الجمعة ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم آدم عربي

زمنُ القذرين!

* إقرأ النص بتأن حتى تقف على جماليته

لا تكسري صوري الكثيرةَ
في مرايا النسيانِ
حطمي المرايا واتركيها
تحلقُ في الزمانْ
لا تناديني كثيرًا كثيرا
في كوابيسي أفواهُ الشياطينِ تنادي
لأني أخوها في الليلْ
لا تحبيني كثيرًا أرجوكِ
الحبُّ الكثيرُ يشيخني
كأشجارِ النخيلْ
ذلكَ الشبحُ الطويلُ ليسَ أبي
ابتسامتُهُ بقيتْ تلصقُ على وجهِهِ المحطمِ
حربُ حزيران
تلكَ العجوزُ المحطمةُ الملامحِ
أمي التي خرجتْ مِنَ القبرِ
الجماجمُ
باقةُ النيرانْ
تلكَ الأصصُ المحطمةُ سنو عمري
الزهورُ الجافةُ
الأشواكْ
ماذا أقولُ لكِ
غيرَ" الوداعُ"
مَعَ قبلتي الأخيرةْ؟
ماذا أكتبُ لكِ
بغيرِ قلمِ الحمرةِ
المنكسرْ؟
ماذا أشربُ مِنْ فَمِكِ
غيرَ ترياقِ الأفاعي
كأسيَ الأولى؟
لماذا الظلامُ شديدٌ مِنْ هنا
عندما تذهبينَ
ولا تلتفتينَ؟
لماذا الماءُ في البحرِ مالحٌ
وأنتِ فيهِ تعومينَ
وتحلمينَ؟
سنلتقي بِقَدَرٍ قليلِ القَدْرِ
ماذا لَوْ نقتلُ الرياحَ
في المساءْ؟
سنذهبُ في الزمانِ
غريبينِ عَنْ نفسينا
ماذا لَوْ نؤاخي الضباعَ
في حدائقِ البقاءْ؟
سننادي في الطرقاتِ
على لا أحدْ
ماذا لَوْ يأتي بالناسِ عرايا
عمالقةُ الهواءْ؟
يا أمي
لماذا تبكينَ؟
النارُ لَمْ تعدْ تدفئُ هناكْ؟
يا أمي
لماذا تصرخينَ؟
البشرُ لَمْ تعدْ تكفيكِ هناكْ؟
يا أمي
لماذا تقهقهينَ؟
الآلهةُ لَمْ تعدْ تقامرُ هناكْ؟
آهٍ يا أمي
اتركيني أشربُ مِنَ النارِ
ظامئٌ أنا في فِرْدَوسْ الثمار


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى