

زُهُورٌ وَخُبْزٌ
صوتُ مُنَبِّه القَنابِل الموقوتة يُوقِظهُ من نومهِ المُتقطِّعِ، يستنشقُ هواءً معبّأً برائحة الأحزان وأنين الأمهات الثكلى
تُزهَقُ أرواحٌ لِتُحلّقَ في السماء، بينما تبقى الأجسادُ المُهَشَّمَةُ شاهدةً على لوحةٍ سريَاليةٍ للفَنَاءِ.
تهدأُ الحياةُ قليلًا، فيمسَحُ الغبارَ عن نافذتِهِ الضبابيّة، يفتحُها ويُنَاجِي ربَّ السماء كعادتهِ اليوميّة، تتساقطُ دموعُه الساخنةُ على وجنتيه.
ينظرُ بعدها إلى طائرٍ يحتضنُ صغارهُ بجناحيه، يشعرُ بجوعهم، فينطلقُ لجلب الطعامِ لهم.
يلمحُ من يتربّصُ بهم وهو صامت لا يحرك ساكنا، يرى حيّةً انتهزتِ الفرصةَ وراحت تهاجمُ الصغار.
يندفعُ لإنقاذهم، لكنه يتوقفُ عند جذعِ شجرةٍ مربوطٍ بها كلبٌ شرسٌ ينبحُ بقوّة.
يراقبُ المشهد بعيون يملؤها الحسرة، الحيّةُ تلتهمُ صغيرًا تلوَ الآخر.
يذرفَ الدمعَ على عجزهِ، يعود الطائرُ سعيدًا برغم النَّصَبِ، يحملُ الطعامَ في فمهِ، يبحثُ عن صغارهِ في كلِّ مكان.
يسقطُ منه الطعامُ، فيلتهمُه الكلبُ الجائعُ أسفلَ الشجرة.
يحدّثُ نفسه:
– هل أنا جبانٌ إلى هذه الدرجة؟
– لماذا لم أمنع تلك الحيّةَ من التهام الصغار؟
– هل خفتُ من هذا الكلبِ الذي يحرسُ الجريمة؟.
يرجعُ إلى بيتهِ، مثقلًا بالهمومِ والأوجاعِ ودموعٍ محبوسة.
يُخرجُ بناتهُ من المخبأِ السريّ، خوفًا عليهنّ من القنابل.
يقلنَ له بنبرة يشوبها الوجع:
– ونحنُ جوعى يا أبي.
يتذكّرُ الطائرَ وصغاره، يهمُّ بالخروجِ، لكنه يتردّد.
يحدّثُ نفسه: "الفتيات لا ذنبَ لهنَّ، إنّهن يتضوّرنَ جوعًا... يجب أن أجلبَ لهنَّ الخبز."
ينطلقُ، ومن فوقه طائرٌ يُحلّقُ بجناحيهِ، يبحثُ مثله عن طعامٍ لصغاره.
يتوغّلُ في جحيمِ الطرقِ، بين الدروبِ المكتظةِ بالأشلاءِ، وطيورٍ جائعةٍ تنهشُ الجثث.
يشمئزُّ من المشهدِ المقيت، وكلّما مرَّ على مخبزٍ، وجده مُطفأ النيران، والخبّازُ واقفٌ أمام تنورِهِ، يرثي غيابَ الطحين.
يحاولُ أن يواسيه، لكن بقلبٍ شاحبٍ ونحيبٍ مكتوم. يتركهُ ويمضي، يترجّلُ بين الأزقةِ التي لا يُسمعُ فيها سوى الصمت.
فجأةً، يشمُّ رائحةَ الخبز، يهرولُ نحوها، يُعطيه الخبّازُ آخرَ أرغفةٍ خرجتْ من التنّور، يشكرُ الله وينطلقُ في رحلةِ العودة.
يسمعُ دويَّ انفجاراتٍ بالقربِ منه، ينبطحُ أرضًا، ترتعشُ أنفاسُه، وينقبضُ قلبُه كأنّما صُبَّ عليه الثلجُ في ليلةٍ قارسة.
تأتي إليه أختُه الكبرى، تهرولُ نحوه، تغطّيه بالمنشفةِ، تحتضنه، ثم تحملهُ على كتفيها، وتمضي بين النيرانِ المشتعلة، باحثةً عن مخبأٍ آمنٍ.
يفيقُ من وهمهِ، من الذاكرة الواهنة التي أضناها الفراق.
يمصمص بكلمة يا ليتني
ولكنها لن ترجعها إلى الحياة ..
يقفُ، ينفضُ الغبارَ عن أرغفةِ الخبزِ التي جلبها لبناته الصغيرات.
يمضي بين الجثثِ التي خلّفتها الانفجارات، يخرجُ الجميعُ من مخابئهم، يبحثون عن ذويهم.
يسمعُ صدى خطواتِه على الأرضِ الصلبة التي خضبت بالدماءِ، بينما يملأُ الغبارُ حلقَهُ وأنفَهُ.
يسمعَ صوتَ القنابلِ، ينبطحَ، تستمرُّ الأصواتُ المزعجة، من بين النهوضِ والسقوطِ، تمرُّ أمام عينيه صورٌ ممزّقةٌ من حياته؛ أفراحٌ وأحزانٌ مبتورةُ الأطراف، يترنح تارك الحياةَ تحكمُ مسيرَه.
يرى الناسَ من حولهِ ينهضونَ ويسقطونَ، كلٌّ على طريقتِه، ومع ذلك، ما زال مُحتفظًا بالخبز.
تذرفُ عيناهُ الدمعَ، لا يدري أهو من أثرِ الغبارِ أم حزنًا على أختِه التي سُحقت أمامه؟
لم يتبقَّ منها سوى يديها اللتين كانتا تَربُتان عليه وقتَ الخوف.
هل يُلامُ على انشغالهِ بالخبز وقت موتِها؟
– أنتم لا تفهمون. النضالُ يضيقُ حتى يصبحَ مجرّدَ وضعِ لقيماتٍ في أفواهِ الصغار.
يضعُ أرغفةَ الخبزِ على أريكةٍ محترقة، لكنها ما زالت تحتضنُ باقةَ زهورٍ بديعة.
يأخذُ نفسًا عميقًا، يمسكُ بالزهور، ينتظرُ زوجتَهُ، لعلّها تخرجُ حيّةً أو ميتةً من المخيّمِ الذي قُصفَ منذُ زمنٍ طويل.
– ربّما لا تزالُ على قيد الحياة!"
يُسرعُ خُطاه، يفكّرُ:
– لو كنتُ أسرعَ بالأمس، لكنتُ لحقتُ بها، وأعطيتُها هذه الزهور وأرغفة الخبز، واحتضنتُها قبل أن تموتَ أمامي.
يتذكّرُ أوّل لقاءٍ جمعهما…
كانت صبيّةً جميلةً، تمسكُ بالنقودِ لجلبِ الخبز، لم تجرؤ على دخولِ الزحام.طلبَ منها أن يُحضِرَ لها الخبز، فوافقت، وأسرعَ يخترقُ الجموعَ الغفيرةَ حتى تمزّقتْ سترتُه.
شكرتهُ، ثمّ أخبرته بأنّ سترتَه قد تمزّقت، لكنّه كان يعلم أنّ ما تمزّقَ حقًا هو قلبُه.
جلسا في الحديقة، أخرجتْ من حقيبتها إبرةً وخيطًا، وراحتْ تخيطُ سترتَه، وكأنّها تُعيدُ جمعَ أشلائهِ المتناثرة.
دوّى صوتُ الضجيجِ فجأةً، تقدّمتْ عرباتُ شرطةِ الاحتلال، وقبضوا عليه بتهمةٍ لم يرتكبها، وزجّوا به في الأسرِ لثلاثِ سنوات.
خرجَ ليجدها ما زالت تنتظرُه… فتزوّجا.
كلُّ يومٍ، يخرجُ لجلبِ الخبزِ وباقةِ زهور، يضمُّها إلى صدره، ويمضي.
يتبخر طيفها مع رياح الصمت
يعودُ إلى بيته، ينادي بناته، يتقاسمُ معهنَّ الخبز، ينظر إلى الطائر بنظرة يملؤها الحسرة , يرى دموعه النازفة تحرقه قلبه
يمضغُ الخبزَ ببطء، ينظرُ إلى بناتهِ اللاتي يلتهمنَ الأرغفةَ بفرحٍ طفوليّ، كأنّ العالمَ من حولهنَّ لم يتهدم.
في داخلهِ تنهشهُ أسئلةٌ لا إجابةَ لها، لكن صوتَ مضغِ الصغيراتِ يُهدِّئُ قليلاً من ضجيجِ روحه.
يأخذُ الزهورَ بين يديه، يشدُّ قبضتهُ عليها كأنّهُ يخشى أن تهربَ منهُ كما تسربت السنواتُ الماضية.
يستعيدُ صوتَ زوجتهِ وهي تقولُ لهُ مرّةً:
– الزهورُ لا تُؤكل، لكنها تُشبعُ القلب.
يرد عليها : أيُّ قلبٍ الآن يستطيعُ أن يشعرَ بالشَّبَعِ وسطَ هذا الجوعِ القاتل؟
ينهضُ متثاقلًا، يتسللُ إلى الخارج .يركلُ كلَّ حَجرٍ أمَامَه، ثُمَّ يَمضِى
في الطريقِ إلى المخيمِ المُدمّر، تتراءى له أطيافُ ماضيه، يمرُّ على الأنقاضِ التي كانت يومًا بيوتًا، وعلى الحاراتِ التي كانت تضجُّ بالحياةِ والأصواتِ والضحكات.
يصلُ إلى المخيم، يخطو بين الخيامِ المُنهارةِ، بين العيونِ التي فقدت بريقَها من فرطِ الانتظارِ واليأس.
يبحثُ عن ملامحِ زوجتهِ بينَ الحشود، لكنّهُ لا يجدُ سوى أوجهٍ متعبةٍ، وجثثٍ لم يَجْرُؤَ أحدٌ على دفنها.
يُمسكُ باقةَ الزهورِ بقوةٍ، يتقدّمُ ببطء، يُنادي باسمها كأنّهُ يرفضُ التصديقَ بأنّها لم تعدْ هنا.
يتقافز أمامه صورة الماضي ..
يسمعُ أنينًا خافتًا تحتَ كومةٍ من الأخشابِ المشتعلةِ.
يرمي الزهورَ ويندفعُ كالمجنونِ يزيحُ الحطامَ.
يصرخُ باسمِها مرارًا، وقلبهُ يضربُ صدرَه بعنفٍ.
يُزيحُ لوحًا خشبيًا أخيرًا، فيجدُ يدًا مرتعشةً تمتدُّ إليه.
– إنّها يدُها!
يجذبُها بقوّة، يراها مضرجةً بالدم والغبارِ والجروحِ، لكنّ عينيها ما زالتا حيّتين.
تحتضنُهُ بضعفٍ، تشهقُ بأنفاسٍ متقطّعة، بينما يُمسكُ بها كأنّهُ يخشى أن تُفلتَ مرّةً أخرى.
تبتسمُ رغمَ الألم، تهمسُ بصوتٍ بالكادِ يُسمع:
– أحضرتَ لي الزهورَ والخبز؟
تختنقُ الكلماتُ في حلقهِ، لكنّهُ يُشيرُ إلى حيثُ سقطتِ الباقةُ على الأرض، ملوّثةً بالدماءِ والغبار.
تغلقُ عينيها للحظةٍ، ثم تفتحُهما من جديدٍ، تحدّقُ في السماءِ الرماديّة، وتقولُ بصوتٍ واهنٍ:
– كم هي جميلةٌ رغمَ كلِّ هذا الخراب.
يحملُها بينَ ذراعيهِ، يركضُ بها بين الأزقةِ المهدّمة، يُقاومُ رعشةَ يديه، يهمسُ لها:
– لا تموتي الآن، لا تتركيني وحدي.
في الطريقِ إلى المنزل، تُمطرُ السماءُ فجأةً.
يصلُ إلى البيت، يضعُها فوقَ الأريكةِ المحترقةِ، بالقربِ من الخبزِ الذي لم يُؤكل.
يضعُ الزهورَ بجوارِها، يُمسكُ بيدِها المرتجفة، يهمسُ لها:
– الحياةُ ما زالتْ هنا، في الخبزِ، في الزهورِ، فيكِ أنتِ.
يُمسكُ بيدِها بقوة، كأنّهُ يخشى أن تنفلتَ منهُ كما انفلتَ كلُّ شيءٍ آخر.
عيناهُ تتشبّثانِ بوجهِها الشاحب، بأنفاسِها التي تتكاسلُ في الدخولِ والخروج، كأنّها تتردّدُ بين البقاءِ والغياب.
يمسحُ الغبارَ عن جبينِها، يُناديها مرارًا، لكنها لا تردُّ.
لا يزالُ صدرُها يعلو ويهبطُ بصعوبة، لكنه يخشى أن يكونَ هذا مجرّدَ صدى للحياةِ.
يلتفتُ إلى الخبزِ الباردِ، إلى الزهورِ التي بدأَت تذبلُ وسطَ الركام. يشعرُ بالضعفِ يجتاحُه، لكنّهُ يقاوم.
– لا وقتَ للانهيار.
ينهضُ سريعًا، يُمزّقُ قطعةً من قميصِه، يضغطُ بها على جرحِها النازف، يحملُها بينَ ذراعيهِ مرةً أخرى، يخرجُ بها إلى المطرِ، إلى الطرقاتِ التي فقدت معالمَها، يبحثُ بجنونٍ عن طبيبٍ،عن معجزةٍ تُعيدُها إليه.
على أطرافِ المخيّمِ، يعثرُ على كوخٍ صغير، بابهُ مهدم، ورائحتهُ مشبعةٌ بالدواءِ والموت.
يصرخُ طالبًا العون، فيخرجُ إليه شيخٌ مُتعَب، نظرتهُ متردّدة، كأنّهُ اعتادَ أن يأتيَهُ الناسُ بجثثٍ أكثرَ مما يأتونَهُ بأحياء.
– أنقذها... أرجوك.
الشيخُ لا يُجيب، فقط يومئُ برأسِه ويفتحُ البابَ على مصراعيهِ. يفرشُ لها بطانيةً مهترئةً، يُمرّرُ أصابعَه على عنقِها، يستمعُ إلى أنفاسِها الخافتة، ثم يرفعُ عينيهِ إليه:
– وصلتَ في اللحظةِ الأخيرة.
يدفنُ وجهَه في كفّيه، يهمسُ لنفسِه، وكأنّهُ يُخبرُ الله أكثرَ ممّا يُخبرُ ذاتَه:
– لا تأخذها... لا تأخذها الآن.
في تلك اللحظة، تتحرّكُ يدُها، تمتدُّ بضعفٍ، تلمسُ أصابعَهُ المرتجفة، وكأنّها تُخبرُه أنَّها سمعتْهُ وسطَ هذا الليلِ الموحش.
يرفعُ رأسَه، يلتقطُ يدَها، يرفعُها إلى شفتيهِ، يغمضُ عينَيه، يهمسُ بصوتٍ متهدّج:
– سأبحثُ عن زهورٍ جديدة...هذه المرّة، لن تسقطَ على الأرض.
يُمسكُ بيدها كأنها الحبلُ الأخيرُ الذي يربطهُ بالحياة.
عيناهُ معلّقتانِ بأنفاسها المتقطعة، بصدرها الذي يُقاومُ الرحيل. يراقبُ الشيخَ العجوز وهو يضعُ يدهُ فوقَ جبينها، يغمضُ عينيهِ للحظةٍ، ثم يفتحُهما بحزنٍ صامت.
– ضعُف نبضُها... لكنها تُقاتل.
كلمةُ "تُقاتل" ترتدُّ داخلهُ كصرخةٍ بعيدة، كأملٍ يتشبّثُ بهِ وسطَ ظلامٍ لا آخر لهُ. يُقرّبُ وجههُ منها هامسا:
– تمسّكي بالحياةِ، تمسّكي بي.
لكنّها لا تجيب...
تمرُّ الساعاتُ بطيئةً، يمضي الليلُ ولا شيء يتغيّر سوى شحوبِ وجهها.
يتقدّمُ الشيخُ إليها مجدّدًا، يضعُ يدهُ على صدرها، يبحثُ عن أيّ نبضةٍ، عن أيّ دليلٍ على بقائها.
ثم يلتفتُ إليه، لا يقولُ شيئًا، لكنّ عينيهِ تقولان كلَّ شيء.
– لا... لا تقلها.
لكنّ الشيخَ ينظرُ إلى الأرض، يُتمتمُ بصوتٍ خافت:
– عسى أن يكونَ مستقرها أهدأَ من هذا العالم.
يتهدّمُ داخلهُ شيءٌ عظيم.
يمدُّ يدهُ إلى وجهها، يُبعدُ شعرةً سقطت فوق جبينها، يهمسُ باسمها كما لو كان يُحاولُ أن يُعيدها إليه.
لكنها لا تفتحُ عينيها.
لا تتنفّسُ بعد الآن.
الحياةُ كانت فيها، في صوتها، في ضحكتها، في نظرتها حينَ كانت تمسكُ الزهورَ بينَ أصابعها..
يُغمضُ عينيه، يُنحني فوق يدها، يطبعُ قبلةً أخيرةً عليها.
ينهضُ ببطء، يحملُ جسدها بين ذراعيهِ، يخرجُ بها إلى المطرِ، إلى الشوارعِ المهدّمةِ، إلى المدينةِ التي ابتلعت كلَّ شيءٍ جميل.
وحينَ يصلُ إلى بقعةٍ خاليةٍ من الركام، يمدّدُها برفقٍ، يُحيطُ جسدها ببقايا الزهورِ التي حملها لأجلها، ثم يجلسُ جوارها، يُراقبُ السماء، يهمسُ قائلا:
– لن أترككِ وحدكِ.
وفي تلك الليلةِ، حينَ هدأَ المطرُ، جلسَ هناك، إلى جوارِها، ممسكًا بيدِها الباردةِ، حتى أدركتْهُ الشمسُ الجديدةُ، التي أيقظتِ الصباحَ، ولكنه لم يتحرّكْ.
البناتُ ينظرنَ إلى الطائرِ، لقد فَقَسَتْ فراخُهُ الطَّرِيَّةُ، وأنجبَ صغارًا جُددًا، وجلبَ لها الطعامَ.
يتأمَّلْنَهُ وهو يحاربُ الحيَّةَ مجددًا دونَ خوفٍ، حتى تسقطَ ميِّتةً، ويهجمَ على عيني الكلبِ، ويفْقَأَ فُجورَهما، فيفقِدَهُ بصرَهُ، ويغدو ضريرًا، ينبحُ بلا فائدةٍ.