الاثنين ٥ آذار (مارس) ٢٠١٨
بقلم علي بدوان

ذاكرة الأسنان اللبنية

نمت وترعرعت أجيالٌ حزينة في عموم التجمعات الفلسطينية (مخيمات ومناطق) تفتّح وعيها على أفق ممدود ومثقل بمرارة الماضي وبالأحزان والهموم، تُحيط به الخرائب والمآسي وتُحاصره الأسئلة الصعبة، وقد هَرِمت تلك الأجيال التي وصلت قبل أربعة وستين عاماً من فلسطين إلى سورية وهي تحمل حصيلة مأساوية لعمر حزين كاد أن ينقضي دون أن تحقق حلمها الموعود بالعودة إلى فلسطين إلى يافا وحيفا وعكا وصفد واللد والرملة ... لكنها بالمقابل أضافت زرعاً جديداً من دفق الأجيال الجديدة التي أنجبتها، وهي تحمل الراية وتسير بها بإرادة أقوى وأوسع وأشد تصميماً على العودة إلى فلسطين مما حمله الجيل الأول والثاني من نكبة فلسطين، مدونين على جدران المخيم عبارات صارخة تقول عذراً "فيثاغورث" فلسطين هي المعادلة الأصعب، عذراً إسق نيوتن : الأقصى هو الذي يجذبنا، عذراً ديكارت: أنا فلسطني إذاً أنا موجود.

لقد إلتصقت كلمة (مخيم) في القاموس العربي الحديث والمعاصر باللاجىء الفلسطيني، ولم تلتصق تلك الكلمة بالمخيم الكشفي أو بالمخيم السياحي كما هو مُتعارف عليه عموماً. وقبل أيام خلت جلس شاب فلسطيني في مخيم اليرموك لمدة نصف ساعة وهو يقوم بإقناع والدته بأن (مخيم الزعتري) بالأردن "مش للفلسطينية" بل للأخوة السوريين، وبعد جهد جهيد إقتنعت بما قاله لها ولدها، لكنها إستدركت تسأله "ليش يما المخيمات مش بس للفلسطينية ..؟؟؟".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى