هل من دموع جف في عيني الندى |
كل الدموع ذرفتها أسقي المدى |
يبكي يرق لكل آه ٍ لاحظي |
دمعا خفيا خائفا يكسو الصدا |
في كل بيت من بيوتك قريتي |
نعي و بغي لا يجيز لك الصدى |
والميْت منك يغور في عثراته |
والشرع حَرَّمَ شاهدا و تفـَقـّـُدا |
فاق الأسى حجمَ الزمان ولم يَعُـدْ |
يومٌ نـُعِـدّه للسرور وإن بدا |
فيُدير ظهره للبرية قائلا |
حياكم المولى و يُلغي المَوعدا |
لنعود للفضلات نجرعها على |
مضض ونبكي ما عدمنا الموردا |
الدمع يوردنا ويظمئنا معا |
ونعود نجرأ للدموع مجددا |
جدلية فينا ولا عدلا ترى |
إلا أميرا في العشيرة خـُلـِّدا |
إلا طقوسا للخلافة أخْــِرجت |
في حلة تـُـرضي السرية والعِدا |
إلا صغارا في القبيلة إن دُعوا |
تـَسمعْ لهم لقبا شديدا مرعدا |
أفراحهم ليلا نهارا دونما |
نصر سوى ما الشيخ فيه تفردا |
والكل مهزوم يقطع كفه |
لما رأى حُسْن الأمير تجَرَّدا |
عاش الأمير شعارهم وعروشهم |
تسقي العشيرة من حُبيبات الردى |
عاش الأمير ولا إمارة إنما |
نـَوْبات حُرّاس تصون المرقـَدا |
تصحو لقوم إن أفاق لبيبهم |
ألغى نواميس الحياة وعربدا |
والكون في كف تفوح أمانة |
فاجنح لها في القصد تجن المقصدا |
نحن الأراجوز لا إلا وتلــ |
ــك أصابع فاخضع معي وامدد يدا |
وارفع معي خلف الورى سبابة |
نلقي على باب الأمين تشهدا |
إني إذا ما طفت حول بياضه |
ألقى عليَّ البيتُ صخرا أسودا |
لي عنده كل المناسك ذلة |
وله من البترول زمزم سؤددا |
فإذا بترتُ من المناسك قربة |
ً فالهدي أنت وسرب دربك للفِدى |
بالبرتقالي الأنيق ألفكم |
وإذا دَعَوا للعيد أذبح سيدا |
وإذا رجمت فلا سواك فأنت لي |
في الصدر وسواس يزيد تعقدا |
لولاك لم نجنح لميقات ولم |
نخجل إذا طفنا ببيته سُجَّدَا |
لولاك ما كان الطواف وداعَنا |
ولما ختمنا الحج بعد المبتدا |
الحج ركن للعقيدة دونه |
ركنٌ متين فاتخذنيَ مقتدى |
فأنا الأمير وتلك بعض عشيرتي |
نرضاه دينا شرعة وتعبدا |
من ذا يُعَظـِّم في الحجيج شعائري |
تعظيمُها تقوىً يصون المقعدا |
هو ذا الأمير وتلك بعض حكايتي |
سأزيدكم منها إذا ولى غدا |
لكن أشيروا هل أطيعه مُحــِرما |
أم مُحرَما إن رمت منه المولدا |
قولوا فإن الدمع كاد يهدني |
أأطيعه أم لا وكونوا المرشدا |
إني رأيت على الشفاه ترددا ً |
وبصيص همهمة تقول: تمــّرُدا |