موسى عليه السلام في التوراة بقوله: "لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عانف ولا متفائل ولا ساحر".
وحول خطورة فقدان المخطوطات يؤكد الدكتور حجاجي أنه تؤثر بشكل سلبي على الأبحاث العلمية لأن الباحثين يعتمدون عليها في أبحاثهم ولذلك يطالب بأن يكون مسؤولو المتاحف مثل المتحف القبطي والإسلامي واليوناني والروماني يتبعون وزير الثقافة مباشرة لأن خلط المسؤولية قد يؤدي الى كارثة إن لم يكن قد أدى بالفعل.
السحر بالمزامير
ولكن ما حكاية "المزامير" وكيف يستخدمها اليهود في السحر؟ سؤال يدخل بنا في مساحات شديدة الالتصاق باليهود واليهودية القديمة، إذ لم يشتغل أناس بالسحر مثلما اشتغل بنو إسرائيل، اليهود، على مدار تاريخهم منذ موسى عليه السلام رغم أن السحر والاشتغال به حرمه الله عليهم في توراتهم. ولكنهم احترفوا السحر مستعينين بالمزامير، مزامير داود النبي المنسوبة اليه والى ولده نبي الله سليمان عليه السلام، وحكاية "السحر الإسرائيلي" أو سحر اليهود بدأ في زمان موسى عليه السلام حينما كان الأشرار لا يعبدون الله عز وجل ويعبدون تماثيل من حجر أو خشب، وكانت الأبالسة، وهم الشياطين، يكلمون الناس وهم لا يرونهم ويتلبسون أجسادهم ويصرعونهم على الأرض ومن شدة آلام الصرع يستغيثون بالتماثيل ويطلبون من القائمين عليها عمل أي شيء يشفيهم من أمراضهم، ولما ازداد اعتقاد الناس فيهم ادعوا أنهم يعلمون الغيب ويحددون ويعرفون مواقع النجوم وقادرون على تغيير النحس الى السعد وطرد الأرواح الشريرة المتلبسة الأجساد.
كما ادعوا أن السحر له تأثير في حياة البشر ومن خلاله يفرقون بين الرجل وزوجته وأنهم ورثوه عن الأجداد الذين كانوا يوقدون النيران لعمل "الأعمال"، للضرر والنفع وقد سجل التاريخ أعمالهم وسجلتها أيضاً الكتب السماوية.
ففي التوراة، العهد القديم، يقول الله عز وجل لبني إسرائيل في شخص موسى عليه السلام: "متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك، لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم، لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عانف ولا متفائل ولا ساحر، ولا من يرقى رقية ولا من يسأل جانا أو تابعه، ولا من يستشير الموتى لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب، ويسبب هذه الأرجاس - جمع رجس - الرب طاردهم من أمامك، تكون كاملاً لدى الرب إلهك، إن هؤلاء الأمم الذين تخلفهم، يسمعون للعانفين والعرافين وأما أنت فلم يسمح لك الرب إلهك هكذا".
تسخير الجن
ورغم وضوح النص التوراتي في تحريم السحر وإيقاد النار وحرق الابن أو البنت لعمل السحر وغير ذلك من سؤال الشياطين في جلسات تحضير أرواح الموتى لاستشارتهم في شؤون الدنيا، فإن علماء بني إسرائيل خالفوا هذا الحكم وتلك النصوص وازداد اشتغالهم بالسحر بعد السبي البابلي أي بعد موسى عليه السلام بألف وخمسمائة سنة عندما ضج علماء اليهود المسبيين لما رأوا من ضيق العيش بعد أن كانوا في سعة من المال احتالوا على أهل بابل وزعموا أنهم يعرفون أعمال السحر والتنجيم وخواص الأسماء والأشياء وتفريق الرجل وزوجته.
واقتنع الناس بحكاياتهم وروجوا لها بين الجهلاء ثم قووها بحجج منها أن نبي الله سليمان عليه السلام كان يسخر الجن في بناء التماثيل والمعابد والمدن وقالوا إنه سخرهم بكتاب السحر الذي تعلم منه عمل العزائم وصرف الجن ولم يقولوا إن الله الذي أمرهم أن يطيعوه ولم يكتفوا بذلك ولكنهم قالوا إنهم مثل سليمان في معرفة ما في هذا الكتاب رغم أن حكم الساحر أو الساحرة هو القتل حيث جاء نص في التوراة بقوله (لا تدع ساحرة تعيش).
ويسمي اليهود علم السحر بعلم الكف لأن السحر في العبرانية معناه "الكف" ويسمون العرافة التي تتنبأ بما سيكون في المستقبل بعلم تيسيم وهي معنى العرافة في اللغة العبرانية.
ولكن كيف استخدم العبرانيون اليهود والاسرائيليون المزامير في السحر؟
الدكتور أحمد حجازي السقا، الأستاذ في كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، يقول في كتاب مزامير النبي داود في السحر والتنجيم المزمور رقم 128 مثلاً والذي يبدأ بـ (أحقاً بالحق الأخرس تتكلمون بالمستقيمات تفضون يا بني آدم الى نهايته) إذا قرأن الانسان 7 مرات وكتبه وحمله فإن الله يرفع ضررهم وتأمين شرهم وكذلك يفك السحر أو العمل أو العقد إضافة الى أنه إذا أراد الدخول على السلطان أو الحاكم الذي يخشاه فإنه يجب كتابة المزمور ومعه بعض الحروف، الطلاسم، ثم يقوم بتبخير المكتوب فيها المزمور والأحراف بحصا لبان ويحمله على رأسه وإذا كان لك قريب أو أخ غائب، كما يزعم اليهود، وأردت أن يعود سريعاً، فيجب كتابة المزمور على جلذ غزال بالزعفران على اسم الغائب فيتم المراد.
أما المزمور رقم 87 والذي يبدأ "يا رب إله خلاص بالنهار والليل صرخت أمامك. . الى آخره" إذا قرأه إنسان مدة 10 أيام وهو صائم بشكل متوال كل يوم 10 مرات على اسم "العدو" فإن الله يهلكه ويوقف شره وإذا كان إنسان في سجن وقرأن وهو صائم لمدة 3 أيام متوالية فإن الله يخلصه وإذا كتب في ورقة أو على رق – جلد – غزال ويقوم بتبخيرها بميعة وسندروس على اسم من تريد ويتم حفظها في أنبوبة قصب فارس، وتم تعليقه على نافذة شرقية فإن الخصم يحضر بسرعة وإذا قرأه الشخص وهو صائئئئم 179 مرة إذا تمت تلاوته 7 مرات على رأس بنت لم تتزوج لمدة 7 أيام بشرط أن يتم تمشيط شعرها تتزوج.
أما المزامير التي تشفي الأمراض مثل "الحمى المثلثة" والرعدة فيأتي المزمور 105 من مزامير النبي داود ويتم كتابته مع طلسمات معينة وتمحى بعد أن تكتب في وعاء به ماء وتشرب يبرأ الشخص المريض.
أما المزمور 124 الذي يبدأ بالمتوكلون على الرب مثل جبل صهيون فإذا كتب بدم حمام أبيض وتحمله وتقابل من أردت من الحكام فإنه يجلب القبول، وإذا كتب وعلق للمرأة الحامل فإنها تضع بسهولة وإذا علق على الذراع اليمنى لرجل يعاني من حصوات في الكلى فإنه يشفى (حسب زعم اليهود).
مشاركة منتدى
27 آب (أغسطس) 2003, 10:26, بقلم aminelshawaf
انا عاوز اقراء مزامير داود
عرض مباشر : انا معنديش اى معلومات
17 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 16:36, بقلم عاوز
غيرك ما طالوهاش يا عاوز؟ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
12 آب (أغسطس) 2005, 20:28, بقلم أبو هندي
كتب صوفية المسلمين تعج بسحر اليهود وخير مثال على ذلك كتاب شمس المعارف ومنبع أصول الحكمة للبوني والفلكي الطوخي والمغاوري والمغربي والتلمساني وآلاف غيرهم من العرب .. جميع سحر اليهود يستخدمه العرب المسلمون ويلبسونه هالة من التقديس والتوقير لإيهام عوام المسلمين بأن ما في كتبهم هو نفحات الأولياء من المسلمين الصالحين.
7 تشرين الأول (أكتوبر) 2005, 01:14, بقلم miko
ليس لدى رسائل معينة ولكن كل ما اريده هو الأطلاع فقط على ما أريد
6 شباط (فبراير) 2007, 20:34, بقلم حماده موسىمحمد
ما هو الرد على خذا المقاله
عرض مباشر : سرقه المخطوطات
20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, 16:48
للأسف اكتير صحيح
19 أيار (مايو) 2010, 01:17, بقلم دانية
سؤال هل لليهود حق في فلسطين؟
20 كانون الثاني (يناير) 2009, 19:04
كنت احب اخدمك وادلك والله يانجم اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه
19 تموز (يوليو) 2019, 02:42, بقلم farid
أسئلة.لكشف عن الدفائن .الكنوز
19 تموز (يوليو) 2019, 02:47, بقلم farid
اي عنوان اجد كتاب تسخير الجن