دعني أغنّي... طوالَ العمرِ أغنيةً |
فالدّهرُ كالسّيفِ... لا يُبقي على أحَدِ |
دعني أغنّي... فلي في القدسِ مئذنةٌ |
تعانقُ الشّمعَ في ترتيلةِ الأحَدِ |
ولي صديقٌ يُداويني بأغنيةٍ |
ويرفعُ النّفسَ عن إسمي ومعتَقَدي |
ولي هنا حَبَقٌ... يصحو على أملٍ |
ويزرعُ الحبَّ بينَ القلبِ والخَلَدِ |
وذكرياتي غيومٌ... حينَ تُمطرُني |
تبني العصافيرُ أعشاشًا على جسدي |
دعني أغنّي... أنا في موطني وترٌ |
قد خمّرَ اللّحنَ من يافا إلى صَفَدِ |
طعمُ الحياةِ... هنا في القدسِ مختلفٌ |
مثلُ الكتابةِ فوقَ الرّملِ بالزَّبَدِ |
أسيرُ في السّوقِ كي ينسلَّ من لغتي |
خيطُ الكلامِ... فأكوي قلبَ مضطَهِدي |
حجارةُ السّورِ تُغويني فألمسُها |
فهل نظرتَ إلى التّاريخِ فوقَ يدي؟! |
وفي الأزقّةِ موسيقا تسائلُني |
عن ساكنِ الحيِّ من حيٍّ ومُفتَقَدِ |
أهوى بلادي وإن كانت مقيَّدةً |
لا يُسجَنُ الحبُّ بالأغلالِ والزّرَدِ |
ويعزفُ القلبُ أشواقي بريشتِهِ |
وتأكلُ النايُ بوحَ الحبِّ من كبدي |
هنا ولدتُ... هنا أطلقتُ زقزقتي |
هنا رفيقي... هنا جدّي... هنا ولدي |
هنا أغنّي... وفي كفَّيَّ نرجسةٌ |
واللهُ يعلمُ كم أهواكَ يا بلدي... |