سبّحْهُ
بلا ماءٍ بلا نورٍ
بلا مأوى بلا مددِ
بلا أرضٍ بلا بحرٍ
بلا حدٍّ بلا بلدِ
وفي التسبيح ما يُرويْ
ظما الأرواحِ والمعِدِ
وما يُجلي غبارَ القصْــفِ
والبلْوى عنِ الخَلَدِ
وما يُلجي وداد الرّو ح
من ثلجٍ ومن برَدِ
وما يُطفي لهيبَ الفقْـدِ
للأحبابِ والسنَدِ
وما يَهدي ملائكة السما
للنّفس والكَبِدِ
وما ينجو بهِ أملٌ
لمن يُنجيهِ لم يجِدِ
فسبّحه وعن دربٍ
به المختارُ لا تحِدِ
مشى فيه الجدود فخلْ
لصوا الدنيا من الأودِ
وعنه حادَ أبناءٌ
فزادتْهُم من العُقدِ
وسبّحه وعن طُرقٍ
بها الشيطانُ فابتعدِ
وللنهج الذي لم يُنْـــصفِ
الإنسانَ لا تعُدِ
تبنّاه أخٌ ما زاد
فيه ومعْهُ لم يزدِ
فعاش وعيّش الأتباعَ
في ذلٍّ وفي كَبَدِ
وسبِّحه وجُدْ نصرًا
لهُ بالمالِ والجسَدِ
ولا تبخلْ إذا جمعَ
العِدا بالنّفسِ والولَدِ
تفُزْ إمّا بفردوسٍ
تُنَعَّمُ فيه للأبدِ
يُظِلّكَ عرشُ من رفَعَ
السّما رفعًا بلا عمَدِ
وإمّا بانتصارٍ لم
تذُقْهُ العُربُ مُذ أمدِ
به تحيا عزيزًا لا
تريدُ العطفَ من أحَدِ
ومعْهُ لا تَعودُ لسيْـيِدٍ
إنْ أنتَ لم تسُدِ
فسبّحه ولا تسهو
عن القرآن والصّمَدِ
وسبّحه ولا تحصُرْ
إذا سبّحتَ في عدَدِ