حِينَ تلْتَقِي الأَرْوَاحُ
عَلَىٰ ناصيةِ الأمَلِ
عَلَىٰ طاولةِ الزمنِ
بَيْنَ الجمرِ والسحرِ
يثملُ الوقتُ
تتفتحُ الأوردةُ
يضيعُ القدَرُ
يمضي السمَرُ
حينَ تتَعَانَقُ العيونُ
تكتبُ رسائلَ النبضِ
وحروفَ النُّورِ
يتشكّلُ الغرامُ
فِي مهدِ المضاجعِ
يبرزُ الدفءُ
يتراكمُ الحنينُ
تمزجُ القبلاتُ
تغردُ بعيدًا
عَلَىٰ أغصانِ الحُبِّ
بَيْنَ أَمْوَاجِ الشهدِ
ورائحةِ الريحانِ
حينَ يتمُّ اللقاءُ
تهربُ العقولُ
مِنْ واقعٍ خشبيٍّ
تترأسُهُ زمرةُ القسوةِ
نكَدُ العصرِ
وأساطيلُ الحقدِ
وعاداتُ المقتِ
تولدُ لَحَظَاتُ الجُنُونِ
تقودُ الْحُبَّ السحيقَ
تأخذُ دورَ الشَمْسِ
فِي الشروقِ
ولمساتِ البَحْرِ
عندَ المغيبِ
تنتفضُ كدراتُ المشاعرِ
عَلَىٰ تلالِ الشفاهِ
تثورُ البراكينُ
بَيْنَ الأنفاسِ والنهدِ
تنثرُ حواراتِ الْبَشَرةِ
فِي موطنِ الجَسَدِ
عَلَىٰ فراشِ الوردِ
عِنْدَئذٍ
يفوحُ العَبَقُ
ونكهَاتُ الفلِّ
تجوبُ مِنْ الرأسِ
تمرُّ فِي الوسَطِ
تصلُ أطرافَ القدمِ
تتسرَّبُ إِلَىٰ العمقِ
يرافقُهَا نسيمُ الودِّ
تتجولُ والتنهدُ
بَيْنَ الصدرِ والحِضْنِ
مِنَ الرقبةِ إِلَىٰ الكتفِ
يتحولُ الشتاءُ
إِلَىٰ الصيفِ
يتلاشىٰ الظَلَامُ
خلفَ الصبحِ
تعلُو تأوّهَاتُ الطرَبِ
تعزفُ مكنوناتِ العمقِ
تتوقفُ عقاربُ الساعةِ
وحماقةُ الزمنِ
عِنْدَ حدودِ اللقاءِ
وصياغةُ العِشْقِ
محبوكةٌ
مجبولةٌ
منسوجةٌ
مِنْ سلاسةِ الصدقِ
بعيدًا عَنِ الجَفَاءِ
وخبائثِ الدهرِ
نَحْنُ مِنْ نقرِّرُ
إنْ كانَ هَـٰذَا واقعًا
أم حدثَ فِي حلمٍ
نَحْنُ مِنْ ننشِئُ الشجاعةَ
ونسحقُ الجبنَ فِي المهدِ
نُغرِّدُ
نُرتِّلُ
نُغَنِّي
فِي العَيْنِ والنظرةِ
فِي الهمسِ والشفاهِ
فِي اللمسِ واليدينِ
فِي القَلْبِ والنَبْضِ
فِي السفرِ عبرَ سفينةِ الحُبِّ
إِلَىٰ عالَمٍ
قوانينُهُ ودستورُهُ
أَنَا وقلبُنَا وأنتِ.