

خَلَعَتْ نَعْلَهَا!!
إلى كل العراقيين هذه القصيدة التي سكنت وجداني، ذات حذاء رُمِيَ غضبا ضد الظلم والتعدي على كرامة الإنسان في الوطن العربي.
(1)أَقْبَلَتْ مِنْ أَرْضِ اُلْفَجِيعَةِخلْخَالُهَا جُـرْحٌفُسْتَانُهَا حَدَائِقُ نَارٍعِطْرُهَـا نَزِيفٌ.كُنْتُ حِينَهَا أَقْرَأُ وَجْهَ اُلرِّيحِتَسَلَّلْتْ لِمَنْفَايَ..كَانَ عَلَى وَجْهِهَا نَدْبٌسَتَرَتْهُ بِكِبْرِيَاءٍـ (اُجْلِـسِي)قَالَتْ حُرُوفِي تَتَنَشَّقُ هَوَاءَ اُلْفُرَاتِ.(2)قُرْبَ بَابِي جُنْدِيٌّ يَنْتَظِرُ رَكْضَهَانَثَرَتْ فَوْقَ كَفِّهِ عُمْرَهَاثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلَيَّتَنْسُجُ لِلصُّبْحِ خُطَاهُـ (كَيْفَ أَحْيَا بِلاَ وَطَنٍوَأَمْشِي بِلاَ غَدٍ ؟)اُرْتَجَفَ دَمْعُهَاتَسَاقَطْتُ مِزَقاكَيْفَ أُوَاسِيهَاوَقَدْ عَمِيَتْ كُلُّ اُلدُّرُوبِ.(3)سَأَلْتُهَا عَنِ اُلْجُنْدِيِّيَخْنُقُ آهَاتِهَاـ (كَانَتْ مُطَارَدَةً)هَمَسَ طَلْعُهَا.أَفْرَدْتُ لَهَا أَضْلُعِيقَدَّمْتُ لَهَا قَمِيصَ اُلْعُرُوبَةِ كَيْ تَنَامَشَدَّتْ لِبِحَارِ اُلسُّهْدِ رِحَالَهَا.(4)فِي مَفَاصِلِهَا تَمْشِي اُلْحَرْبُتَتَقَمَّصُهَا اُلْكَوَارِثُنَبْضُهَا شُرُفَاتُ نُبُوَّةٍ..غَطَّتْ بِلِحَافِ اُللَّيْلِ خَرَابَهَاوَحَلَّ اُلصَّمْـتُ.(5)صَعَدْتُ فِي شَجْوِهَاكَانَ حِبْرُهَا قَبْرًاـ (اُتْـبَعِينِي) قالتلَمَحْتُ غِيَابَ نَعْلِهَااُسْتَغْرَبْتُتَبَسَّمَتْ :ـ (تِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى)(6)فَتَحَتْ حَقِيبَةً صَغِيرَةًرَأَيْتُ فِيهَا اُلْعِرَاقَ يَبْكِي صِبَاهُـ (كَيْفَ تُورِقُ أَغْصَانَهُ ؟)قَالَ أَنِينُهـَا.(7)وَلَجَتْ فَجْأَةً بَابَ تَعَبِياُصْطَادَهَا اُلْعَسَسُتَأَلَّـمْتُكَانَتْ حُورِيَةًخَلَعَتْ عَلَى بَابِ اُلْإِمَارَةِ نَعْلَهَا.