حين تكتشف أنك لص بليد
الأعزاء جميعاً
أسعدتم بالخير في كل وقت..
ما الذي يمكن أن يسيء لشاعر -يظن نفسه كذلك، أو يتمنى أن يكون، ولا يعرف إلا القليل أنه يكتب الشعر، ولم يحصل حتى الآن على أدنى درجات الشهرة التي يمكنها أن تحميه من أي إساءة؛ ما الذي يمكن أن يسيء إليه أكثر من أن يصبح فجأة لصاً للشعر والقصائد، وقبل أن يعرف أحد أنه يكتب الشاعر يعرفون أنه لص قصائد، وتبدأ شهرته من هنا، ومن هذه النقطة تحديداً، ويبدأ معها مستقبلاً يخطط هو أن يكون جميلاً، ولكن بكثير من الخجل والخوف معاً.
هذه الأيام يتكاثر المستظرفون والسفهاء واللاهين بحقدٍ مقيت والأطفال غير الأبرياء- ويتناسلون بيننا بلا توقف، وكل يوم نكتشف بعضهم يطلعون علينا في مساحات هذا الكريه المسمى ’إنترنت’، فهو يتيح لأي منهم اللعب واللهو وإيذاء الآخرين دون حسيب أو رقيب، ودون أن يردعه أحد، وربما يعاني أغلبكم منهم، ولكن...
ما حدث لي لم يحدث لأحدٍ من قبل، ولا أعتقد أنه سيحدث والحكاية هكذا..
الليلة، وحين فتحت ماسنجري وقبل أن أنتبه إلى من يتواجد في قائمتي من الأصدقاء، فوجئت بأحدهم يبارك لي افتتاح مدونتي الجديدة، رغم أنه لم يكن لي مدونة جديدة من قبل أو من بعد، وإنما ظلت المدونة حلماً وهاجساً يراودني إنشاؤها منذ زمن، بيد أن الكسل واللامبالاة منعاني من إنشائها، وكل يوم كنت أخطط لذلك ولا أفعل.
حين أخبرت صديقي بدهشة أني لم أنشئ مدونة اندهش هو أكثر وقال لي لكنها موجودة على النت وباسمك شخصياً وعليها صورتك و.... وأرسل لي الرابط، وبالفعل وجدت كلامه صحيحاً ولكن..
احتوت المدونة على خمسة قصائد
الأولى هي كتابة للشاعر الفلسطيني مصطفى مراد ويبدو أنها أخذت من موقع ’ديوان العرب’ وأرجح ذلك لسبب سأكره لاحقاً..
والثانية هي ’ما أعجب ليلتكم’ للشاعر اليمني عبد المنعم الشيباني
والثالثة هي ’الدخول إلى التهلكة قصيدة ونهايتان’ وهي لعزت الطيري’ وقد حصل حادث طريف أثناء نسخها إلى داخل المدونة، حيث لم ينتبه الناسخ إلى أن اسم شاعرها الحقيقي مسجل بعد عنوانها مباشرة.
أما الرابعة فهي ’ماذا ستكتب ريشة الجاسوس في كراستي’ للشاعر عبد الإله الشميري
أما الخامسة والأخيرة فهي ’مطر في المنفى’ لوضاح المقطري لكن المدون سجلها أولاً، ولذلك كانت في آخر الصفحة حسب الترتيب الإليكتروني المعتاد.
وهكذا اكتشفت نفسي لصاً دون ان أعلم، ولا أستغرب أن يصدر خبر في إحدى الصحف أو المواقع الإليكترونية عن لص الشعر والقصائد ’وضاح المقطري’ الذي نشر في مدونته عدداً من القصائد التي نسبها لنفسه بك وقاحة ولا مبالاة ودون خوف من الفضيحة، وأجد نفسي أشتهر بلص الشعر قبل أن يعرف الكثيرون، بل وغالبية الناس بما فيه أصدقاء وأقارب وزملاء عمل أني أكتب الشعر...
محزن هو الأمر بقدر ما هو مدهش ومخيف، وبين توقعي أن أقرأ خبراً يسمني لصاً، وسخرية من تصرفات أناسٍ يحترفون الإيذاء وجدتني أعيش حالة خوف فائضة على المعتاد، ولائقة بي تماماً، فها أنذا الآن أوشك أن أنتحر بيد متطفل، ولكن من سيصدقني حينها، ومن سيثق أني لم تكن لي يد في هذه العملية، وأن المدونة كانت وما زالت بالنسبة لي حلماً يقف كسلي حاجزاً دونه، ومن سيدرك اني لم أكن إلا تلك الضحية الساذجة لحاقد يحترف الإيذاء، ويبدع في أعمال كهذه..
كم هو مقيت هذا الشعور الذي يداعب تفكيري الآن ويسرق قدتي على الضحك من مثل هذه التصرفات الحمقاء..
ربما اعيش هذا الخوف والرعب ليالٍ قادمة حتى تأتي المواجهة بخبر صغير ربما لا داعي له لأني لم أكن بعد شاعراً، وربما لا أكون، لكني سأكون بموجب هذه المدونة لصاً صغيراً وتافهاً.
معذرة إن سكبت عليكم مشاعري القلقة وهواجسي المتعبة، لكني هكذا وجدت نفسي
الآن لا أملك إلا ان أعلنكم أني بريء من هذه المدونة التي ستتسع حتماً وستمتلئ بالقصائد المسروقة، وأسمحوا لي أن أطلب مشورتكم عن كيفية التصرف إزاء هذه النكتة التي لا يضحك لها إلا من أوشك على الانتحار.
وليتخيل أياً منكم أن يكتشف نفسه لصاً دون أن يكون كذلك
بالمناسبة تاريخ إنشاء المدونة يعود ليوم أمس صباحاً كما ستلاحظون، وهذا يعني أن اكتشافي المبكر لها كان رائعاً، ولكن هل لذلك فائدة في نظركم...؟
أيضا قام اللص الذي احترف اللصوصية باسمي بإدراج عنوان بريدي على الهوتميل في دومينو المدونة
بقي فقط أن أعطيكم رابط المدونة التي لم تكن لي، وطبعا ستتسألون ما الهدف من مثل هذه العملية ’البايخة’، ولكم أن تجيبوا أنفسكم ’كي أصبح لصاً وحسب’، وإن كنت أعتقد أني أعرف الفاعل، فإني أنتظر منكم مشورة فقط
ومعذرة إن كنت أطلت عليكم هجاء مشاعري في هذه المساحة، ولكني اعتقدت أن إيميلاتكم هي ملاذي الوحيد للاطمئنان أني لست لصاً، ولن أكون، وأنه علي أن أكره اليوم الذي بدأت فيه غواية الشعر....
ملاحظة
هل تعرفون لماذا ظننت أن قصيدة ’كتابة’ لمصطفى مراد نُقلت من موقع ديوان العرب..؟
صورتي أخذت من هناك، ووصلت إلى بريدي الرسالة التالية عبر موقع ديوان العرب
تأملوا الرسالة التي وصلتني عبر الموقع، وستعرفون أن غالبية بياناتي أخذها هذا الظريف من هناك
مجلة ديوان العرب قيمة كدرها وجود كتلةالغباء المقطري هنا بهذا الوجه المغفلوالعيون الترابية المطفئة والشفاهالمقززة انني اقرأ الداخل الرديىء لهذاالمدعي شعراقبل ملامح الخارج الظليةلردائته
والله وهات يا شعراء !!!!
— إرسال عبر الموقع ديوان العرب
(http://www.diwanalarab.com/) —