رسالة من الشيخ ياسين

لا تحزنوا يا رفاقي
نجما سوف أكون
سأعبرُ تلك السماءَ كلَّ يومٍ
لألقي عليكم تحيةَ المساءِ
فأيقظوا الأبوابَ ..
للطارقِ الآتي من عوالمِ النجوم
وافرشوا سواحلَ بلادي طيبا
ولمدنِ الزيتونِ والبرتقالِ ..
نهرا جديدا
لا تحزنوا يا رفاقي
ستصاحبُني الأقمارُ الصغيرة
والبراءاتُ الصغيرة
والأحجارُ الصغيرة
وهذا الكرسيُّ القديمُ ..
ستنمو على جانبيه ..
أجنحتي البيضاء
سأُسْقِطُ أهدابَ الشمسِ ..
التي كانتْ ..تغادرُ حزنَها
وأعلِّقُ الأسئلةَ في راحةِ الوقتِ
لأُشكِّلَ الأجوبة
والحكاياتِ القديمة
أضعَ تحت وسادتي خيوطَ الفجرِ
والحُلْمَ الهاربَ
أجمعَ أحلامي من مراعيها
فصوتُ الذئبِ لم يعدْ يلاحقُني
أو ثُغاءُ الأحلامِ الخائفة
فلا عليكم من أشلاءِ الصوفِ
إن تناثرتْ في طرقاتِ الليل
فهي لم تغادرْ

حتما ستكون لي يا شارعي القديم
ستستعيدُ البشاراتِ الأولى
من بقايا زخَّاتِ المطر
حتما سترافقُ نجومي
حيثُ الرؤيا القديمة
لا تحزنوا يا رفاقي
معكم أنا .. لم أرحلْ
في ذاكرةِ براعمِ الزعترِ
والياسَمين
في وثباتِ الريحِ الموسَميِّة
في رائحةِ الشواطئ المستلقيةِ في وداعةٍ
على أذرعةِ أطفالِ جِنين
انظروا يا رفاقي !!
حتى البحرُ يلتفتُ إلينا