حَضْرةُ الغيابِ
وجهك ..
شارة أشيائك
دراويشك المستمسكون بالوحدة
الهائمون ...
فى حانة الغياب بكأس من الحزن
الذى يصّاعد فى سماوات الغرف
مهتدياً بالخراب البهى ..
ويَمنُ على الواصلين شهوداً جلىًّ
لعتمة الروح
يحط الآن بينك .. وبينك
مستمسكاً بأوجاعه ...
ومستعصماً بأمه الغرف التى شكلتك
يرتل أوراده خاشعاً
علك كالناس الممددين فيه تحل
تقطع المسافة منك إليك
فيبين جمالً مشوهاً
دالً عليك لا على الأشياء
متبختراً إلى الشوارع يخرج
دون خوفٍ ...
من عساكر تُحَرِرُ محاضراً
لوجه يسير بلا جسدٍ
ولجسد يسير بلا صاحبْ ..
عن التفلك فوق أسطح الخلق يكفُ
إذ بك فيك ينام فى حضرة القرب ..
هى الأوراد سرُ السرِ
تنفض الأبواب على إيقاع من الخوف
فيحل
كناسُ صدرك
صانعُ أفكارك
مدارسُ تاريخك
نسوة من الملحِ
يتكاتفون فى حلقة الذكر ...
يهمهمون بتراتيل الوجد
على رجع صدى وجهك
وأنت – الوحيدُ - الممعن فى الغياب ..
على حجر ملائكة سمر
لا تقطن فى هذه الناحية
أو النواحى الشبيهة تغفو
غير آبهٍ بوجه بلا جسدٍ
وجسدٍ بلا صاحب تأكله المدينة ..
الأورادُ غير كافية لحضورك
وضوء الصبح يفض الجمع
إلا من جسدٍ بكاءٍ
بين أصابع الجدران تخلقه
ووجهك التائه فى الغرف ...
لحضورك المؤجل
لقيامك فى أعضائك
شاخصاً كالمسافة أو الموت الرحيم
يصلى ..
مشاركة منتدى
9 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 07:02, بقلم نضال نجار
"الأورادُ غير كافية لحضورك..."..
قصيدةٌ في غاية الشفافية
ومفرداتٌ عاريةٌ إلاَّ من الضوء الأبهى..
يلملمُ تراتيلَ فجرٍِ
ليلقيها
على سرير الحضور الغائبِ في
لغة الماء...
مودتي
نضال