الثلاثاء ٧ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم صلاح الدين مرازقة

زخارف بصمة

اني أقسمت أن أحبك وحدك
ومن بين كل النّساءِ
وأعددت جيشا من عواطفي
لأغزو به قلاع الوفاءِ
أجوب بوادي الهوى فشَطّ بي النّوى
وودّعني الغروب في الظلماءِ
فاتنة تغتالني حين ألامسها
وعلى خصرها المفتول تسيل دماءِ
ساحرة، ترقص على هيكلي
وبارعة حين تقاوم إغراءِ
ترسم الأحلام زخرفا
رائعة، نادرة أنت كما العنقاءِ
تختالين بحوافرك على رمالي
تلفحين شمسي وتثلجين صحراءِ
عفيفة، حصيفة
خاطفة، سارقة لأهواءِ
من لبِّ كبدي لي شغف
فأنت عاشقتي وأنت هواءِ
هاته لحظتي، فقفي تحيةً
من ياقوت نحِتت مشاعري، يا سيِّدتي العذراءِ
باسل في الحب أنا، وهاج
تتوقّد نيراني وسط قصور من ماءِ
بحور من أكباد تفرز لهيبا
وسفن تحترق فترسو على ميناءِ
اَبتهج سُدْفة، اقطف شوكاً
حزين، وما للخنساء حروف لرثاءِ
اَصطاد المها في الدجى
وفي النّور أعمَ، مفاتنك تاخذ بضياءِ
شهب تومىء في ظلال لوعتي
وصحف من صبَابة تثير قراءِ
ديباجة نسجتها بحرفين
تراتيل خرافة نقشَتها حاء وَ باءِ
عليل، أشكو الأسى قدَري
اُحتضر من ولَهٍ، فللموت إحياءِ
وعلى نهديك ألقِ بصلواتٍ
أدعو بها حلَمات اللّهف بشفاءِ
تغار منّي رموش عينيك فتستحِ
وشفتاك ندِيّة تشتهي لقاءِ
تائه، وعلى شواطئ الرُّضاب حائر
ارتوي شهْداً تمرِّغه حفنات بكاءِ
رند ينبت على سواحلي
تقبّله النسمات وأمواج بهاءِ
هضاب من توْقٍ شاهقة
أراها خاشعة تنحني أمام سناءِ
أصداف صبْوة ترصِّع أضلعي
وسُعُر تحجّرها الأنفاس تحت رداءِ
أناخك البؤس بكَلكلِه خليلتي
فارتشفي من كؤوس مواعظي واحتمي بكساءِ
مناديل تمسح عن أسية
ومعاطف يخشاها القرُّ، صنعتها من فراءِ
ترتجفين موتا، تكتمين صوتا
تتوعَّكين وتشتكين فلك سفاءِ
ترحلين، تبتسمين، تغضبين
وتَنسين أهداب قلب كدّت من عناءِ
على مهد النقاوة تناغيني
أساطير، بهأت تتساقط في فِناءِ
قلّ عوْفي واشتدّت ألسنة اللّظى
وخرّ السّكون لكُتل ضوضاءِ
ارميك بنبال الجوى يوماً
وأَماسيك تلحِّنها ستائر كبرياءِ
وحوش تعدو البراري هرعاً
وجوارح تفرّ فزعا، تغادر العلياءِ
تبعثري، تمرّغي على صدري
ارقصي واسطعي فتلك سماءِ
أ تغاورين بؤبؤ الجَنان في الزّلف
تتسلّلين كالسّنا وتحوّلين حقولي الى بَرقاءِ
تسفكين ضجري، تكسّرين زجاج الرُّبى
كفاك فقد غَريتُ، احبّيني بسخاءِ
رؤىً، أوهام زائفة تغزوني
سُحب كفر وأمطار أَ وهذا جزاءِ
دروب تقودني الى الجحيم عَنوة
تَشتل في كتفي صخورا صمّاءِ
وعلى لهيب زرعك أشدو شجوني
براكين، قذارة وبرك لا تعكّر صفاءِ
ألوان، رسوم، نقوش وطيور
جميعها ساجدات منهومات في ثناءِ
قرينتي، شوقي مطيرٌ ولأحرفي خلود
تفوّه البكيم لها، وأبصر الضّرير وللأصم اشتئاء
فعودي إليّ عودي وجودي
فلك التقبيلا والتبجيلا كل صبح ومساءِ
زُلال الصّوت أو مجون كلماتٍ تُسميها
بل وُجوم الأصغرانِ كَنيتها باهداءِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى