
رُؤى ثقافيّة «163- 164 »

زفراتٌ أُخرى مِن سِفر أيُّوب!
( جِداريـَّـة )(1)زَهْرَةٌ بَيضاءُعلى مَفْرِقِ الشَّمْسِلاحَتْ،وبِئْـرُ المعاني العَـتِـيْقَةُكانتْتَثَاءَبُ..لِلَّيْلِ خَيْلُ هُبُوْبٍ وللسَّارياتِ تَـقِـيَّـةْ...قالَ:«واعَطَشَ الشَّمْسِ،وَضْعُ النُّقْطَةِ يُقْلِقُني،فلقد يَبْقَىلِشُجُونِ القَوْلِ بَـقِـيَّـةْ!»...(2)بَـيَاضُ الأُنوثةِ وَعْدْوتَلْوِيْحُ نَهْدٍ لِنَهْدْوأَنْفَاسُ حِبِّكَ دَفْأَىتَنُوْشُكَ وَصْلًا يَـنِـيْعًاوكَاذِيَّ بُشْرَىوكَأْسَيْ حَلِيْبْكَعَيْنَي حَبِيْبٍ تُنَاغِيْ حَبِيْبْمَساءٌ يَجُوْسُ دُوارَ مَساءْوشُرْفَةُ صَيْفٍعلى الضِّفَّـتَـيْنِتُسَرِّحُ دِفْءَ صُدَيْرِيَّـةٍ مِنْ غِنَاءْكَنَهْرٍ مِنَ الفُلِّ عَذْبًا صَـقِـيْلايَـخُطُّ اشتهاءَ الثَّرَى باشْتِـهاءْويَحْتَكِرُ العُمْرَ جِيْلًا فَجِيْلابِنَوٍّ كَرِيْمْمِنَ النَّارِ فِيْنايُساقِطُ كُلَّ سِيَاجِ الحِجَا والتَّأَسِّيوماءٍ عَقِيْمْيُساقِطُ فَوْقَ خُدُودِ الرِّمالِ دُمُوعًا نَخِيْلانَخِيْلًا تَقَامَأَ حتَّى اسْتَحَالَحُرُوْفَ اكْتِئَابٍ كَسَالَىوَعِذْقَيْ غَبَاءْأَصِيْلًا وآخَرَ يَبْدُو جَدِيْدَ الجَنَاءْوبَيْنَهُما نَفْحَةُ الوَجْدِ فِيْنا تَغَشَّى بِوَجْدْ«عَرَايا» دَخَلْنا إلى النَّائِباتِ.. «عَرَايا» نَعُوْدْوأَعيادُنا مِلْءُ هذا الوُجُوْدْ......ودُوْنَ الذي كانَوالْـ.. سَيَـكُوْنْمِنَ الانتظارِ سَمُوْمُ عُيُونْوبَرْقٌ ورَعْدْبِمَوْجِ الفُصُولِ الخَؤُوْنْبِوَقْتٍ ووَعْدْيُقايِضُ وَغْدًا، ووَقْدْيُقايِضِ مِنْجَلْبِنَجْلاءَ تَـمْشِي الهُوَيْنَىوأَلْفَ مُهَارٍبِأَلْفِ نَهارٍيَبِيْعُكَ ماءً بِمِنْخَلْوإِنَّ وأَنَّبِرُبَّ وقَدْوكَفًّا على الرِّيْحِتُلْقِي زِمامًاوتُؤْوِي إليها بَدَدْغَدائرُ وَقْتِكَ مُسْتَشْزِراتٌتَضِلُّ المَدَارَى بها راتِعاتٍبحُلْمٍ ووَهْمٍ وظُلْمٍ وحِقْدْوَدَعْ شِقْفَةَ الصَّبْرِ تَـحْتَكُّ في لا مَـحَكَّفجـِلْدُ زَمانكَ لم يَـرَ هُدْبُ الصَّبَاحِمكانًا لقُرْحِكَ فيهِولا جِلْدَ كيما يُفَدَّى بِجِلْدْخَزَايا خَرَجْنا مِنَ النَّائِباتِ.. خَزَايا نَعُوْدْوأحزانُنا مِلْءُ هذا الوُجُودْ...*وليتَ الذينَ أَخَبُّواعلى وَقْعِ أَوَّلِ مَغْزَىأَحَبُّوا كحُبِّكَ تُفَّاحةَ الـمَوتِفي ثَغْرِ دَهماءَنُوْرَةَ،نَوْفَ،عَنُـوْدَ،ومَـجْدْ!هُوَ الحُبُّ، حُبُّكَ..وَصْلًا، وهَجْرًايُطِلُّعلى كَلِماتِ الزَّمانِ الشَّقِـيَّـةِعِشْقًا يَظَلُّيُهاجِرُ بَـيْنَ حُطامِ الموانئِشَوْقًا، وشَوْكًا،وبَيْتًا، وبَـيْنًا،وصَدْرًا، وصَدْ...وماذا؟ستَشْرَبُ نَيْزَكَ قافِيَةٍ مِن نِصَالِ العَشَايالتُعْشِبَ في مُقْلَـتَـيْكَ نَيازِكَ سُهْدْلِشَامٍ يَكُوْسُ جَنُوبًاوقِبْلَةِ شَعْبٍ شَمالًا تُهـَـدْتُشَقِّقُ ظَلْماءَها بِعُيُونِ الضَّحَاياالشَّهيدةِ فيهاتُضِيْءُ حُرُوفًاتَرِفُّ صُرُوفًاتُسافِرُ في جَسَدِ الصَّبَواتِلتَفْتَحَ في خاطِرِ المَوْتِ بابًا خَضِيْلايُعارِضُ تَـيَّارَ نَهْرٍ صَبِيٍّ بِتَـيَّارِ نَهْرٍ جَـمَدْوتَحْلِفُ أنَّ غَدًا في يَدَيْهايَمامةَ ذِكْرَىوأَزْهارَ دِفْلَىوفَجْرًا صَبُوحًاولا بُدَّ ممَّا غَدَا في يَدَيْهاولا بُدَّ ممَّا..غَدَا وهْوَ غَدْ*ويُبْسَطُ صَوْتٌ مِنَ الذَّارياتِمِنَ الحامِلاتِمِنَ الجارياتِ بما تُوْعَدُونيُعانِقُ صَمْتًاتَوَكَّأَ ظَهْرَ النَّهارِ العَجُوزِ- الوَلَدْ:أَ عِنْدَكَ فَهْمٌأَ عِنْدَكَ رَدْ؟:على أَيِّ شَيءٍ تَقِرُّ القَواعِدُ؟أينَ الطَّريقُ إلى حيثُ يَسكُنُ هذا الضِّياءُعُيُونَ الظِّباءِويَغْمُرُ بـ«الله أَكْبَرُ» غَيْظَ المساجِدِ؟وا غَبَشًا مِن طُيُورِ الأَذانْتَفَجَّرَ «خَيْرًا مِنَ النَّوْمِ»«خَيْرًا مِنَ اليَوْمِ»يَوْمًا تُصَلِّي وُجُوهُ عَرُوْبَةَ فيهِ بِوَجْهِ الأَحَدْفتَبْكي لِأَيـُّوبَفي أَرْضِ عُوْصَشُؤُونُ المَدائنِناحَتْ تُغَنِّيومِلْءُ غَمامةِ فِيْها بِمِلْءِ غَمامةِ فـِيْعلى النَّصْبِ لَـحْنًا شَبِيْهًا بِلَحْني:أَ عِنْدَكَ فَهْمٌأَ عِنْدَكَ رَدْ؟:بِصَدْرِكَأَعناقُ نارِ الحِرارِ القَديمةِدارتْتُعانقُ في صَفَحاتِ صَباحِكَحِبْرَ الجَديدِوشَمْسَ الأَجَدْتَخَطَّفُ في عَبْسَ دارًا فَداراوما إنْ لها (خالدُ بنُ سِنَانْ)فَـيَخْضَرُّ وَشْمُ التَّخالُفِوَشْمُ التَّحالُفِعارًا فَعارابِكُلِّ غُمُوضِ الجِراحِ البَـيَانْبِسِنْخِ الأَدِيْمِبِجَمْرِ الوَرِيْدِبِصَرْخَةِ دَمْعِ الوَلِـيْـدِتَصَلَّتْ خُطَاهُ بِرَمْضَايَ ناراوأَرْكُضُ.. أَرْكُضُلا ماءَ في الأرضِ عِنْدِيوما ليْ يَدانْفمَنْ ليْ هنالِكَ؟مَنْ ليْ..بِدَمْعَةِ ماءٍ؟ومَنْ ليْ بِيَدْ؟ومَنْ ليْبِأُخْدُوْدِ هذا الزَّمانْبِبَرْدِ الخَلِيْلِ الوَقُوْدِ الأَشَدْ؟وتُعْشِبُ أَصْدَاؤُهُفي عُرُوقِ المكانْتُـمَـوْقِـعُنـِيْ في دُخانِ التَّمَنِّي:أَ عِنْدَكَ فَهْمٌأَ عِنْدَكَ وَهْمٌأَ عِنْدَكَ رَدْ؟:أَ ثَمَّةَ يَبْقَى بِثَوْبِ الحَريقِ قَمِيْصٌ وَقَدْ؟يُواري بِعَيْنِكَ سَوْءَةَ هذي الأَثافيْ/القَوافيْ/الـمَنافيْ؟أَ يَبْقَى على الأُفْقِ ثَمَّةَ أُفْقٌ وَمَدْ؟وأَنَّى..وهذا المَدَارُ رِتَاجٌ وحارِسْتَطِيْرُ النَّوارسْويُوْرِقُ بَيْرَقْ؟!(3)شاخَتْ عَصَايَ وشَابَ الشَّوقُ فاتَّـحَداعُمْـــرَيْـنِ مـا غـادَرا فـي العُـمْـرِ مُلْـتَـحَـدَاشاءَتْ على الَموْجِ آياتُ الزُّبَى لَـبَـثـًالَيْتَ اللَّيالي انْهَوَتْ- ما أُمـِّـلَتْ- قِصَدَايَبْغِيْكَ، ما تَـبْـتَغِيْ مِنْ طَيْـرِهِ، قَنَصٌرَدَّ البُزَاةَ على الرَّامِيْهِ مُنْـفَرِدَاقَبْلَ الَمغِيْبِ.. وَحَامَ القَوْلُ بِـيْ- وَحِلًا-يا آفِلَ العُذْرِ في عُذْرٍ غَدَا بَلَدَاماذا أَراكَ، وإذْ خاطَتْ نَواكَ دُجًى،إنْ نُحْتَ، ناحَتْ سُدًى، أو بُحْتَ مُفْـتَـئِداأَهْجُوْكَ- يا نحنُ- أَمْ تَهْجُو؟!.. فلستَ سِوَىما خَطَّهُ القَدَمُ المائِيُّ، أو وَخَدَاكُلُّ الذي في ذُرَى صَارِيْكَ صُغْتَ ضُحًىيَهْفُوْ عليهِ جَناحا جارِحٍ رَصَدَالا يَسْلَمُ الوَشْيُ في كَفَّيْكَ.. في لُغَتِي..أو تَشْتَـفِي مِنْهُ كَأسٌ أُتْرِعَتْ كَمَدَاقُلْ لي، بِرَبِّكَ، كَمْ في غَمْرَةٍ سَقَطَتْأَفْعَى تَـمُدُّ لِسَانَ الَموْتِ مُـنْـجَرِدَا؟!وأنتَ.. ما أنتَ؟!.. لا رَكْبٌ تَعِزُّ بِهِمْولستَ، يا سِنْدِبادَ التِّـيْـهِ، مُـجْـتَـهِدَاأَسْرَجْتَ بِـيْ دَقَلَيْ نَاءٍ ومُنْـتـَـبَـذٍيَنْأَى كَمُقْتَرِبٍ يَدْنُو كَمَنْ بَعُدَانُـبِّـئْتُ وَجْهَكَ في التَّـيَّارِ ليسَ مَدًى،نُـبِّـئْتُ أَنَّ دُوَارَ البَحْرِ قد حَشَدَاوخِلْتُ سَيْفَكَ كالإِصباحِ مِلْءَ يَدِيْيُقْرِيْكَ أَنَّ صَبَاحَ الخَـيْـرِ قد أَفِدَافاعْطِفْ على مُحـْـتَـبَى مَوْجِ الزَّمانِ وَعُدْفي كَأْسِكَ القَيْظُ والأَنْواءُ فِـيَّ يَدَا!تُـمْطِرْ «شَبَابِيْكَ» وَصْلٍ أَيـْـنَـعَتْ كَدَمِيْفَواكِهَ الشَّوْقِ لِلآتِـيْكَ فِيْكَ غَدا.شابَتْ عَصايَ وشاخَ الطِّفْلُ فاتَّقَدَافاسْأَلْ سُؤالَ ضَرِيْرِ الرَّمْلِ: ما وَجَدا؟!(4)- «لا..ما لَكَ مِن سِجْنِ التَّارِيْخِ بِصَدْرِكَ مِن مَنْجَى..غَيْرُ السِّجْنِ!..فَلْـتَـتْـبَعْني!»...قالَ الوَقْتُ..ومَضَى يَسْتَلُّ خَناجِرَهُ في صَدْري«هل تَدْرِي!أَيَّ هَوادِجَ تَحْمِلُها فِيْكَ الأيـَّامْ؟!أَمْ أَيَّ ظَعائنَأَيَّ طَعائنَأَيَّ عِظامْ؟!»قالَ الوَقْتُ..ومَضَى يَسْتَنُّ دَياجيرَ الأقلامْ..❄يُمْلـِيْ:«اكْتُبْ أَوْرِدَتِـيْ!»ها أَكْتُبُ فاتِـحَةَ النَّجْوَىوأَخُطُّ على شَفَـتَـيْها نَوْرَسَةَ العُنوانْ.....«إنْ خانَكَ وَقْتُكَ،فاكْـتُـبْـهُ!تَستيقظْ رائحةُ السَّلْوَىوتَعُـبُّكَ ذاكِرةُ النِّسيانْ!اُكْتُبْ ذا المَشْهَدَمِنْ دَمِهِ،اكْـتُـبْـهُ..حِرْزًا..نَقْشًا بُرْكانِـيًّا..واحْـمِلْـهُ.. كَلُؤْلُـؤَةِ الأَعْشَى الزَّهْرَاءِتُعانِقْ بَوْصَلَةَ الإيمانْ!»❄- «لا.. ليس مَداكَ مَدَى الرُّؤْيالا.. ليس زَمانُكَ هَيْلَمَةَ الأحلامْحيث الطَّيْفُ البُودْلِـيْـرِيُّالقَنَّاصُ ضُحًى نَـبْضَ الأَقدامْ...فاصعدْ وَقْتَكْ!سَيْفًا..سَيْفًاحَرْفًا..حَرْفًا!»قالَ الوَقْتُ..«كيما تَجْتَاحَ بِعُمْرِكَ عُمْرًا آخَرَ،طِفْلًا ما،بِكَ يَجري فِـيَّ بِشَارَةَ بَدْءٍ؛كي تَجري بِـيْ فِيْكَ بِشارةُ هذا الإِنسانْ!»...(5)ولقد وَهِلْتُ بِأَنَّ لِلْمَسـْرَى يَدًابَيْضَاءَ تَهْمِيْ ثُمَّ تَـحْمِـيْ ما تُرِيْدُفَلَرُبَّما صَبَحَتْكَ ما لا تَشْتَهيولَوِ اشْتَهَيْتَ لَفاضَ بالكَأْسِ الصُّدُوْدُلَوْ أَنَّ رَبـِّي لـم يُـفَـجِّـرْ فـي الضُّلُوعِ شُمُوسَها، ما بَشَّ بالوَرْدِ الوَرِيْدُ!لَوْ أَنَّ رَبـِّي لم يُلَوِّنْ بالطِّماحِ جَناحَها، ما طارَ بالفَجْرِ الوُجُوْدُ!لَوْ أَنَّ رَبـِّي لم يُدِرْ بَيْنَ الزَّمانِ وبَـيْنَـهُ مِن رَحْـمَـةٍ جِسْـرًا يَذُوْدُ!